1- ***- ما كنت اود ان اكتب اليوم الاثنين 4 ابريل الحالي عن العقيد ابراهيم شمس الدين، لا من قريب او بعيد وكيف لقي مصرعه في مثل هذا اليوم قبل خمسة عشر عامآ -وتحديدآ في 4 ابريل عام 2001؟!!-، ***- ولا ان اتطرق من الي حادث انحراف طائرة (الانتينوف)، التي كانت تقل الوفد العسكري الكبير برئاسة العقيد ابراهيم شمس الدين عن مسارها وكيف انزلقت الطائرة سريعآ عن مدرج الهبوط واصطدمت بقوة جدار مبني مطار (عدرائيل)، انفجرت الطائرة مخلفة عدد كبير من الضحايا من بينهم العقيد ابراهيم شمس الدين الذي شغل وقتها منصب وزير الدولة بوزارة الدفاع، وتوفوا معه ايضآ اربعة عشرة من كبار جنرالات القوات المسلحة، وهو الحادث الذي ان مازال لغز حائر لم تفك طلاسمه بعد رغم طول المدة؟!! ***- تفاصيل الحادث المروع معروفة للجميع ولا تحتاج الي سرد او تكرار حتي ان كانت من اجل اعادة تنشيط ذاكرة من نسي، هي حادثة عمرها خمسة عشر عامآ ما طرأ عليها اي جديد او معلومة تزيد من تفاصيل الحدث. 2- الشي بالشي يذكر: ************* قامت صحيفة (الراكوبة) في يوم السبت 2 ابريل الحالي 2016، بنشر خبر مثير وملفت للانظار جاء تحت عنوان-(الصافي جعفر: الإسلاميون تعاهدوا على عدم ممارسة التصفيات بعد المفاصلة")…جاء في سياق الخبر، ان (الصافي جعفر، القيادي الإسلامي قد كشف عن معلومات وأسرارا جديدة حول مفاصلة الإسلاميين في العام 1999، وقال إنهم تعاهدوا في ذلك الوقت على أن لا يذهب بهم الخلاف إلى خيار التصفيات). وأضاف جعفر: (الحكومة لم تفكر في تصفية الترابي رغم العداء ولم يفكر هو في تصفية المخالفين له، بالرغم من أن هذا يحدث حتى داخل الحركات الإسلامية بالخارج). 3- ***- توقفت طويلآ عند خبر الصافي جعفر مستغربآ ان توقيت نشر الخبر قد صادف تمامآ الذكري الثامنة عشر علي مجزرة (العيلفون) التي وقعت في يوم 2 ابريل 1998 حيث حصد الجنود برصاصهم ارواح 177 طالب من طلاب التجنيد الاجباري!!..وهو ايضآ تصريح جد خطير من الصافي جعفر اكد فيه ان الاسلاميين في السودان تعاهدوا -تحديدآفي عام 1999وليس قبله-علي أن لا يذهب بهم الخلاف إلى خيار التصفيات، مما يعني انه كانت هناك من قبل تصفيات جسدية بينهم لم تتوقف الا باتفاق تم في عام 1999 !!! 4- ***- ما ورد علي لسان الصافي جعفر اكد – بصورة غير مباشرة-، ان الاسلاميين لجأوا الي عقد اتفاق بينهم لوقف حرب داعس- والغبراء التي كانت مستعرة بينهم، ايضآ من اجل وقف التصفيات الجسدية واحلال سلام يوقف نزيف الدم!! 5- ***- كان اخر الضحايا من الشخصيات الكبيرة في النظام الاسلامي قبل المفاصلة هو اللواء الزبير محمد صالح النائب الاول السابق، الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة إثر حادث سقوط طائرة في نهر السوباط ، في 12 فبراير 1998-(نفس عام مجزرة العيلفون)!! 6- ***- بعد الاتفاق الذي تم بين الاسلاميين وحسم قضية عدم الجنوح للتصفيات وقع حادث مصرع العقيد ابراهيم شمس الدين ليؤكد انه اتفاق كان حبر علي ورق ومجرد اتفاق (فشنك)، وان الاسلاميين السياسيين لا يلتزمون بعهود ومواثيق (الطبع يغلب التطبع)!! 7- ***- مصرع ابراهيم شمس الدين جاء بسبب صراعات نشبت بشكل حاد داخل المنظومة الاسلامية في الخرطوم عام 1999 بعد الانقلاب الابيض علي حسن الترابي وعزله من كل مناصبه واعتقاله التحفظي في منزله، وانقسموا الاسلاميين الي قسمين (جناح القصر) و(جناح المنشية)، وقتها لمع نجم ابراهيم شمس الدين وزير الدولة للدفاع، وطغي وتسييد الساحة العسكرية لصالح (جناح القصر) الامر الذي اغضب العسكر ايضآ الاسلاميين في (الجناحين)، ايضآ كان مغضوب عليه من قبل ضباط جهاز الامن!! 8- ***- بكل سهولة تمت تصفية العقيد المشاكس!! وما احتاج مصرعه الي عملية معقدة او خطط وتجهيزات، مات في حادث انفجار طائرة، وهو امر كثير الحدوث عالميا وفي السودان كان قبله مصرع الزبير!!..مات شمس الدين لكن مما زاد غموض الحادث، ان التقرير الرسمي الخاص بمصرع العقيد شمش الدين وبقية الضباط العسكريين قد خلا من ذكر حقائق كثيرة هامة، منها ان كابتن الطائرة لم يكن سوداني الجنسية ويجهل تمامآ طبيعة المطار والمدرج الرملي!! 9- ***- منذ عام 2001 وحتي اليوم – رغم مرور خمسة عشر عام علي الحادث-، ترفض وزارة الدفاع الافادة ان كانت طائرة "الانتينوف" وقتها صالحة للاقلاع والطيران لمسافات طويلة!!، ترفض ايضآ تاكيد او نفي ان كانت الطائرة صالحة للطيران!! 10- من صفي العقيد ابراهيم شمس الدين?!!..ولماذا?!!… ***- هل كان شمس الدين ضمن المحسوبين على التيار المتشدد داخل النظام؟!! ***- هل رجع سبب تصفيته، انه كان من القادة العسكريين الذين اشرفوا مباشرة على العديد من العمليات العسكرية في الجنوب، وسطع نجمه علي حساب من هم اعلي منه رتبة عسكرية حتي وصل الي منصب وزير دولة بوزارة الدفاع ، فاغتر وطغي واستكبر عليهم، وتطاول كثيرآ مما استوجب تصفيته من قبل رفقاء سلاحه?!! 11- ***- هل تمت تصفية شمس الدين بتوجيهات مباشرة من البشير شخصيآ علي اعتبار ان شمس الدين الذي شغل منصب وزير الدولة للدفاع قد يشكل خطر داهم عليه (البشير)، واحتمال ازاحته من السلطة بانقلاب عسكري?!! 12- ***- هل كانت هناك فعلآ طموحات كبيرة لدي شمس الدين وأمل في ان يكون النائب الأول للبشير، ولم يخفي شمس الدين هذه التطلعات التي وصلت الي عمر البشير وعلم بها…فتغذي البشير به قبل ان يتعشي شمس الدين ?!!… 13- ***- هل كان مصرع العقيد شمس الدين قضاء وقدر؟!!…ام بفعل فاعل مع سبق الاصرار والترصد…..وسجل الحادث ضد مجهول?!! 14- ***- شي غريب ومبهم للغاية لانجدها في اي مكان اخر علي ظهر الارض، ان لا احد من الضباط الكبار والصغار القدامي الذين عاصروا زمن العقيد شمس الدين عندما كان وزير دولة بوزارة الدفاع، او من الذين تم تسريحهم وطردهم من الخدمة العسكرية وعندهم معلومات عن حادث انفجار طائرة العقيد شمس الدين قد شاركوا بابداء الرأي في الحادث سلبآ او ايجابآ طوال الخمسة عشر عامآ الماضية!! 15- ***- ياتري، هل الصافي جعفر، القيادي الإسلامي الكبير يملك الاجابة الاكيدة لسؤال:( من صفي العقيد ابراهيم شمس الدين?!!..ولماذا?!!)… [email protected]