أزالت وزارة التخطيط العمراني مساكن الساقية قبل البت في الدعوى القضائية المرفوعة سلفاً من قبل المواطنين تحقيق:أقسام عبد الله نشأ حي حوش الساقية باللاماب ناصر شرقي الخرطوم في العام 1963 في شكل بيوت صغيرة ، وحينها كانت اللاماب خالية تماماً لايوجد بها سكان ،فاستأجر السكان جميع بيوت الساقية لمدة 45 عاماً من صاحبها حاج أحمد الطيب التلب . وبعد وفاته ثم إستمر الناس في دفع الإيجار لورثته إلي أن نشبت خلافات حادة بين ورثة التلب تسبب في ظهور نزاع قانوني في الأرض ، وفي العام 1992 توقف الناس عن دفع الإيجار للورثة بعد أن تبين أن الأرض في الأساس غير مسجلة في سجل الأراضي بإسم أحمد الطيب التلب .! وأضحت أرضاً لا مالك لها وهنا تدخلت وزارة التخطيط العمراني لتسن قانوناً جديداً لأراضي الساقية منحت بموجبه ورثة التلب قطعتين، وأخذت حكومة السودان قطعتين فيما تم منح 14 قطعة لمواطنين من غير سكان الحي القدامى، وقام الملاك الجدد برفع دعوى قضائية أنذر السكان القدامى بموجبها بإلإخلاء الفوري لمنازلهم. الإزالة أولاً: وفي العام (2014) قامت وزارة التخطيط العمراني بإنذار سكان الحي بالإزالة الفورية وبدأوا بالأراضي التي تم تخصيصها لحكومة السودان ووعدوا المتضررين بالتعويض الفوري، وأفاد أحد سكان الحي أنهم قاموا بتكوين لجنة من سكان الحي ذهبت لمقابلة وزير التخطيط العمراني . قبل أن تتحول القضية للقضاء ومازالت إذ لم يتم الفصل فيها بعد، ويرى السكان أن إدارة الأراضي كانت وكأنها علي عجلة من أمرها لتدمير الحي كونها لم تنتظر أمر المحكمة، فأرسلت حملتي إزالة واحدة في العام 2015 شملت 38 أسرة تم تدمير منازلهم تدميراً كاملاً ولم توفر لهم الوزارة أي تعويض لسكن بديل، وإستمر الوضع إلي أن أتت الإزالة الأخيرة في العام 2017 وتم تدمير كافة المنازل ولم تعوض الأسر وأضاف:(إن الأمر المحير هو قيام الحكومة بنزع منازل مواطنين وتسليمها لمواطنين آخرين )!! وأفاد بأنهم قدموا طلباً للمحكمة الإدراية لوقف أمر الإزالة من وزارة التخطيط العمراني لحين البت في القضية لجهة أن المحكمة هي المختصة بإصدار أي قرار وتأجلت القضية. ومن ثم توجهت اللجنة المكونة من سكان الحي للمجلس الوطني لمقابلة لجنة الشؤون الإجتماعية وحقوق الإنسان وأخطرتهم بأن هنالك 104 أسرة موجودين بأطفالهم وطالب السكان اللجنة بتوفيق أوضاع هذه الأسر أولاً فأرسلت اللجنة مكاتبات واضحة خاطبت فيها وزير التخطيط العمراني ولكن لم تكن هناك استجابة. شكل حضري للمدينة: واستنكر أحد سكان الحي تنفيذ قرار الإزالة قائلاً:(الأمر المحير أننا ذهبنا في يوم الإزالة لمقابلة الوزير حتي يوقف الأمر، ولم نتمكن من مقابلته ورجعنا لنجد الأرض خراباً وعلمنا مؤخراً أن رأي وزير التخطيط العمراني بأن حي الساقية حي لا يواكب الشكل الحضري للمدينة رغم أننا طالبنا الوزير بإعادة تخطيط الحي وتوزيع القطع من جديد لأن سكان الحي ليسوا ضد العمران والحضارة ولا ضد المدينة، ثم إن كان أمر الإزالة ضروري علي الوزير أن يقوم بتعويضنا بقطع سكنية في مناطق آمنة متوفرة فيها جميع الخدمات من صحة وتعليم وخدمات مياه وكهرباء، ومانريد أن نوصله للوزير أننا متمسكون بالأرض ولن نتحرك منها مهما حدث مالم يتم تعويضنا). ودعا المسؤولين للتفاوض معهم وجهاً لوجه مشيراً إلي أنهم لن يتفاوضوا من وراء حجاب عبر الخطابات، وأضاف أنهم لم يقوموا بأي مقاومة للإزالة لأن الخيار السلمي هو خيارهم، وأوضح أن ورثة المستأجر توقفوا عن المجئ إليهم منذ إندلاع النزاع بين الموطنين ووزارة التخطيط العمراني. وقال بأن وزارة التخطيط العمراني قامت بمنح المؤجرين قطعتين بناءاً علي خطابات أوضحت أنهم يأخذون إيجاراً من سكان حي الساقية وأنه أمر محير!. سودانيون أم أجانب؟ وفي السياق أفاد الرشيد المضوي هو من أحد سكان الحي بأنه يسكن في حي الساقية منذ العام 200 وزوجته مولودة بهذا الحي في عام 1984م، وأوضح أن سكان الحي متعجبين من الطريقة التي داهمت بها الشرطة حيهم ،إذ حضر 2000 شرطي بكامل الآليات مدججين بالسلاح بالإضافة إلي سرية كاملة من الشرطة العسكرية .وقال( ونحن كمواطنين عزل لا نستحق أن نعامل كأننا متمردين )، وأضاف بأن القوة التي أتت كانت تحاول إثارة المشاكل بين سكان الحي ولكن السكان قابلوها بضبط النفس والهدوء ،وأضاف بأنهم لم يروا أي مسؤول ولا حتي رئيس اللجنة الشعبية وأفاد بأنهم يناشدون كافة المسؤولين للنظر في أمرهم وتساءل الرشيد (نريد أن نعرف هل نحن سودانيون أم أجانب )؟ وفي السياق أضاف المليح يحي عبد اللطيف بأنه سكن في هذا الحي منذ العام 1976م ،قائلاً(عندما سكنت هنا كنت مواطن أعزب ثم إلتحقت بالجيش إلي أن نزلت المعاش) وأضاف أنه أنجب أبناءه بهذا الحي إلي أن تزوج خمسة منهم ،وأضاف بأن اللاماب وقتها كانت غابة خالية من السكان ومليئة بالحيوانات المفترسة ،وأفاد بأنه وجد الحاج أحمد الطيب التلب يأخذ الإيجار من السكان ثم توفي وخلفه إبنه الطيب ثم عمه حاج بشري جميعهم توفوا وتحول الإيجار إلي فضل الله ثم تنازل هو بدوره إلي أحد أبناء عمومته حسن التلب وظل حسن التلب يأخذ الإيجار لفترة طويلة .ثم في العام 1988 حدث فيضانات خربت الكثير جداً من المنازل ولم يقم المؤجر بصيانتها فتوقف المواطنون عن دفع الإيجار لأنهم صرفوا الكثير من المال في صيانة المنازل .وبعد تلك الحادثة توالى عدد الأشخاص المؤجرين فأصبح بين كل فترة والثانية يأتي فرد جديد ليأخذ الإيجار حتي العام 2015 أتي رئيس اللجنة الشعبية مع مجموعة مهندسين طلبوا رؤية المنازل من الداخل وكان الوقت نهاراً وجميع الرجال في العمل فرفضت وحينما أصروا رافقتهم بنفسي إلي كافة المنازل وبعدها أتونا بقرار إزالة 38 منزلاً من الحي وبعد عدة محاولات بين وزارة التخطيط العمراني والمجلس الوطني والقضاء تم إزالة الحي بكامله بطريقة مهينة وغير إنسانية وتم توزيع منازلنا لمواطنين آخرين كأننا غير سودانيين ولا نستحق السكن. أسباب واهية للإزالة: فاطمة أحمد جمعة أفادت بأنهم سكنوا في هذا الحي منذ عام 1979 وهي تريد أن تعرف هل لهم حق أم لا .وقالت بأن ما وصلهم من أخبار يفيد بأن حيهم متسخ وليس به حمامات وانه غير حضاري لذا لابد من إزالته وزادت:(نحن حقاً بسطاء لكن حينا ليس متسخاً ولدينا حمامات وخدمات الإمداد المائي والكهربائي) وأفادت بأنهم لم يجدوا دعماً من أي جهة حكومية أو شعبية ولم يروا شيئاً غير العسكريين الذين قاموا بهدم منازلهم. بخيته سليمان من سكان الحي الأصليين قالت للميدان أثناء إعلان نتيجة الأساس وفي عز فرحتنا بنجاح كافة أبنائنا فوجئنا بقوة من الجيش والشرطة مسلحين يقومون بهدم منازلنا ،وأضافت أسكن هنا منذ العام 1980 ولا أملك منزل ملك حتي الآن ونتمني من المسؤولين النظر في أمرنا فنحن الآن نعيش في العراء عوضية عمر جميل أفادت بأنها تسكن في الحي منذ 42 عام ، وأنها لا تعرف شيئاً فقط تفاجأت بالجيش يهدم منازلهم .وأضافت بأن منازلهم مصانة بشكل جيد ولا توجد بها مشكلة .وتساءلت عوضية عن السبب الذي يجعل الحكومة تهدم منازل مواطنين لتملكها لآخرين لا يحتاجون إليها مثلهم ؟!