تقدم فريق الهلال السوداني خطوة كبيرة باتجاه مرحلة المجموعات بشكلها الجديد في بطولة دوري أبطال إفريقيا، وذلك بعد فوزه المريح أمس الأحد بملعبه في أم درمان على بورت لويس بطل موريشيوس 3-0. وتسببت عدة عوامل في تحقيق الفوز الجيد، منها تعامل الهلال باحترام مع منافسه رغم ضعفه وقلة خبرته، والعامل الثاني كان عملية الانتقال السلسة في مقعد المدير الفني وذلك بتكليف لاعب الفريق السابق الديبة بمنصب المدرب العام وشمل تكليفه الإشراف على مباراتين ببطولة الممتاز. وخلال المباراتين أعاد مجلس الإدارة بهدوء المدير الفني السابق التونسي نبيل الكوكي الذي بدوره أعلن تحمله المسؤولية الكاملة وهو يشرف على الفريق في 4 حصص تدريبية فقط. ولعب المدرب نبيل على الورقة النفسية مع لاعبيه في سبيل الفوز بالمباراة، منها نجاحه في 2015، وأنه لم يخذلهم من خلال مقدراته الفنية مع ثقته في لاعبيه السابقين والجدد فمزج في تشكيله بين الجدد والقدامى في خطوط اللعب الثلاث. وكان قمة التفكير النفسي في إشراك نجم الفريق الكبير بشة رغم عدم مشاركته في أي مباراة منذ انطلاق الموسم قبل شهرين، فأحرز بشة هدفين من الثلاثة وربط بين خطوط اللعب وبين حركة اللاعبين بشكل مؤثر. أهم عوامل الفوز كانت عودة الوئام بين أعضاء مجلس إدارة نادي الهلال والذين التفوا حول رئيس النادي الدكتور أشرف الكاردينال وشكلوا حضورا مكثفا في تدريبات الفريق منذ نحو 3 أسابيع فانعكس الأمر إيجابا على الأجواء المحيطة باللاعبين. وأما الفوائد التي خرج بها الهلال من فوزه على بطل موريشيوس، فتمثلت في الفوز المريح الذي يستطيع الهلال أن يبني عليه حسابات جيدة قبل مباراة العودة، وثانيا الظهور والعودة المؤثرة للاعبين مثل بشة الذي يمثل روح الفريق، والغاني أوجستين أوكرا الذي تعاقد معه الهلال من المريخ وأحرز أول هدف قاري له مع الفريق. كما ثَبَّت الهلال من خلال ظروف المباراة المزيد من اللاعبين في مراكز جديدة، مثل عماد الصيني الذي لعب أول مباراة إفريقية رسمية في قلب الدفاع، والطاهر سادومبا الذي دخل بديلا بسبب الإصابات في وسط الملعب ولعب في المحور وأجاد، ويستطيع الهلال الاستفادة من اللاعبين في مباراة العودة كخيارات جديدة غير مركز قلب الدفاع الذي سيعود إليه عمار الدَّمازين الذي كان موقوفا لمباراة إفريقية واحدة. وكسب الهلال ثقة جماهيره في البداية الإفريقية الجيدة، إلى جانب حصول اللاعبين على جرعة عالية من الدعم الجماهيري وضعتهم أمام تحدٍ جديد بعد النتائج البائسة في الدوري الممتاز. ولكن الفائدة الأكبر والأهم من فوز الهلال على بورت لويس تخلصه من كابوس الأهلي الليبي الذي أقصاه في هذا الوقت من العام الماضي، لأن فوز الهلال بثلاثية جعله قريبا من التأهل لمرحلة المجموعات، في وقت أن الهلال فنيا أقل بكثير من فريق الموسم الماضي.