حفلت فترة 28 شهرا، قضاها المدرب الغاني جيمس كويسي أبياه مع الخرطوم الوطني بالنجاحات الملموسة، لكن أبرزها إصراره على تقديم لاعبين صغار وجدد للفريق الطموح، وللكرة السودانية على وجه العموم. ظهر في الخرطوم الوطني الظهير الأيسر أحمد آدم، وقلب الدفاع حمزة داؤود في موسم 2015، وكان صناعة تكتيكية كاملة على أيدي أبياه. وفي موسم 2016 ظهر صانع الألعاب صاحب القدم اليسرى أحمد حامد "التِش" وغيرهم من لاعبين شباب، لكن أفضل وآخر ما أنتجه المدرب الغاني كان هو المهاجم الموهوب سيف مالك الملقب ب"تيري". ولهذا اللاعب قصة ميلاد مدهشة كشفت عن قدرات أبياه في تدعيم المواهب، واكتشافها. فبعد فترة قصيرة قضاها تيري بنادي الجبل في مدينة كريمة شمال السودان، انضم لفئة الشباب بنادي الخرطوم الوطني في 2015، وتم تصعيده للفريق الرديف في 2016. وكان من عادة كويسي أبياه الحضور لتدريبات فريقي الشباب والرديف لمتابعة اللاعبين واختيار من يراهم مناسبين لخوض التدريبات مع الفريق الأول، وكان نصيب سيف تيري التدرب مع الفريق الأول في 2016، وشارك في مباريات قليلة في دقائق محدودة وظهر بشكل عادي. وفجأة اتخذ ابياه قرارا بإعادته من الفريق الأول لفريق الشباب بدلا عن الرديف، وذلك ليمنحه الإحساس بأن ذلك هو مكانه الطبيعي الذي جاء منه وليشعر بالتواضع، وليزيد من رغبته في العودة للفريق الأول. وفي 2017 أعاده للفريق الأول منذ بداية فترة الإعداد ومن هنا انفجرت قدرات فنية كبيرة للاعب الذي ظهر هدافا للفريق في المباريات الودية الإعدادية، ليحجز مكانه في الفريق الأول خلال مباريات الفريق بالممتاز. وأحرز سيف تيري هدفين بطريقتين مختلفتين في مباراة كبيرة وصعبة جدا كانت ضد الهلال الأبيض ضمن الجولة التاسعة. وسجل تيري 3 أهداف مع الفريق في أول موسم له كأساسي مع الخرطوم الوطني، لكنه ظل المهاجم الأخطر والأعلي موهبة في الجيل الجديد بالفريق. وبات تيري مثار إعجاب الجماهير ووسائل والإعلام المختلفة، ومحل إشادة المدربين ومحللي الكرة السودانية، ما يجعل منه لاعبا واعدا لناديه وللمنتخبات. إشادة متبادلة وقال سيف تيري، في حديثه ل""، "الفضل فيما وصلت إليه للمدرب أبياه ولمدرب فئة الشباب أحمد أبوالجاز، لما قدماه لي من نصائح". وأضاف "لكن مع المدرب أبياه تطورت أكثر في تحركاتي ووصولي للمرمى، وذلك بأسلوب معين،' اتبعه معي قبل بداية كل تدريب". أما أبياه فقال ل"" قبل ساعات من مغادرته السودان عن اللاعب تيري "سيف لاعب قوي بدينا، ولديه الثقة الكبيرة في نفسه، ولديه طاقة عالية طوال دقائق المباراة وموهوب، كما أنه يجيد الضغط على المهاجمين، ويتنظره مستقبل كبير في كرة القدم". وختم أبياه "كنت أدربه بشكل خاص على نوع معين من التدريبات التي ترفع من كفاءته