الان تحوّلت قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة منعزلة عن دول الخليج ، خسارة قطر الان تعدت الرهان على حصان الإخوان وفشل الربيع العربي ، فقد انتقل الحريق إلى داخل التراب القطري ، ولا تملك قطر لهذه الحرب سوى قناة فضائية وتحالفات غامضة مع جماعات محظورة في الفضاء العربي. والآن ما هو مصير نظام الإنقاذ ؟؟ فقد تبدلت ريح سفن المصالح ، وقد دخل النظام في أسوأ الخيارات ، فلو وقف النظام مع قطر وعرض السعودية ، وعليه فعل ذلك بحكم الرابط الإخواني ودعم قطر السخي مالياً وإعلامياً لنظام الخرطوم في احلك الظروف ، ولا ننسى ان قطر زجت بنفسها في قضية دارفور وقامت بشراء قيادة المجموعات المسلحة لصالح نظام الخرطوم ، كما ان قطر تدعم نظام الإنقاذ في حربه مع مصر ، لكن هذا الموقف سوف يجعل كل من السعودية والامارات ومصر في حالة من الغضب ، ولا ننسى ان النظام في الخرطوم صار في الفترة الأخيرة يعتمد على أجرة جنوده في عاصمة الذين يحاربون في اليمن ، وتتطلع الإنقاذ إلى أن تلعب العربية السعودية دوراً في فك الحصار الأمريكي الاقتصادي عن السودان. وبنفس المستوى ، لا يستطيع النظام قطع علاقاته مع قطر ، والسبب هو الوديعة القطرية التي كانت تمجدها صحف النظام ليل نهار ، فقرار النظام مرهون ومكبل بسبب تلك الديون ، وهناك حديث ان قطر قد استولت على كل الأصول السيادية في السودان ،ولقطر استثمارات هائلة في السودان ، صحيح ان هذه الاستثمارات غير مرئية لرجل الشارع العام ، ولكنها أرصدة واستثمارات تخص تطوير المشروع الإخواني في مصر وليبيا. ولا ننسى ان قطر تربط ما تدفعه بتأييد سياساتها في المنطقة ، فبعد سقوط الرئيس الإخواني محمد مرسي عمدت الدوحة إلى سحب كل إستثماراتها من البنوك المصرية، وهي محاولة لإسقاط نظام السيسي، مما حدا بالسعودية والامارات التدخل وتعويض مصر تلك الودائع المسحوبة. ما حدث لقطر يصب في خانة نجاح الدبلوماسية المصرية ، فمصر عانت من الفوضى وعدم الاستقرار بسبب دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين ، مما أضطرها للتدخل في ليبيا ومحاربة الإرهاب خارج التراب المصري. حكام قطر لا يستوعبون حقيقة الجغرافية والسياسة بأنهم دولة ملكية صغيرة ، وقد حلقوا بأجنحة من الشمع في سماء بعيدة وشمس محرقة. [email protected]