يتتبع علماء بريطانيون رحلة خمسة من طيور الوقواق (الكوكو) كانت قد غادرت محافظة نورفولك، بشرق إنجلترا، في يونيو (حزيران) الماضي، ويوجد أحدها حاليا في منطقة جنوب مدينة الدارالبيضاء بالمغرب. وكان العلماء قد زودوا الطيور الخمسة بقطع معدنية صغيرة ترسل إشارات إلى الأقمار الصناعية، وتبين من خلال عملية التتبع أن أحد هذه الطيور وصل إلى محيط الدارالبيضاء يوم الخميس الماضي. يعد الطائر الموجود في المغرب اليوم، والذي يطلق عليه العلماء اسم «ليستر»، من نوع الوقواق الأحمر، وهو من أكثر أنواع الطيور المهاجرة سرعة في الطيران، وعادة ما يهاجر من إنجلترا أو بعض أنحاء أوروبا الأخرى متوجها في رحلته السنوية الطويلة نحو جنوب أفريقيا. وقرر العلماء متابعة تحركات هذه الطيور عبر الأقمار الاصطناعية، وذلك لتفسير ظاهرة انخفاض أعدادها في أوروبا، وبالأخص في موطنها الأصلي إنجلترا، ودراسة أثر النمو السكاني وتغير المناخ على تكاثر هذا الطائر النادر. ولأول مرة ستعد دراسة حول الطيور المهاجرة لأفريقيا لمعرفة ما تواجهه في رحلتها من عوائق، والأسباب التي تجعلها لا تعود في السنة التالية إلى أوروبا كما اعتادت في الماضي، حيث إن أعداد الطيور العائدة بعد رحلة الصيف من أفريقيا إلى إنجلترا انخفضت بنسبة 50 في المائة خلال السنوات ال25 الماضية. ويعتقد أن عبور الصحراء الأفريقية من الأسباب الأبرز لنفوق هذا الطائر على الرغم من أن الطيور الأربعة قطعت معا مسافة 70 كيلومترا لكنها انفصل بعضها عن بعض في أعقاب وصولها إلى جنوب الصحراء بنحو 3600 كيلومتر، في حين بدأ الطائر الخامس رحلته وحده. ورصدت الأقمار الصناعية مكان الطيور الأربعة المتبقية، التي حققت تقدما سريعا، حيث وصل اثنان منها إلى تشاد قرب الحدود مع السودان، واثنان آخران إلى كل من بوركينا فاسو ونيجيريا، إلا أن أيا من هذه الطيور لم يتمكن بعد من استكمال رحلته إلى جنوب أفريقيا.
