شخصيات قليلة في المجتمع السوداني استطاعت أن تترك بصمتها في المواقع والأماكن التي عملت بها، وحجزت لنفسها عبر أعمالها ومجهوداتها مقعداً في خارطة الحياة العامة بالبلاد.. الأسماء المتميزة بلا شك كثيرة ولعبت أدواراً متعددة ولها وزنها وتأثيرها ومكانتها وسط المجتمع، ومن بين تلك الشخصيات علي مهدي نوري، الذي تتعدد صفاته وألقابه ومناصبه التي شغلها، فهو مسكون بالإبداع والموهبة ويمتاز بمقدرات وإمكانات عالية جعلت حياته وسيرته عامرة بالعطاء والبذل من خلال الأعمال التي ظل يقدمها طوال عمره في المسرح والتي قدمته للحياة العامة، وفتحت له نوافذ وآفاقاً جديدة شكلت في النهاية حياة علي مهدي بكل مواقعه وزخمه الذي عليه الآن. (اليوم التالي) جلست إلى علي مهدي وقلبت معه مجموعة الكراسي التي جلس عليها خلال مسيرته الممتدة وخرجت بالتالي: *حدثنا عن أول الكراسي وأول عمل مسرحي؟ الكراسي تتعدد ولكل منها شكل، مع اختلاف ما خلفها من مضامين، ولذلك أجيب على الأسئلة وأرجو أن أكون أقرب إلى كرسي الحقيقة، ولا شك هناك أعمال مسرحية كثيرة لها كراسي لكن أهمها عندي كرسي مسرحية (هو وهي). *وماذا أضاف لك؟ هو كرسي أتاح لي على مدى سبع سنوات لقاء الجمهور في مسرح قاعة الصداقة ومسارح أخرى. *وكذلك كرسي "عرس الزين"؟ كرسي (عرس الزين) شكل نقطة تحول في حياتي وقدمني كمشخصاتي وأخذني إلى فضاءات بعيدة، وهو الذي جعلني أمشي على السجادة الحمراء في مهرجان (كان) الدولي في فرنسا، وذلك كرسي فاخر في اعتقادي. *وماذا عن كرسي اتحاد المهن التمثيلية؟ كرسي مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية جئت إليه بعد جهد مع آخرين، وكنّا حريصين على مهنة الفنون والاعتراف بها، وقد فعلنا كل الممكن حتى صدر القانون وأصبح المجلس حقيقة، وجلست على الكرسي سعيداً بما تحقق مع الأحباب وتم تعييني مرة أخرى، وأنا سعيد بالعمل في تعاون مع الأحباب وبشكل خاص الدكتور هاشم عبد السلام القانوني الفنان. *كرسي النوايا الحسنة؟ كرسي العمل الدولي من بوابة اليونسكو جاء بعد عمل متصل سبقته جوائز وتكريمات إقليمية ودولية، وعمل فنان اليونسكو السلام هو إسهام في المشهد الثقافي الدولي، وبعد أسابيع سأعود لباريس للمشاركة في اجتماعات سفراء اليونسكو. *أيضاً جلست على كرسي أطفال المايقوما؟ بالعمل مع المنظمة الدولية لقرى الأطفال، وهو مكان راحتي، وأنا سعيد لأطفالي الذين تزوج بعضهم ولَهم حياتهم العريضة وكلها نجاحات، والحمد لله على نعمة رعاية الأطفال الأيتام. *كرسى الجلابية؟ ما ألبسه من صميم الأزياء السودانية أدخلت عليها بعض التعديلات وهي جميلة. *كرسي التمثيل في السودان ماذا أضاف لك؟ الكثير.. التمثيل مهنتي التي أمارسها محترفاً، وقدمت لي من كرسيها الكثير وأتاحت لي التعرف على الناس وتلقيت منهم التقدير والإعجاب، وهو مصدر سعادتي. *أين أنت اليوم من الكراسي؟ أنا اليوم في كل موقع لديّ كرسي، أرجو أن أقدم منه خدمة لأهلي ووطني، خاصة الكراسي الدولية. *هل حلمت يوماً بأن تتبوأ كرسياً في حكومة محددة وما هو؟ لا.. لم أحلم، وإن كان ذلك ممكناً للفنان أن يكون متابعاً للعمل الوطني، وأنا سعيد بمساهمتي في بعض أطراف السياسة الممكنة. *ماذا عن كرسي البرلمان؟ جلست عليه وأنا أعتقد أنني يمكن أن أخدم الوطن وأهلي ومهنتي وربنا يقدرنا. اليوم التالي