1- جاءت الصحف المحلية والعربية في يوم الاربعاء 4 ابريل 2001 وافادت ان: (14 ضابطاً سودانياً وجندي واحد، بينهم عدد من القيادات البارزة في الجيش السوداني، والعقيد ابراهيم شمس الدين وزير الدولة بوزارة الدفاع وأحد اعضاء مجلس قيادة الثورة السابق الذي تسلم الحكم في الانقلاب العسكري عام 1989 لقد لقوا مصرعهم في حادث انفجار طائرة "انتونوف" الحربية بعد سقوطها واصطدامها بجدار مبني المطار. وقال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة «ان طائرة عسكرية تحطمت صباح اليوم "أمس" لدى انحرافها على مدرج عدارييل بأعالي النيل اثناء زيارة تفقدية للقوات المسلحة بالمنطقة». وأشار البيان الى ان الضحايا هم: 1-العقيد ابراهيم شمس الدين، 2- والفريق أمير قاسم موسى، 3- واللواء طبيب مالك العاقب الحاج الخضر (قائد السلاح الطبي)، 4- واللواء بكري عمر خليفة، 5- واللواء السيد العبيد عبد الحليم، 6- واللواء كمال الدين علي الأمين، 7- واللواء علي اريكا كوال، واللواء ياسين عربي محمد، 8- واللواء فيصل عيسى أبو فاطمة، 9- والعميد مهندس عمر الأمين كرار، 10- والعميد احمد يوسف مصطفى، 11- والعميد جيمس أبولو مواي، 12- والعقيد عثمان احمد المصطفى، 13- والمقدم عمر عثمان علي، 14- والعريف محمد احمد محمد يعقوب. ***- وتقع عدارييل في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم. وكان اعضاء الوفد العسكري في طريقهم الى المنطقة الغنية بالنفط لتفقد الحامية العسكرية الموجودة فيها والتي تقوم بأعمال حماية المنشآت النفطية. ***- وبينما تحدث البيان العسكري الأول عن انحراف الطائرة عن المدرج لدى هبوطها في مطار عدارييل، أشارت اخبار اخرى الى سوء الاحوال الجوية في المنطقة مما تسبب بسقوط الطائرة. واستبعدت المصادر الرسمية تعرض الطائرة لأي قصف، بينما نفت مصادر الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق وجودأية علاقة للحركة بمسألة سقوط الطائرة قائلة انه ليست لديها اي قوات في هذه المنطقة). 2- ***- تضاربت التصريحات الرسمية حول اسباب سقوط طائرة انتونوف، فبينما تحدث البيان العسكري الأول عن انحراف الطائرة عن المدرج لدى هبوطها في مطار عدارييل، أشارت اخبار اخرى الى سوء الاحوال الجوية في المنطقة مما تسبب بسقوط الطائرة. واستبعدت المصادر الرسمية تعرض الطائرة لأي قصف، بينما نفت مصادر الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق وجود أية علاقة للحركة بمسألة سقوط الطائرة قائلة انه ليست لديها اي قوات في هذه المنطقة. 3- ***- سارعت الحكومة بعد الحادث (كالعادة عند حدوث كارثة) بتكوين لجنة فنية من عسكريين ومدنيين متخصصين في مجال هندسة الطيران للتحقيق في اسباب سقوط الطائرة، ونشطت الصحف المحلية باهتمام شديد وبتوجيهات عليا في نشر اخبار هذه اللجنة، الا انها سرعان ما خففت من النشر، وبعدها اختفت تمامآ اخبار هذه اللجنة كمآ وكيف، والي يومنا هذا لم نسمع او قرأنا عن النتائج التي توصلت اليها اللجنة من رصد وبحث!! 4- ***- اليوم الثلاثاء 4 ابريل الحالي مرت الذكري السادسة عشر علي مصر العقيد ابراهيم شمس الدين وبعض الضباط الكبار من كانوا معه في الطائرة، ستمر الذكري اليوم بلا ضجيج او اهتمام صحفي او عسكري، ولن تكون هناك اي مطالبة او سؤال من احد (سواء كان نائب بالمجلس الوطني او صحفي في صحيفة ما) عن سبب اختفاء نتائج التحقيقات!!، بل وسيتم رسميآ - كما في كل عام- منع ذكري الحادث في الصحف!! 5- ***- ازاءالحادث،انقسمت اراءالسودانيين الي اربعة مجموعات: (أ)- اصحاب المجموعة الاولي وهي اكبر المجموعات، يرون ان الحادث مدبر من قبل بعض الكبار في المؤتمر الوطني للتخلص من العقيد ابراهيم شمس الدين، الذي كان يطمح بشدة الوصول لمنصب النائب الاول لرئيس الجمهورية علي حساب علي عثمان محمد طه الذي كان وقتها النائب الاول. ومما زاد من خوف هؤلاء الكبار في حزب المؤتمر الوطني ان ابراهيم شمس الدين كان يجاهر علنآ بما يصبو اليها من رفعة ومكانة، وانه احق بمنصب نائب رئيس الجمهورية لان علي عثمان لم يكن له اي دور فعال في انقلاب 30 يونيو 1988. (ب)- اصحاب المجموعة الثانية، اقتنعوا تمامآ بان تصفية ابراهيم شمس الدين قد تمت بواسطة بعض من ضباط القوات المسلحة الذين كانوا يكرهونه (كره العمي) بسبب عجرفته وغروره، ومعاملته بازدراء لزملاءه رفقاء السلاح، والتي وصلت الي درجة انه كان يامر الجنرالات الذين هم اكبر منه رتبة عسكرية ان يبادروا هم بتحيته لا هو صاحب الرتبة الادني!! ***- اصحاب هذا الرأي يؤكدون ايضآ، ان غالبية ضباط القوات المسلحة قد فاض بهم الكيل بعد ان اصبح ابراهيم شمس الدين وزير دولة للدفاع، واصبحت قراراته العسكرية غير مقبولة داخل الجيش، وقيامه باحالة كثيرين من الضباط الاكفاء الي الصالح العام. (ج)- اصحاب الرأي الثالث والذين هم اعضاء في الحزب الحاكم، يرون ان سقوط الطائرة ومصرع بعض من كانوا علي متنها هي (مشيئة الله سبحان وتعالي، وكل نفس ذائقة الموت). (د)- اما اصحاب الرأي الرابع حول مصرع ابراهيم، فلا يهمهم من هو هذا الجنرال ابراهيم شمس الدين، ولا يهمهم ايضآ كيف مات ولا من هم وراء مقتله؟!!...بقدر ما يهمهم معرف الاجابة عن سؤال: ياتري هل ابراهيم شمس الدين سيكون اخر ضحايا التصفيات الجسدية في النظام الحاكم؟!! 6- ***- لكن مع الاسف الشديد ان ابراهيم شمس الدين ما كان اخر القتلي في قائمة ضحايا التصفيات، فقد لقي بعده الزعيم جون قرنق مصرعه في حادث اصطدام الطائرة المروحية التي كان يقلها بجبال الاماتونج يوم 30 يوليو عام 2005. ***- ولقي الدكتور خليل ابراهيم مصرعه في منطقة ود بندة بولاية شمال كردفان يوم الأحد 25 ديسمبر 2011 بصاروخ مجهول الهوية. ***- اغتيال سلطان «دينكا نقوك» نغوك، كوال دينق في منطقة أبيي بعد استهداف سيارته بقذائف "آر.بي.جيه" في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان. 7- ***- توقفت منذ زمن ليس بالبعيد عمليات تصفية الكبار سواء كانوا جنرالات او مدنيين او نشطاء سياسيين، واقتصرت علي سكان دارفور المساكين، طلاب دارفور في الجامعات والمعاهد العليا. وضحايا حميدتي!! 8- ***- اليوم الثلاثاء 4 ابريل وذكري مرور ستة عشر عامآ علي مصرع شمس الدين...فهل ياتري ستكون مناسبة لتوثيق(الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية في السودان 1989- 2017)؟!! 9- ***- واخيرآ: ياتري، من الرابح ومن الخاسر بعد ان تمت تصفية العقيد ابراهيم شمس الدين؟!! بكري الصائغ [email protected]