* شخصيات كثيرة تنفيذية وتشريعية في السودان؛ لا يأخذك شك بأنهم كانوا مدفونين ونفضت عنهم حكومة الإنقاذ الغبار لتدنسهم بمناصبها فوق ما هُم عليه من التخلف والدونية.. يتعاملون مع الوظيفة العامة على أنها غنيمة تستاهل الذبح احتفالاً بنيلها.. ولأن الظاهرة تتكرر ما بين وزير ومدير ووالي ومعتمد فلن نسمِّي شخصاً بعينه.. لكن.. كم مرة نحر (مخاليق) هذه الحكومة الثيران والخرفان فرحةً بالتعيين في منصِب؟! ومع ذلك مازال البعض يرغب في التقدم وسط ظلام الجهل؛ والوصول للكرسي كغاية قبل أن يكون وسيلة اغتنام..! * في أخبار البرلمان؛ دعا بعض النواب لتحسين صورة السودان الخارجية المُظلمة السائدة لدى الأجانب.. النائب محمد المعتصم حاكم في نظرته القاصرة غفل عن ضرورة تحسين الصورة لأهل السودان في المقام الأول.. السودانيون يغالبون قبحاً عاماً وتدنياً في حياتهم مصدره الجهتين التنفيذية والتشريعية؛ فكل جهة منهما أكثر (سجماً) من الأخرى.. فلماذا صحوة الخاطر إزاء الأجانب دائماً في كل كبيرة وصغيرة؛ وكأن نظرتهم بالرضا تجاه صورتنا ستنزل (البركة) في الأرض..! ربما الميل للأجانب منبعه شعور الحكومة وتابعها البرلمان بالاستعباد والدونية لأنهما حصاد حركة انقلابية..! لماذا لا نجمِّل الواقع لأنفسنا ومن أجلها..! * إن من شروط تحسين الصورة السودانية وجود برلمان له وزن وحكومة محترمة لا يخالطها روث الفساد والظلم.. حكومة تخفض مفعول ذاكرة الإجرام نحو مواطنيها.. فالعقل الملوث لا يرسم سوى لوحة عشوائية أو موحشة.. كيف الخروج من الصورة المؤطرة بالاستبداد ليكون الإنسان مكرماً في وطنه..؟! والاستبداد في حلقته المكتملة يظل مجلس النواب جزءاً منه؛ إذ يكمل تشوهات الحكومة بالصمت والتبعية..! فهل النائب الباحث عن (فوتشوب) يرضي الأجانب منفصل عن كل هذا؟! * أما داهية الدواهي؛ فهي أن يكون التطلع لوطن عملاق وجميل وسط أكوام القمامة.. لا أعني بالقمامة مخلفاتنا فقط، إنما أخص صنف من المسؤولين السفهاء لم يعرفهم السودان من قبل بهذا (التكاثر)؛ أولئك المغرمين بمشاهد الصور والأفلام الإباحية..! * وصلني خبر بالأمس حول جسامة البلوى في القيادات النافذة؛ فقد بلغت الإباحية الذرى في عهد الإسلامويين بالسودان.. يقول الخبر الذي أرسله من أثق فيه؛ إن خليطاً من القيادات التنفيذية والتشريعية والأمنية والسياسية (نساء ورجال) تفاجأوا بمقاطع فاضحة ومخلة بالآداب العامة أثناء استعراض إنجازات (الولاية المعينة!) عبر شاشات عرض أعدت خصيصاً لهذا الغرض.. ومصدر المادة الإباحية هو اللابتوب الخاص بالوالي؛ مما أثار استياء وارتباكاً بين الحضور؛ وأدخل الحاضرين في حالة لا يحسدون عليها..! * الخبر ذاته كُتب بأسلوب معتم في إحدى الصحف.. فلم يعرف اسم المسؤول الكبير الذي يحمل الفضائح في جهاز اللابتوب.. وقد جاء في خبر الصحيفة أن عرض انجازات الولاية تم بواسطة لابتوب مدير مكتب (المسؤول الكبير) ولم تتم الإشارة إلى اسم الولاية أو الوالي.. شيء طبيعي أن ترمى الملامة على صغار المسؤولين حتى لو كانت الفضيحة ثابتة على الكبار.. وتاريخ المتحللين أمامنا..! * لست ميالاً للأخبار الإباحية؛ وأمنع نفسي من الترويج لأية صور فاضحة عبر الواتساب أو غيره؛ حتى لو كانت هذه الصور لأعدائي.. فدائماً هنالك أشياء أهم منها وأنبل..! هذا من باب الشيء بالشيء يذكر. * المهم أن هذا الخبر المشين المؤكد الذي لا يستحق عناء التقصي يتعلق بالحزب الحاكم؛ فلا جهة سواه مهتمة بعرض ما يسمونه الانجازات..! مروري السريع على الخبر لم أرد به الترويج للفضائح الجنسية التي نحن في غنى عنها؛ فالجماعة الحاكمة المتأسلمة أسوأ من جميع التصورات؛ لكن أردت (التبصِير) بهذا المستوى المتدني لمسؤولي عهد البشير؛ ممن أدخلوا السودان في نفق الصور المظلمة الشاملة..! فالمواد الإباحية أشياء لا تُذكر مقارنة مع سفك الدماء ونهب المال العام وفظائع المليشيات..! وليت الحادثة الإباحية المؤسفة تكون رسالة يفهمها من يريد كيفما شاء..! * المسؤولون في هذا العهد جرّوا السودان جرّاً نحو هاويات شتى أوضحها الآن انتهاك حقوق الإنسان والفقر والغلاء، فاصبحت صورة البلاد العامة مرتبطة بسوء أخلاقهم وفشلهم.. أما السفاهات رغم علامات الصلاة فهي جزء أساسي من تكوينهم..! أعوذ باﻟﻠﻪ الجريدة