انطلاقًا من الأراضي الإثيوبية..الجيش السوداني يتحسّب لهجوم    الصادق الرزيقي يكتب: البرهان وحديث انقرة    الأهلي مروي يستعين بجبل البركل وعقد الفرقة يكتمل اليوم    عبدالصمد : الفريق جاهز ونراهن على جماهيرنا    المريخ بورتسودان يكسب النيل سنجة ويرتقي للوصافة.. والقوز أبوحمد والمريخ أم روابة "حبايب"    الوطن بين احداثيات عركي (بخاف) و(اضحكي)    شاهد بالفيديو.. مطرب سوداني يرد على سخرية الجمهور بعد أن شبهه بقائد الدعم السريع: (بالنسبة للناس البتقول بشبه حميدتي.. ركزوا مع الفلجة قبل أعمل تقويم)    "صومالاند حضرموت الساحلية" ليست صدفة!    الخرطوم وأنقرة .. من ذاكرة التاريخ إلى الأمن والتنمية    السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن    شاهد بالفيديو.. (ما تمشي.. يشيلوا المدرسين كلهم ويخلوك انت بس) طلاب بمدرسة إبتدائية بالسودان يرفضون مغادرة معلمهم بعد أن قامت الوزارة بنقله ويتمسكون به في مشهد مؤثر    مدرب المنتخب السوداني : مباراة غينيا ستكون صعبة    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شاهد بالفيديو.. مشجعة المنتخب السوداني الحسناء التي اشتهرت بالبكاء في المدرجات تعود لأرض الوطن وتوثق لجمال الطبيعة بسنكات    تحولا لحالة يرثى لها.. شاهد أحدث صور لملاعب القمة السودانية الهلال والمريخ "الجوهرة" و "القلعة الحمراء"    الجيش في السودان يصدر بيانًا حول استهداف"حامية"    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطيب (سيخة) يقتل علي فضل...ويكتب رسالة دكتوراه في القرآن!!
نشر في الراكوبة يوم 22 - 04 - 2017


1-
***- ماكنت اود ان افتح اليوم الجمعة 21 ابريل الحالي 2017 ملف اغتيال الدكتور علي فضل، الذي قتل مع سبق الاصرار والترصد بوحشية بالغة علي يد زميله في مهنة الطب اللواء الدكتور معاش الطيب محمد خير، وماكنت بصدد ان اثير احزان اسرة الراحل علي فضل مجددآ وافتح جراحات قد تكون اندملت بعد سبعة وعشرين عام علي الحادث، لكني علي يقين تام انها ماندملت، ولن تبرأ الجروح حتي ينال القاتل القصاص طال الزمان او قصر...لكن ما ان طالعت اخيرآ خبر تعيين الطيب محمد خير قاتل الدكتور علي فضل مستشارآ في وزارة الدفاع، حتي قررت ان اكتب مقال لاذكر الناس به، ولاسال وزير الدفاع :( هي يعني الوزارة ناقصة محن؟!!).
2-
***- ونرجع الي اصل الرواية تمامآ كما وردت في المواقع الالكترونية التي تهتم بالشأن السوداني، والتي وثقت بدقة التفاصيل الدقيقة للجريمة ومن هم الذين ارتكبوها، ووثقت ايضآ اقوال أهل القتيل شهود العيان..بل وايضآ تصريحات القتلة.
3-
***- اليوم الجمعة 21 أبريل الحالي 2012، تمر الذكري السابعة والعشرين علي اغتيال الدكتور علي فضل، الذي توفي بقسم الحوادث في المستشفى العسكري باُمدرمان نتيجة التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له خلال فترة إعتقال دامت 23 يوماً منذ لحظة اعتقاله من منزل اُسرته بالديوم الشرقية مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقلِه إلى احدي أقبية التعذيب التي اسسها نظام الجبهة الاسلامية غداة استيلائه على السلطة في 30 يونيو 1989. وطبقاً للتقرير الطبي الذي صدر عقب إعادة التشريح، ثبت أن الوفاة حدثت نتيجة "نزيف حاد داخل الرأس بسبب ارتجاج في المخ ناتج عن الإرتطام بجسم صلب وحاد".
4-
***- عندما كان جثمان الشهيد علي فضل مسجى بقسم حوادث الجراحة بمستشفى السلاح الطبي باُمدرمان سُجلت حالة الجثة كما يلي:
(أ)- مساحة تسعة بوصات مربعة نُزع منها شعر الرأس إنتزاعاً.
(ب)- جرح غائر ومتقيّح بالرأس عمره ثلاثة أسابيع على وجه التقريب.
(ج)- إنتفاخ في البطن، والمثانة فارغة، وهذه مؤشرات على حدوث نزيف داخل البطن.
5-
من هو الشهيد علي فضل،
ولماذا اعتقل وقتل مع سبق الأصرار والترصد?!!
*****************************
(أ)-
***- درس علي فضل في جامعة الخرطوم كلية الطب، وكان في نفس دفعة الطيب محمد خير (سيخة)، الذي كن كراهية شديدة لعلي فضل بسبب انتماؤه السياسي للجبهة الديمقراطية، عكس الطيب (سيخة) الذي كان اسلاميآ متشددآ يستخدم (السيخ) كسلاح لضرب الطلاب الديمقراطيين ، لذلك تم اطلاق لقب (سيخة) عليه، خصوصآ انه ما كان يفارق (السيخة) طوال وجوده في فناء الجامعة او اثناء النقاشات الطلابية.
(ب)-
***- بعد التخرج من كلية الطب، اختار علي فضل العمل في المستشفيات المدنية، بينما اختار الطيب (سيخة) العمل في السلاح الطبي. وعندما وقع انقلاب 30 يونيو 1989، كان للواء الطيب (سيخة) دورآ بارزآ فيه، لابحسب رتبته العسكرية العالية وانما لولائه الحزبي للجبهة الأسلامية، وسرعان ما تم تعيينه وزيرآ بالأمانة العامة لمجلس الوزراء والمسؤول الأول فيها.
(ج)-
***- ما أن ألت اليه كل الامور في الامانة العامة لمجلس الوزراء واصبح هو كبيرها، حتي راح باهتمام شديد يجمع اسماء الموظفيين الكبار والصغار العاملين في جهاز الخدمة المدنية والعسكرية، واسماء مدراء المصالح والمؤسسات الحكومية، والسفراء والدبلوماسيين، والمهندسيين في الطيران المدني والنقل النهري، والبنوك، والفنادق، واساتذة جامعة الخرطوم، والضباط بوزارة الدفاع والداخلية تمهيدآ لاحالتهم للصالح العام، واحلال اخرين اسلاميين مكانهم.
(د)-
***- لا توجد احصائية رسمية دقيقة بعدد الذين شملهم الطرد من الخدمة ومن احيلوا للصالح العام، والرفد، لكن صدرت احصائية تقريبية سبق ان نشرتها صحيفة (الايام) المحلية بعد اتفاقية السلام عام 2005، وافادت ان عدد الذين احيلوا للصالح العام والطرد من جهاز الخدمة المدنية والعسكرية في كل مديريات السودان قد قدر بنحو بنحو 120 ألف شخص.
(ه)-
***- اهتم الطيب (سيخة) اهتمام شديد البحث عن اعداءه القدامي في جامعة الخرطوم، الذين ناصبوه العداء، وتلاحم معهم بالكلام (والسيخة)، دخل الطيب (سيخة) كل الوزارات والمصالح ومعة ثلة من الحرس الاسلاميين المدججين با(كلاشينكوف) بحثآ عنهم، وكان ما ان يقع نظره علي خريج قديم من جامعة الخرطوم انتمي وقتها للجبهة الديمقراطية، الا نزل فيه سبآ وامطره باللعنات واللكم والضرب، وطلب منه اخلاء مكتبه علي الفور واعتباره مطرود من الخدمة المدنية!!، وظف الطيب (سيخة) عدد كبير من موظفيه الاسلاميين القيام بالبحث الجاد عن اسماء محددة لخرجيين كانوا ينتمون للحزب الشيوعي، وان يعرفوا اين هم يعملون؟!!
(و)-
***- وجاءته القوائم الكثيرة بان اغلب الخرجيين الذين تخرجوا من كلية الطب يعملون بالقطاع الخاص، وامتلكوا عيادات خاصة بهم، فسارع الطيب (سيخة) علي الفور بالغاء تراخيص العيادات الخاصة بهم، ومنع الاطباء من ممارسة العمل فيها، واصدر توجيهاته الصارمة بعدم تعيينهم في اي قطاع طبي بالسودان، ووضع اسماءهم في قائمة سوداء بالمطارات حتي يحرمهم من العمل بالخارج.
(ز)-
***- استغرب الناس كثيرآ وبدهشة غضب من سكوت جنرالات (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) بقيادة العميد عمر البشير علي تصرفات الطيب (سيخة) الرعناء وسياساته الادارية التي وجهها لقطع ارزاق الناس، وتشريده عمدآ احسن كفاءات البلد بلا اسباب مقنعة.
(ح)-
***- لكن كل ما قام به الطيب (سيخة) وقتها في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وما قام به نافع علي نافع مدير جهاز الامن من تعذيب واغتيالات في (بيوت اشباحه)، وما صدر من تصرفات استفزازية وارهاب قام بها الرائد ابراهيم شمس الدين، وايضآ ما بدر من الرائد يونس وهجومه السافر علي بعض بلدان العربية وملوكها وحكامها ببذاءة شديدة...كانت كلها توجيهات من قيادة (الجبهة الاسلامية) التي قادها الترابي!!
(ط)-
***- اصدر (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) وقتها بعد الانقلاب مرسوم عسكري حظر فيه الناس من الاضراب عن العمل او الدعوة له، وان من يخالف هذا المرسوم سيتعرض لعقوبة الأعدام.
(ي)-
***- في عام 1989، وتحديدآ بعد مرور خمسة شهور من الانقلاب، حاقت بالأطباء ظروف عصيبة جراء القمع والتنكيل والتشريد، فقرروا الدخول في اضراب عن العمل بغية لفت الانظار الي الحالة المتردية في المستشفيات نتيجة النقص في الكادر الطبي، والاساليب الفاشية التي كانت تمارس ضد من هم في الخدمة، كان للإضراب الذي نفذه الأطباء إبتداء من يوم الأحد 26 نوفمبر1989 أثراً قوياً في كسر حاجز المواجهة مع النظام، أثار في المقابل هذا الاضراب ذعراً واضحاً وسط سلطات النظام الإنقلابي الذي بدأ حملات قمع واعتقالات واسعة، وملاحقات وتنكيل شرسة وسط النقابيين والأطباء على وجه الخصوص. وفي غضون أيام قليلة فقط جرى اعتقال عشرات الأطباء، الذين نقلوا إلى (بيوت الأشباح) التي كان يشرف عليها في ذلك الوقت "جهاز أمن الثورة"، وهو واحدة من عدة أجهزة أمن تابعة لتنظيم (الجبهة الإسلامية).
(ك)-
***- استطاع الدكتور علي فضل الذي كان عضوآ بارزآ في لجنة تنظيم الأضراب،(والمطلوب القبض عليه حيآ او ميتآ) من قبل السلطات الأمنية الاختفاء تمامآ عن العيون، وظلت دوريات الحراسة تبحث عنه في مكان، وكانت في كل مرة ترجع خائبة لقواعدها. عندها لجأ الطيب (سيخة) الي حيلة قذرة فقام بالقبض علي شقيق الدكتور علي فضل وابقاؤه في احدي (بيوت الاشباح) حتي يسلم علي فضل نفسه للسلطات الأمنية، والا فان شقيق علي فضل سيظل في المعتقل الي ابد الابدين.
(ل)-
***- عندها قام علي فضل فداء لشقيقه بتسليم نفسه للسلطات الأمنية، وكان يوم الفرح والسرور عند الطيب (سيخة)!! اعتُقل علي فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقل على متن عربة (بوكس تويوتا) الى واحد من أقبية التعذيب. وبدأت حفلة التعذيب علي يد الطيب سيخة وعوض الجاز وابراهيم شمس الدين وبكري حسن صالح والطبيب عيسى بشرى ويسن عابدين. واتضح في وقت لاحق ان التعذيب قد بدأ ليلة نفس اليوم الذي اعتُقل فيه. وطبقاً لما رواه معتقلون آخرون كانوا في نفس (بيت الاشباح) الذي نقل إليه، اُصيب علي فضل نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرض له مساء ذلك اليوم بجرح غائر في جانب الرأس، جرت خياطته في نفس مكان التعذيب وواصل جلادو الجبهة البشاعة واللاإنسانية التي تشربوها فكراً واحترفوها ممارسة. إستمر تعذيب الشهيد علي فضل على مدى 23 يوماً منذ اعتقاله مساء 30 مارس 1990 حتى استشهاده صبيحة في يوم 21 أبريل 1990 ، ثبت بوضوح إنه هزم جلاديه، الذين فشلوا في كسر كبريائه وكرامته واعتزازه وتمسكه بقضيته. ومع تزايد وتائر التعذيب البشع اُصيب الشهيد علي فضل بضربات في رأسه تسببت في نزيف داخلي حاد في الدماغ أدى الى تدهور حالته الصحية. وحسب التقارير الطبية التي صدرت في وقت لاحق، لم يكن على فضل قادراً على الحركة، كما حُرم في بعض الأحيان من الأكل والشرب وحُرم أيضاً من النظافة والإستحمام طوال فترة الإعتقال. ***- نُقل الشهيد علي فضل فجر يوم السبت 21 أبريل الى السلاح الطبي وهو فاقد الوعي تماماً، ووصف واحد من الأطباء بالمستشفى هيئته قائلاً: ("إن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع)....لقد كانت حالته مؤلمة... وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه!!
(م)-
***- العاملون بحوادث الجراحة بالمستشفى العسكري اضطروا للتعامل مع حالة الشهيد علي فضل كمريض عادي دون التزام الإجراءات القانونية المتعارف عليها وذلك بسبب ضغوط رجال الأمن الذين أحضروا الشهيد بخطاب رسمي من مدير جهاز الأمن وأيضاً بسبب تدخل قائد السلاح الطبي، اللواء محمد عثمان الفاضلابي، ووضعت الحالة تحت إشراف رائد طبيب ونائب جراح موال للجبهة الإسلامية يدعى أحمد سيد أحمد!!
(ن)-
***- فاضت روح الطبيب علي فضل الطاهرة حوالي الساعة الخامسة من صبيحة السبت 21 أبريل 1990، أي بعد أقل من ساعة من إحضاره الى المستشفى العسكري، ما يدل على أن الجلادين لم ينقلوه إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية تماماً وأشرف على الموت بسبب التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له، بعد ظهر نفس اليوم أصدر طبيبان من أتباع تنظيم الجبهة،هما: بشير إبراهيم مختار وأحمد سيد أحمد، تقريراً عن تشريح الجثمان أوردا فيه ان الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا"، واتضح لاحقاً أن الطبيبين أعدا التقرير إثر معاينة الجثة فقط ولم يجريا أي تحليل أو فحص. وجاء أيضاً في شهادة الوفاة (رقم 166245)، الصادرة من المستشفى العسكري باُمدرمان والموقعة بإسم الطبيب بشير إبراهيم مختار، أن الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا".
(س)-
***- بعد اجتماعات متواصلة لقادة نظام الجبهة ومسؤولي أجهزته الأمنية، إتسعت حلقة التواطؤ والضغوط لاحتواء آثار الجريمة والعمل على دفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة، فقد مارس نائب مدير الشرطة، فخر الدين عبد الصادق، ضغوطاً متواصلة لحمل ضباط القسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال على استخراج تصريح لدفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية المعروفة، فيما فتحت سلطات الأمن بلاغاً بتاريخ 22 أبريل بالقسم الجنوبي جاء فيه ان الطبيب علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بسبب "حمى الملاريا". العميد أمن عباس عربي وقادة آخرون في أجهزة الأمن حاولوا إجبار اُسرة الشهيد على تسلُّم الجثمان ودفنه، وهي محاولات قوبلت برفض قوي من والد الشهيد واُسرته التي طالبت بإعادة التشريح بواسطة جهة يمكن الوثوق بها.
(ع)-
***- ويقول شاهد عيان:( الساعة 9،45 مساء وصلنا وشاهدنا حركة غير عادية و نحن نرقب منزل الشهيد من بعد ولمحت المدعو "عباس عربي" رجل استخبارات وأمن نظام القتلة يدخل ويخرج متوترا ، وهو يسعى جاهدا لإقناع العم فضل أحمد باستلام جثمان ابنه ودفنه سريعا على قاعدة الإسلام التي تقول " الميت أولى بالدفن و إكرام الميت دفنه"، ناسيا عن عمد ما جاء في محكم التنزيل معنى و دلالة " بأن الذين إن أصابهم البغي فهم ينتصرون.. والسن بالسن و الجروح قصاص"). إزاء هذا الموقف القوي اُعيد تشريح الجثة بواسطة أخصائي الطب الشرعي وفق المادة 137 (إجراءات اشتباه بالقتل) وجاء في تقرير إعادة التشريح ان سبب الوفاة "نزيف حاد بالرأس ناجم عن ارتجاج بالمخ نتيجة الإصطدام بجسم حاد وصلب".
(ف)-
***- وبناء على ذلك فُتح البلاغ رقم 903 بالتفاصيل الآتية:
المجني عليه: الدكتور علي فضل أحمد-
المتهم: جهاز الأمن –
المادة: 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 (القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد).
***- لم تتمكن (العدالة) من النظر في القضية وأوقفت التحريات نتيجة الضغوط المتواصلة والمكثفة من نظام الجبهة ورفض جهاز الأمن تقديم المتهمين الأساسيين للتحري، أي الأشخاص الذين كان الشهيد تحت حراستهم ، وهم المتهمون الأساسيون في البلاغ.
6-
اين الأن هو اللواء طبيب معاش الطيب محمد خير،
والملقب ب(الطيب سيخة)..وماذا يعمل?!!
****************************
(أ)-
***- عمل وزيرآ بوزارة الثقافة والأعلام.
(ب)-
***- في فبرائر عام 1998 كان هو ضمن وفد حكومي عال برئاسة النائب الأول وقتها الزبير محمد صالح، وسقطت الطائرة (الانتينوف) التي كانت تقل الوفد في بحر (السوباط) وغرق النائب الأول وعدد من الركاب، ونجا من الحادث اللواء الطيب (سيخة)، الذي سرعان ماتم نقله بعد الحادث ليعمل مستشارآ أمنيآ بالقصر.
(ج)-
***- اطاح به البشير عام 2006 بعد اتفاقية السلام وابعد من القصر دون ان يعيينه في وظيفة اخري.
(د)-
***- اختفت اخباره تمامآ، وتجاهلته الصحف المحلية، حتي قامت جريدة (الوطن) المحلية بخبر غريب مفاده، ان الدكتور الطيب (سيخة) قد قام بزيارة مفاجئة للجريدة واجتمع مع رئيس التحرير، حيث راح (سيخة) يؤكد لرئيس التحرير في اصرار شديد انه في تمام قواه العقلية ولم (يتدروش) أو خضع لاي نوع من العلاج النفسي او العصبي عكس مايقال عنه ويشاع عنه وسط الناس وفي المجتمعات!!..وانه متفرغ تمامآ لرسالة الدكتوراة في بعض العلوم الدينية والكونية.
(ه)-
***- اخر اخباره، ان صحيفة (اخر لحظة) الصادرة يوم الخميس 23 فبراير 2017، قد اوردت أن الوالي والوزير الأسبق اللواء طبيب الطيب إبراهيم محمد خير تم تعيينه مستشاراً لوزير الدفاع . وأضافت الصحيفة بحسب ما قرأ محرر موقع النيلين: قرار التعيين حمل الرقم (141) وحمل توقيع وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض بن عوف.
7-
*** نسأل عوض الحسن النور وزير العدل، ما الذي يمنع اعتقال الدكتور الطيب محمد خير (سيخة) بتهمة اغتيال الدكتور علي فضل مع سبق الاصرار والترصد، وهناك الشهود والوثائق التي تثبت ارتكابه الجريمة؟!!
ملحوظة:
***- اغلب المعلومات الواردة في هذا المقال مقتبسة من عدة مواقع الكترونية كتبت عن اعتقال وتعذيب واغتيال الراحل علي فضل.
بكري الصائغ
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.