الصراع التاريخي بين الهلال والمريخ للسيطرة على البطولات والتباهي بالسجلات معروف ولم ينحصر في الملعب فقط، بل كان معروفا أيضا في المعارك الشرسة للسيطرة على مقاليد إدارة كرة القدم السودانية من خلال أكبر وأعلى مؤسساتها وهي اتحاد كرة القدم السوداني. وفي قمة السباق الانتخابي الدائر هذه الأيام لخوض انتخابات 30 أبريل/نيسان الجاري، عبرت الصحف الرياضية اليومية وبعض الأقسام الرياضية بوضوح عن انحيازها الصارخ لإحدى المجموعتين المترشحتين، وتم تصوير الصراع على الفوز بالانتخابات على أنه صراع بين الفريقين الكبيرين في المضمار الإداري. ويبلغ عدد الصحف الرياضية اليومية المتخصصة في كرة القدم السودانية 8، منها 5 مصنفة بأنها موالية للهلال في سياستها وخطها العام، و3 للمريخ بذات التصنيف. فمجموعة الدكتور معتصم جعفر الرئيس الحالي للاتحاد تم تصويرها من جانب الصحف الموالية بأنها مجموعة نادي المريخ بالاتحاد السوداني، بينما المجموعة الثانية والتى أعلنت رغبتها الرسمية في الترشح والتي يقودها الفريق الركن عبد الرحمن سر الختم تم تصنيفها على أنها مجموعة نادي الهلال التي تنوي السيطرة على اتحاد الكرة. وكان الصراع بين وسائل الإعلام حول تقوية حظوظ إحدى المجموعتين وترجيح كفتها والتأثير على الرأي المتابع لسير العملية الانتخابية، هادئا، ولكن بمجرد طرح أمر الوفاق من "لجنة الوفاق الرياضي" للدخول بمجموعة موحدة للانتخابات، تحول الصراع الإعلامي إلى معركة ثبت خلالها تبني موقفين متباعدين وبكل وضوح وصراحة، ما بين رافض للوفاق وفق رؤية المجموعتين المترشحتين، وما بين ساعي للقبول به بأي شكل. ويتمسك الإعلام بحتمية تولي إحدى المجموعتين إدارة الاتحاد السوداني لضمان عدم التأثير على مسيرة أي من الناديين كرويا في سباقهما وصراعهما الدائم للسيطرة على الألقاب والبطولات.