تعرضت تلميذتان توأم من جنوب السودان إلى حالة تمييز في إحدى المدارس في أستراليا، عندما تم إبعادهن عن المدرسة، بسبب رفضهن قص شعورهن وإزلة الضفائر الطويلة من فوق رؤسهن باعتبارها لا (تمثل المدرسة)، وتدرس التوأمتان البالغتان 16 عاما بإحدى المدارس الثانوية في مدنية فكتوريا. وقالت غراسي وتابيسا إنهما طردتا من الفصل الدراسي وطلب منهما إزالة الضفائر قبل العودة، ولكنهما تحدين هذا القرار، ووصفت ذلك بالتمييز العنصري غير المقبول وقالت غراسي لوسائل الإعلام المحلية: "لقد قيل لنا إن شعرنا لا يمثل المدرسة، وكانت صدمة حقيقية بالنسبة لنا، فهذه الضفائر لا تمثل مشكلة ولا تؤثر في تعليمنا، فكيف يطلب منا أن نبدو مثل الآخرين؟". وبعد حملة واسعة ضد قرار المدرسة اضطرت مديرة المدرسة هيلين هيوتيس إلى إصدار بيان لوسائل الإعلام تؤكد فيه تراجع المدرسة عن قرارها، والسماح لهما بالتعبير عن تراثهما الثقافي. وأضافت: لقد عرضت على أسرة التوأم إعفاءهن من رسوم الزي المدرسي، وسنعمل مع الأسرة على هذا النحو حتى تتمكن الفتاتان من الحصول على تصفيفة الشعر الخاصة بالمدرسة. وأشارت صحيفة الديلي ميل البريطانية إلى أنها فشلت في الحصول على تعليق من الجالية الجنوب سودانية في فكتوريا الأسترالية على الحادثة التي تعد تمييزاً ثقافياً ضد كل السودانيين والجنوب سودانيين والأفارقة عموماً، حيث الضفائر الطويلة من أبرز مميزات المرأة الأفريقية، ولا شك أن التوأم غراسي وتابيسا ورثتا هذه العادة من أمهاتهما وجداتهما اللائي كن يستخدمن تسريحة (سودان قفل) أيام السودان الكبير قبل الانفصال. ولكن الناطق بلسان وزارة التربية الأسترالية جيمس ميرلينو تحدث إلى (الغارديان) البريطانية، مؤكداً أن هناك استثناءات في المدارس في ما يتعلق بالزي، تراعي الاحتياجات الدينية والثقافية، وأن التلاميذ يجب أن يشعرون بالحرية في التعبير عن ثقافاتهم في جميع مدارس فكتوريا الحكومية. أما الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان كريسين هيلتون، فترى أن بعض المدارس لا تراعي التوازن في الحقوق بين سياسة الزي المدرسي، واحترام التنوع بين التلاميذ. وقالت إن المدارس هي امتداد للمجتمع، ويجب أن تعبر عن حالة التنوع وتحترمها. أما البرفيسور انتيا هارس من معهد الفريد ديكين للمواطنة والعولمة، فتقول "من الصعب أن نتخيل حادثة مماثلة في مدارس الولاياتالمتحدة أو بريطانيا، فنحن بحاجة إلى أن نقبل الآخرين كما هم، باختلافات تسريحات شعرهم وسحناتهم وأديانهم، وأعتقد أننا بحاجة إلى مناقشة التنوع، وكيف يمكن أن نعكس التنوع عبر الزى المدرسي". اليوم التالي