أظهرت خسارة مانشستر سيتي، أمام موناكو، في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال، وإقصائه من البطولة، أن هناك خللاً ما في الطريقة التي يفضل بيب جوارديولا اللعب بها، وبين ما يقدمه فريقه على أرض الملعب. ويطرح هذا الخلل، العديد من علامات استفهام، حول ما إذا كانت فلسفة جوارديولا في اللعب، تتناسب مع فريق "السيتيزن". ويفضل جوارديولا، أسلوب "التيكي تاكا"، والاستحواذ، وترك فريق الخصم يركض وراء الكرة، لكن ما حدث أمس في مباراة موناكو هو عكس ذلك تماما، فالفريق لجأ للدفاع وترك المبادرة لفريق موناكو. كما لم تتعدَ نسبة استحواذ مانشستر سيتي على الكرة 48 في المئة، كما أن النادي الإنجليزي، لم يسدد ولو كرة واحدة خلال 45 دقيقة من خارج منطقة الجزاء. فشل جوارديولا، في تطبيق أسلوبه المفضل مع سيتي، قد يعود لغياب لاعب محوري له القدرة على الربط، ونقل الكرة بسرعة وبذكاء بين خطي الدفاع والهجوم، على غرار ما كان يفعل ألكانتارا، في بايرن ميونيخ، أو تشافي، وإنييستا، في برشلونة. ومن سوء حظ جوارديولا أيضًا افتقاده للاعب خط وسط من قيمة جوندوجان الذي اضطرته الإصابة للغياب عن الملاعب لفترة طويلة. وسيزيد إقصاء مانشستر سيتي، على يد فريق ليس بالكبير، من صعوبة مهمة جوارديولا مع "السيتيزين"، فهذه هي المرة الأولى منذ 7 مواسم التي يفشل فيها المدرب في التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال. صعوبة المهمة في إنجلترا وسبق للبعض أن تنبأ بصعوبة مهمة جوارديولا بالدوري الإنجليزي لاختلافه عن الدوريات الأوروبية الأخرى التي درب فيها "الفيلسوف". وقال مدرب ستوك سيتي مارك هيوز في وقت سابق، إن مهمة جوارديولا لن تكون سهلة، لمعرفته بالسيتيزن الذي أشرف عليه بين عامي "2008-2009". كما أكد الدنماركي بيتر شمايكل، حارس مانشستر سيتي، ويونايتد السابق، أنّ جوارديولا لم ينجح حتى الآن مع مانشستر سيتي. وقال شمايكل، في تصريحات نشرتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية في وقت سابق: "أعتقد أن جوارديولا لم ينجح مع مانشستر سيتي. بكل تأكيد هو يملك فريقًا معقدًا، لكن هناك لاعبين رائعين". وأضاف شمايكل: "تتوقع من مدرب يمتلك عقلية جوارديولا أن يصحح الأمر، لكن لا اعتقد أن هذا سيحدث". من المبكر الحكم بفشل جوارديولا لكن وإن كان جوارديولا، قد عجز مع مانشستر سيتي، في بلوغ ربع نهائي دوري الأبطال، فإن الفريق يحقق نتائج يمكن وصفها بالجيدة على الصعيد المحلي. ويحتل السيتيزن، المركز الثالث بالدوري الإنجليزي الممتاز، كما أنه تأهل لدور نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث تنتظره مباراة قوية أمام أرسنال في 24 من الشهر المقبل. وتبقى هذه الحصيلة، جيدة إذا اعتبرنا أن فريق مانشستر سيتي، ليس من حجم الأندية العملاقة الأخرى التي دربها جوارديولا، وهي برشلونة وبايرن ميونيخ. كما أن الحكم على فشل جوارديولا في مانشستر سيتي، يبقى سابقٌ لأوانه، علمًا أن هذا هو الموسم الأول له في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا شك أنه أيضًا بحاجة لمزيد من الوقت من أجل التأقلم مع ناديه الجديد.