القاهرة "أنا مش هسكت على التحرش" دعوة تبناها نشطاء مصريون على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" للتصدي لظاهرة التحرش الجنسي في عيد الفطر المبارك، حيث تتزايد حالات التحرش بالفتيات والسيدات بالأماكن العامة والمنتزهات وداخل المولات التجارية. وطالبت صفحة "أنا مش هسكت على التحرش" كافة المصريين بتشكيل لجان شعبية للتصدي للمتحرشين، والتطوع للعمل بها طوال ايام العيد لسد الفراغ الأمني في الشوارع وتشجيع الفتيات والسيدات على التنزه والاستمتاع بعطلة العيد دون مضايقات. ويقول المشاركون على صفحتهم "في عنفوان الشرطة بعهد مبارك، كانت الظاهرة غير قابلة للسيطرة، أما الآن وفي ظل غياب الشرطة الكامل وحالة الانفلات الأمني، يجب علينا التحرك بجدية لحماية الشوارع من ميليشيات التحرش السنوية المنظمة، بالاضافة الى اعوان الثورة المضادة". ونقلت صحيفة "اليوم السابع" المصرية عن النشطاء عزمهم تشكيل لجان عامة في الميادين والشوارع واخرى فرعية لمكافحة التحرش وتشجيع الاسر على الخروج في العيد على غرار اللجان الشعبية التي خرجت بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني. وتضمنت دعوة النشطاء نشر عدد من الفيديوهات لمساعدة الفتيات والنساء على تعلم بعض تدريبات الدفاع عن النفس ضد المتحرشين، كما دعت الشباب إلى عدم السكوت على مظاهر التحرش. ومن جانبهم، قرر عدد من نشطاء محافظة الإسكندرية إطلاق حملة شبابية جديدة بعنوان "حملة ولاد البلد.. عيد آمن لبنات الإسكندرية"، والتي من المقرر لها ان تبدأ أول أيام عيد الفطر المبارك. وتوقعت صحيفة "الوفد" نجاح اللجان في التصدي للظاهرة التي تتزايد في أيام الأعياد نظراً لكثرة التجمعات، حيث يتكون فريق الحملة من بعض شباب الأحزاب، بالإضافة إلى عدد من نشطاء المجتمع المدني. وقالت شاهيناز الحناوي (أحد مؤسسي الحملة وعضو جمعية الوساطة لتنمية المجتمع) "ان فكرة الحملة تقوم على عمل توعية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان بموضوع التحرش الجنسي من خلال عمل استطلاعات للرأي واستبيانات من الشارع والمقاهي وأمام الكافيتريات والبحر وكل الأماكن في الأسكندرية وللمصلين بعد صلاة التروايح". واضافت ان "الحملة تستهدف التوعية بظاهرة التحرش على ان تبدأ في عيد الفطر وتستمر بعد ذلك، حيث يقوم شباب الحملة بالوقوف في الاماكن العامة يرتدون ملابس مميزة ليسهل تواصلهم مع الشباب وحثهم على منع التحرش". واكدت هناء أبوشهبة (أستاذ علم النفس وعميد كلية الدراسات الإنسانية بنات جامعة الأزهر) أن "التحرش أصبح ظاهرة موسمية تزداد في بعض المناسبات، خاصة الأعياد"، وأرجعت السبب إلى الزحام الشديد الذي يتسبب في حالة من التوتر في سلوكيات المراهقين، مما يؤدي لارتكاب هذه الأفعال المسيئة والشاذة، بالاضافة الى غياب دور الأسرة وضعف الوازع الديني. وأوضحت أبوشهبة أن "مشاهد العري التي ملأت الشوارع وملابس الفتيات المتحررة بشكل صارخ، بالإضافة إلى وسائل الإعلام تعد عاملاً أساسياً في تفاقم الأزمة". يذكر ان محاضر الشرطة سجلت في عيد الأضحى الماضي أكثر من 300 حالة تحرش وكذلك 100 فعل فاضح في اليومين الأول والثاني من العيد بسبب الزحام الشديد الذي شهدته الحدائق العامة. و تعتبر منطقة قصر النيل (وسط القاهرة) من أكثر المناطق التي تشهد حالات عديدة للتحرش بالفتيات نظراً للإقبال الشديد عليها للتنزه بكورنيش النيل واستقلال المراكب النيلية، حيث يتسارع الشباب في التحرش بالفتيات، وتحاول الفتيات الإفلات منهم بالصراخ مما يؤدي الى نشوب مشاجرات عديدة بين المتحرشين وأقارب الفتيات تنتهي بإصابة بعضهم بجروح وكدمات.