تبحث الشرطة الفرنسية عن رجل استخدم قطار الأنفاق (المترو) في باريس وتسبب في مقتل راكب آخر عندما دفعه ليسقط على السكة المكهربة للقطار ويلقى حتفه على الفور. أثارت الحادثة التي وقعت مساء الخميس الماضي استنكارا شاملا لأن الضحية، وهو رجل من أصل سريلانكي، فقد حياته بسبب شهامته حين حاول الدفاع عن شابة تعرضت للتحرش من الجاني. وحسب ما أفاد به شهود عيان فإن رجلا معتدل القامة، يرتدي بلوزة بيضاء، بدأ بمضايقة راكبة شابة ذات شعر أشقر بينما كان «المترو» في محطة «ستالينغراد»، ولم تنفع معه محاولاتها لصده. وفي حين لم يحرك بقية الركاب ساكنا، تصدى راكب أجنبي السحنة للمعتدي ودخل معه في معركة كلامية تطورت إلى اشتباك بالأيدي. ثم نزل الاثنان في المحطة التالية، «كريميه»، حيث أقدم المعتدي على دفع الشاب ليسقط فوق سكة «المترو» ويصاب بصعقة كهربائية قاتلة. التحقيق كشف أن الضحية، الذي كان برفقة عدد من أصحابه، مهاجر من أصل سريلانكي ويبلغ السابعة والعشرين من العمر. وقد قرر التدخل لحماية المرأة بعدما لاحظ أن الجاني تمادى كثيرا في مضايقتها. ولم يفلح أصدقاء الضحية في إنقاذ صاحبهم الشهم، كما فشلت محاولاتهم في تعقب المعتدي الذي فر هاربا في الممرات المزدحمة ل«المترو». وفي حين ما زالت التحقيقات تتحرى الفيلم الذي سجلته كاميرات المراقبة داخل «المترو»، فإن مصدرا في الشرطة أوضح أن المحققين يحاولون جمع الشهادات للوصول إلى الملابسات الكاملة للحادث، والتأكد مما إذا كان الجاني قد دفع الضحية نحو السكة الكهربائية متعمدا، أم أن السقطة القاتلة لم تكن متعمدة بل بفعل التدافع. هذا، وحسب ما أظهره الفيلم، فإن الجاني في نحو الخامسة والعشرين من العمر، وذو ملامح شمال أفريقية.