***- لا عيب في ان يبكي المرء ويذرف الدمع المدرار، بشرط ان تكون دموع حقيقية صادرة من قلوب مكلومة مليئة بالكمد والحزن، وليست دموع تماسيح، ان تكون دموع حقيقية نزلت علي الخدود بصورة طبيعية لا زيف فيها ولا رياء، دموع هطلت بصورة عفوية دون ان يتم لانزالها استعمال اي مادة ما تهيج العيون وترغمها علي الجريان. ***- لم استغرب اطلاقآ من دموع نافع علي نافع التي سكبها قبل ايام قليلة مضت في مناسبة انعقاد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي حيث رصد الصحفيون المشاعر الجياشة للدكتور نافع علي نافع.. الذي انخرط في نوبة بكاء حرى حزناً على غياب الدكتور حسن الترابي!!، لم استغرب تصرف نافع، فهي ليست عملية بكاء حزنآ علي الترابي بقدر ما هي عملية مقصودة كان الهدف منها سحب البساط من تحت اقدام كل الشخصيات الصغيرة والكبيرة المشاركة في المؤتمر الشعبي، خطته تمركزت في ان يكون هو الشخصية الوحيدة في دائرة الضوء ومحط انظار الصحفيين ورجال الاعلام...(وشوفوني انا ببكي)!! وبالفعل نجحت خطته الجهنمية، واحتل بكاءه مكانة في الصحف اليومية علي حساب المؤتمر الشعبي، وانشغل البعض كثيرآ بهذا البكاء كانما السودان ما فيه من احداث هامة الا هذا الحدث الترجيدي!! ***- انها ليست المرة الاولي التي بكي فيها نافع، فقد نشرت صحيفة الراكوبة في يوم 28 اكتوبر2010 خبر جاء تحت عنوان:(نافع يجهش بالبكاء ويقول: سنزيل الحواجز أمام الوحدة ولو ب (المخاشنة)، جاء في سياق الخبر: (في مشهد تاريخي ووطني غير مسبوق تحوّلت القاعة الدولية بقاعة الصداقة أمس خلال "ملتقى المرأة للسلام والوحدة" الذي نظّمه الاتحاد العام للمرأة السودانية إلى ساحة للحزن والبكاء انفعالاً مع حديث القيادية بالحركة الشعبية إخلاص قرنق حول الوحدة ومخاطر الانفصال الذي كان ممزوجاً بالبكاء ولاحظت "التيّار" أنّ مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع قد انهمرت دموعه أثناء حديث ممثلة الحركة الشعبية في اللقاء، معتبراً حديثها بارقة أمل لوجود أعداد كبيرة تريد وحدة السودان والحفاظ على أراضيه)!! ***- ظاهرة البكاء والعويل وذرف الدموع بمناسبة او بلا مناسبة عند أهل المؤتمر الوطني، هي ظاهرة اصبحت كثيرة في السنوات الاخيرة اشهرها بكاء كمال عبداللطيف وزير المعادن السابق والذي دخل التاريخ باسم (كمال البكاي)!! ودموع البروفيسور ابراهيم غندور التي سببت الحيرة عند الصحفيين، فقد نشرت جريدة "الرأي العام" السودانية في يوم 25 يوليو 2010، خبر جاء تحت عنوان:(دموع غندور.. البكاء من أجل الوحدة!!)، وجاء في سياقه: (بمنديل ناصع البياض، مسح البروفيسور ابراهيم غندور أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني الدموع التي إنسربت من عينيه يوم الثلاثاء الماضي على نحوٍ مباغت أثناء حديثه العاطفي عن الوحدة. غير أنه فشل في مقابل ذلك، في وقف سيل الكثير من التساؤلات التي دارت في فضاء تلك الدموع النادر ذرفها في قضايا سياسية. .... الكثيرون إنقسموا في تكييف تلك الدموع بإختلاف الزوايا التي نظروا منها إلى وجه غندور. فهم إما متعاطفون معها بشدة، أو مشككون في صدقيتها كذلك، ولم يكن هناك مجال للرمادية بينهما. وهو ما جعل هناك حاجة لمعرفة مبعث تلك الدموع المفاجئة التي أعقبها إجهاش بالبكاء إقتسمه معه بعض أعضاء اللجنة المركزية لإتحاد نقابات عمال السودان الذي يرأسه، فيما آثر آخرون من ذات الإتحاد، أن ينخرطوا في موجة من التصفيق)!! ***- ايضآ عندما رجع عمر البشير مهرولآ من جوهانسبرج هربآ من الاعتقال ووصل سالمآ الي مطار الخرطوم، انهمرت دموع البروفيسور ابراهيم غندور بصورة اثارت التساؤلات حول سبب هذا الدمع الغزير؟!! ***- في يوم 18 مارس عام 2012 نشرت صحيفة "الرأي العام" ايضآ خبر جاء تحت عنوان:(من الاتفاق أم عليه؟بكاء إدريس)، وكتبت الصحيفة: (لم يكن إدريس عبد القادر رئيس وفد الحكومة المفاوض في أديس أبابا أول من بكى من السياسيين بالطبع، ولكنه كان أكثرهم دموعاً فيما يبدو، وأكثر من فعل ذلك يوم الجمعة الماضي في موقف واحد عندما ضرب رقماً قياسياً وهو يبكي من على منبر مسجد الفتح بضاحية أركويت أربع مرات في غضون "28" دقيقة فقط، أي بمعدل "بكية" كل سبع دقائق. دموع إدريس، إنسربت من عينيه أثناء مرافعته المتماسكة عن اتفاق الحريات الأربع الذي مهره اخيراً بأديس أبابا، وذلك بعد هجوم عاصف من إمام ذلك المسجد الشيخ محمد حسن طنون على ذلك الاتفاق ومن أتى به، فقد وصفه بأقذع الألفاظ، وبكامب ديفيد أخرى، قبل أن يدعو إلى مقاومته حسبما أوردت بالأمس الزميلة "السوداني" وهو ما قد يرجح أن يكون بكاء إدريس إستباقاً للموت المحتمل للإتفاق خاصة بعد أن تكاثر عليه الهجوم من عدة جبهات. مبعث الدموع مبعث دموع إدريس غير معلوم، ولا يعرف على وجه الدقّة ما إذا كانت على الاتفاق، اتفاق الحريات الأربع، أم عليه.. وهل كانت بسبب ثغرات اكتشفها إدريس فَجأةً في الاتفاق من حديث الإمام، أم خوفاً من إجهاض ذلك الاتفاق بعد أن أفلحت حملة مماثلة في إجهاض الاتفاق الإطاري الذي وقّعه د. نافع العام الماضي، ثم نفض الرئيس والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني يده من ذلك الاتفاق دون أن تكون هنالك بدائل أخرى جاهزة غير الحرب)!! ***- ماعاد احد في السودان يصدق دموع أهل الانقاذ والجبهة القومية والمؤتمر الشعبي، ففي ظل حكمهم الفاسد الممتد طوال سبعة وعشرين عامآ اصبح كل شي في البلاد بلا طعم او لون، كل شي تغير الي الاسوأ، حتي الشعارات السياسية القديمة ما عادت ذي قيمة عند حزب المؤتمر الوطني، فقد اختفي شعار(ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) وحل مكانه شعار اخر يقول (نبكي علي ما فعلنا..ونذرف الدمع علي مصائبنا)!!وسيستمر البكاء الزائف (والجعير) المصطنع بلا توقف تحت رعاية حزبية وحكومية!! ***- سؤال مطروح بشدة في الشارع السوداني: (من اين جاء نافع بالدموع؟)!! بكري الصائغ [email protected]