مع بداية انطلاقته، استطاع البث الفضائي إفساح المجال أمام الكثير من الفتيات الجميلات اللواتي يحلمن بالشهرة والأضواء، فقدمن برامج تسلية خفيفة تعتمد في الدرجة الأولى على شكل المذيعة ولبسها ومكياجها ودلعها. وكانت قناة «إم. بي. سي» رائدة في تصدير هذا النموذج من المذيعات. إذ تبنت منذ عشرين عاما المذيعة اللبنانية رانيا برغوت التي اعتمدت على الدلع في تحقيق قاعدة شعبية خليجية وشهرة واسعة من خلال برنامجها الخفيف «ما يطلبه المشاهدون». واستطاعت أن تنتزع لقب «دلوعة إم.بي.سي». لكن هذا الدلع لم يستمر طويلا، إذ تعرضت برغوت لظروف عائلية وواجهت بعض الخلافات مع المحطة السعودية التي استعانت حينها بالمذيعة رزان مغربي لتحل مكان رانيا. وانحسرت الأضواء عنها، ثم جاء برنامج «هذا أنا» الذي جعلها تترك «كلام نواعم». لكن البرنامج لم يحقق النجاح الذي توقعته رانيا التي حاولت أن تعيش فيه على أطلال الماضي. إذ لم يعد يفلح الدلع والغنج، خصوصا أن رانيا بلغت منتصف الأربعين، في حين ظلت تحاول استعادة الأيام الخوالي في البرنامج. ومن الظواهر التي سببها البث الفضائي انتشار ظاهرة المذيعة الأكثر غنجا يمنى شري التي برزت في تلفزيون «المستقبل»، حيث استطاعت أن تقدم نموذجا من الدلع و«الميوعة» لم يألفه المشاهد العربي قبلا. مع ذلك، حظيت بالشهرة والجماهيرية العريضة، وأصبحت من نجمات «الزمن الفضائي»، وصارت تدعى كضيفة شرف إلى العديد من المهرجانات، وقدمت على الفضائية الكويتية برنامجا بعنوان «هلا يمنى» على غرار «هلا فبراير». ومن مقدمات الدلع مذيعة «أم بي سي» السابقة رزان مغربي. عندما دخلت هذه الأخيرة المحطة السعودية، استطاعت أن تطيح ب «نظيرتها» رانيا برغوت وتسحب البساط من تحت أقدامها، فأصبحت هي المذيعة المدللة في المحطة وتربعت على عرشها وأصبحت سفيرتها في المهرجانات العالمية. إذ صارت تجري مقابلات مع نجوم هوليوود وغيرهم، لاكن استغنت المحطة عن مذيعتها المدللة منذ ثلاث سنوات من دون أي مقدمات أو خلافات، ولم يعد مرغوبا بها داخل المحطة السعودية. في هذا الوقت، نجحت رزان بفضل علاقاتها في أن تحصل على عقد عمل لتقديم برنامج «ديل أور نو ديل» على قناة «الحياة» المصرية. وجاءت الضربة القاضية عندما انتشر شريط فيديو لها مع صديقها ناجي، لكنها ادعت أنه زوجها. مما وضع «الحياة» في مأزق، ففضلت الاستغناء عنها وعدم بث البرنامج الذي كانت قد صورته رزان لتنشيط السياحة في مصر.