قد يكون باسبي بيل شانكلي سابقاً و ( حصد 8 ألقاب فقط في 11 عام ) و فينجر و فيرجسون حالياً هم الأطول في الجلوس علي عرش تدريب كبار أوروبا .. و لكنهم لم يصلوا إلي حالة الاشباع التتويجي فبالرغم من الاحتكار المحلي لفريق السير إلا إن سجله الأوروبي لم يكن بنفس القوة ومازال فينجر يُعاني منذ أن ولي زمن تشكيلة بيركامب و هنري و فييرا .. إلخ وذلك بخلاف بيب غوارديولا الذي حقق كل بطولة شارك فيها فريقه برشلونة منذ أن استلم زمام الأمور الفنية في 2008 .. احتاج جوارديولا فقط إلي ثالوث من السنوات لا ليُحقق هذه الانجازات فقط بل ليُكررها بصورة شبه دائمة ليتساوى مع فيرجسون في عدد مرات الفوز بدوري الأبطال ومع فينجر في عدد مرات الفوز بالدوري، لذلك فإن جوارديولا ربما يمنح الفرصة لنفسه ليفيض ب أفكاره التكتيكية الثورية كما وصفه المايسترو تشافي علي فريق أخر حتي يُبرهن النظرية التعددية و يكون متعدد الانجازات مع متعدد الفرق . و منذ بداية هذا الموسم فإن هناك مؤشرات واهنة تٌشير إلي أن هذا الموسم هو الأخير لبيب مع البارسا بدليل تصريحاته المتكررة بصعوبة الموسم و أن فريقه غير مُرشح لنيل الكأس الأوروبية و كل هذه التصريحات لا تمثل شك في قدرة البارسا بقدر ما تُمثل أن جوارديولا لن يجد تغييراً أو تقديراً مختلفاً عما سبق في حالة فوزه بأي بطولة مع الفريق .. فمهما كانت عدد المباريات التي سيتواجد فيها غوارديولا مع الفريق في الموسم الحالي فلن يفوز مع الفريق ببطولة جديدة .. فالبطولة الوحيدة المُتاحة خارج المستطيل الأخضر وهي بطولة حب الجماهير تُوج بها غوارديولا منذ أن عرفت المتعة طريقها إلي كل أدراج مفهومها تحت بند ذلك الفريق الأسباني . جوارديولا لا يزال مُدربا للفريق .. قد يرحل بعد نهاية الموسم و قد يبقي لاسباب قد نعلمها في وقتها فقد يُقنعه روسيل بالتجديد أو قد يكون ضحية الانقطاع عن البطولات و هو ما سيكون مُفاجأة لعُشاق الفريق لأن الفريق مازال يحتفظ بلاعبيه من مُسببات سرقة أي 3 نقاط و لكن في كرة القدم كل شئ وارد . و لأنه في حال بقائه لن يتغير شئياً .. لذلك دعونا نطرح بعض البدائل المُحتملة في حال تغيير سيناريو البقاء إلي سيناريو الرحيل 1 ) ديل بوسكي لأن ارتباط رحيل جوارديولا كان بتدريب منتخب بلاده و بطل العالم.. لذلك فإن الأمور مواتية لأن تكون العملية بمثابة تبادل منفعة وبمثابة كسر بعض الروتين من خلال تغيير المقاعد الفنية .. فنحن هنا نحتمل جلوس بيب علي مقعد إدارة الماتادور و جلوس ديل بوسكي علي مقعد إدارة الفريق الكتالوني و لكن . س : هل ينجح المدرب العجوز في استمرار حيوية أبناء اللاماسيا ؟ ج : كل الطرق تؤدي إلي الإجابة التي حروفها ( ن ، ع ، م ) و التي فحواها بأن ديل بوسكي لن يشعر بأن الشعار المرسوم علي دكة البدلاء قد تغير .. قد يتغير شكل الملاعب .. قد تكون الجماهير المؤازرة له في هذه الحالة بألوان الأزرق و الأحمر فقط . ف منتخب اسبانيا يحوي 80 % منه من أفضل نوادي العالم .. و بالتأكيد فإن وجود ميسي ك مُستحدث في تشكيلة ديل بوسكي إذا تولي زمام تدريب البارسا رسمياً ستكون بمثابة وجود ضمان رسمي لإثبات تألقه الدولي و المحلي .. و من ثم ف الاختلافات القليلة التي سيواجهها ديل بوسكي في هذه الحالة تتمثل في وجود فالديز في العرين و وجود ألفيش ك ظهير أيمن و وجود فابريجاس في مكان ألونسو مع المنتخب وأخيراً وجود سانشيز ك جناح بديلاً ل سيلفا .. و بعد اقترابه لتجديد عقده مع الماتادور و تصريحه بأن جوارديولا هو الأنسب لخلافته يبدو أن هذا التبادل قد يكون مسألة وقت .. لذلك كان ديل بوسكي هو المُرشح الأول 2 ) آرسين فينجر مُدرب الآرسنال لمدة 15 عاماً .. صاحب الإنجاز الفريد من نوعه بانهاء موسم له مع الآرسنال بدون خسارة في موسم 2003 – 2004 . الفرنسي الشهير ب تشكيلاته الشبابية أصبح مستقبله في مهب الريح بعد الثمانية الأخيرة في الدوري و بعد الفوز الذي تفوح منه رائحة لطف القدر عندما فاز علي سوانسي بهدف من خطأ لحارس الفريق المُنافس و بعد أن انكشف بصفقاته الجديدة أمام رباعية الروفرز ليؤكد بأن العيب فني بحت . لذلك فمن المُنتظر أن تُكتب نهاية مسيرته مع الآرسنال هذا العام إذا لم يخرج بالفريق لبر الأمان . وإن حدث ذلك ورحل غوارديويلا فهو أحد البدائل المُحتملة . س : لماذا ؟ ج : لو ترك آرسين الآرسنال فإن تجربة برشلونة ستكون هي أكثر تجربة مُلائمة مُتاحة له .. و لِمَ لا ؟ ف برشلونة لن يضطر ب فينجر إلي القيام ب المحاولات المُجهدة التي قام بها من أجل الحفاظ علي أبرز لاعبيه مثلما حدث مع فابري . و لن يلهث فينجر وراء جيرارد ديلفو المُلقب بميسي الجديد .. و سيجد ضالته في البحث عن الشباب المتميزين و لما لا ايضاً فهل يوجد أميز من اكاديمية لاماسيا التي سيتحكم فيها إذا حل بديل ل بيب . ف كل العوامل تُشير إلي أن فينجر هو أحدي الخيارات المُثلي لخلافة المدرب الشاب 3 ) يورجن كلوب بدأ اسم هذا المدرب في الإشراق بعد أن حقق مع ماينتز نتائج مميزة ثم قام تسجيل اسمه في تاريخ المعترف بهم في مجاله عندما فاز مع فريق دورتموند بالبونديزلييجا في الموسم الماضي .. ليبدأ حُقبة ذهبية في مسيرته التدريبية في خصلتها الأولي بعدما تلونت بلون شعره الأشقر .. هذا المدرب الرائع صعد بماينز من الدرجة السفلي إلي أعلي درجات الدوري الألماني و كان أول شئ يُحسب له حفاظه علي النادي وسط كبار البوندسليجا و لم يقف طموحه عند هذا الحد بل حقق أكبر إنجاز في تاريخ النادي بالمشاركة في كأس الإتحاد الأوروبي قبل أن تنطق الإمكانيات الضعيفة و تقول كلمتها بعودة النادي إلي الهبوط مرة أخري .. و لكن بعد البداية الغير متزنة لدورتموند هذا الموسم لرحيل أبرز نجومه قد يرحل يورجن عن الفريق في نهاية الموسم ل يتبقي س : هل سيكون برشلونة خيار ناجح له ؟ ج: إذا كان النوع البشري من الماكينات الألمانية لا يتواجد علي أرضية العشب الأخضر للكامب نو فإن العقلية الألمانية الفائزة بشهادة الأيزو بآراء الجميع ستكون بمثابة إضافة بعض النكهات للطبخة الكتالونية التي ذاق الجميع روعتها .. فالمدرب الألماني الصغير لدية القدرة علي اكتشاف المواهب المتاحة في اللاماسيا و لا يتوانَ في إعطاء أي منهم الفرصة لإثبات نفسه .. فهو من قدم جوتزه و نوري شاهين و كاجاو و سوبوبيتش و هولمز و غيرهم إلي وسائل الإعلام لتتحاكي بمستقبل باهر ينتظرهم .. علاوة علي العقلية الخططية للمدرب التي تُرجمت إلي صعود الفريق إلي منصات التتويج مرة أخري بعد غياب دام لمدة تزيد عن عقد من الزمن .. و كما أعاد كلوب بعض الذكريات الجميلة للفرق التي تولي تدريبها فيمكنه أن يصنع أمجاد أخري مع البارسا ستُترجم في نسخة الأجيال القادمة إلي ذكريات لن تُوصف إلا بمعانٍ إيجابية . 4 ) فابيو كابيلو المدرب الداهية .. صاحب الشخصية القوية .. و النظارة التي يشع من حلفها نظرات المكر . الإيطالي فابيو كابيلو المُلقب بصانع الانتصارات .. ربما تكون عودته لتدريب الأندية من البوابة الأسبانية بعد أن فارق منصات التتويج منذ السوبر الإيطالي مع روما في 2001 ثم الليجا مع الريال عام 2007 ، و فشل بجدارة حتى الآن علي المستوي الدولي مع منتخب الأسود الثلاثة التي اختفي زئيرها تحت قيادته ف حالها أصبح إما الفوز الغير المُقنع أو الخروج بفضيحة مشابهة لرباعية الماكينات الألمانية في كأس العالم التي أًقيمت في أقصي جنوب القارة السمراء . و لذلك نطرح نفس ال س : هل ينجح كابيلو مع برشلونة ؟ ج : نجاح الإيطالي مع كتالونيا من أكبر الاحتمالات المُحتمل حدوثها و لِمَ لا ؟ و كابيلو لديه مسيرة في قمة الروعة محلياً مع أندية وطنه ميلان و روما ف حقق مع ميلان التي كانت بمثابة افتتاحية عالمه التدريبي 10 بطولات متنوعة . قبل أن يُعيد ل العاصمة الإيطالية هيبتها الكروية التي ظلت تائهة عنها لمدة 18 عاماً و ذلك عندما فاز مع روما ب بطولتي الدوري و السوبر في ختام تدريبه للأندية .. ذلك بالإضافة إلي أن التجارب الأسبانية لن تكون بشئ مُستجد علي هذا ال فابيو الذي حصد الليغا بألوان الأبيض الملكي في 96 قبل أن تتزين مقاعده التدريبية باللون الأحمر و يعود سريعاً مرة أخري إلي الراسونيري تلبية للاستغائة السريعة للفريق.. لذلك فأن ارقامه التتوجية تتحدث عنه و ربما نعود لنتحدث عنه إذا دَرب الكتلان و أستطاع أن يُحافظ لهم علي النسق البطولي . 5 ) لويس إنريكي المدرب حديث العهد .. الذي دخل مجال التدريب الاحترافي لأول مرة في هذا الموسم مع روما .. قد يكون احدي الخيارات في يوم ما لتدريب ناديه السابق و للحفاظ علي الخلطة الجوارديولية .. و لكن .. س : هل ينجح هذا المبتدئ في تدريب الكبار مع الكبير برشلونة ؟ ج : إنريكي هو استنساخ ل بيب جوارديولا .. فكل منهما لعب للبارسا و روما و كل منهما كانت مهمته بعد فراق الملاعب هي تدريب برشلونة بي ( الفريق الثاني ) .. و ما لا يعمله الكثير أن انجازات أنريكي مع الفريق الثاني للبارسا تفوق نظيرتها ل جوارديولا رقمياً و نظرياً . ف ما فعله جوارديولا هو الصعود بالفريق من دوري الدرجة الثالثة إلي دوري الدرجة الثانية و هو أمر لم يُعاني منه الفريق الثاني للبارسا منذ 84 و لكن إنريكي كان يلعب بمراهقين البارسا و مع فرق تحاول الصعود إلي دوري الدرجة الأولي و مع ذلك كان الفريق يؤدي ببراعة و هو من قدّم ( تياغو .. فونتاس .. بارتيرا .. جوناثان ) للفريق الأول الذي يتولي جوارديولا أموره .. و هذه المقارنة ليست تقليل من العبقري الشاب جوارديولا و لكن لتأكيد أن كلاهما يملك نفس الاستراتيجية و يبدو ذلك في تأثر أنريكي بالتجربة الإسبانية عندما جلب كركيتش ضعيف البنية من برشلونة و أوزفالدو الذي فشل في الكالتشيو مع بولونيا من نادي إسبانيول .. و إذا عاد أنريكي إلي برشلونة كُمدرب فستكون بمثابة تعاقد للحفاظ علي الإرث اللاميسي ( نسبة ل اكاديمية لاماسيا ) و علي تقاليد نظرية الإبداع الكتالونية 6 ) تيتو فيلانوفا المدرب المُساعد ل جوارديولا الأسباني بيتو فيلانوفا قد يكون أضعف الاحتمالات التي تصب في خلافة بيب و لكن يبقي احتمال قائم علي أساس تم تطبيقه من قبل و لقي نجاح و أبسط الأمثلة علي ذلك ال سبيشال وان حالياً و مُساعد المُدرب سابقاً جوزيه مورينهو . و لكن س : هل ينجح فيلانوفا كمُدير فني للبارسا ؟ ج : بنسبة كبيرة نعم فقد يأتي اليوم الذي يرد فيه فيلانوفا علي ما فعله مورينهو بأعينه علي خلفية اشتباكات الكلاسيكو الأخير و علي ما صَرح به هذا البرتغالي من قبل عندما قال في مؤتمر صحفي سبق أحدي القمم بينهما و تحديداً عند سؤاله عن بيتو فأجاب جوزيه: من بيتو هذا ؟ .. لا اعرفه .. و لأن احتمالية نسب أي نجاح إلي أي مدرب مُساعد قد تكون معدومة لم يكن مورينهو ليقول هذه التصريحات حيث فاز مورينهو كمُدرب مُساعد لفان جال ب 7 بطولات فقط ( 2 ليغا ، 2 كأس أسبانيا ، 1 كأس الفرق الفائزة بالكؤوس ، 1 كأس السوبر الأسباني ، 1 كأس السوبر الأوروبي ) ولم يكن يعرفه أحد وقتها حتى انفجرت قدراته بعد ذلك و لكن فيلانوفا فاز ب 11 لقب كمُدرب مساعد ( 3 ليغا ، 2 دوري الابطال ، 3 كاس السوبر و لذلك فمن المؤكد أن فيلانوفا أصبح ذو خبرة كبيرة في مجال التدريب لأن كلاهما تجرع من نفس الكأس (مدرب مساعد غير معروف) مع ذلك فإن طريق بيتو ليس مفروش بالورود ففي حالة قدوم فرصة امتلاك النصيب الأكبر من اسهم الإدارة الفنية إليه و هي فرصة بالتأكيد يحلم بأن ينالها . فعليه أن يستغلها طبقاً لتجربته الحالية حتي لا يذكر التاريخ بأنه لم يكن مُساعد مدرب بل كان مُجرد كومبارس . كانت هذه هي البدائل المُحتملة و هي قد تصيب و قد تخيب .. الآن حان دورك لترشح أنسب بديل لبيب جوارديولا في حالة رحيله.
