في أكبر تحدي للنظام منذ انقلابه على السلطة في العام 1989 خرج الآلاف من المواطنين حتى قبل أن يجف الحبر الذي كتب به البشير أوامر الطواريء حيث تحدى الآلاف في العاصمة القومية الأمر الثاني الذي حظر بموجبه التجمع والتجمهر وتسيير المواكب والمظاهرات غير المرخص بها . وسير الآلاف مواكب التحدي التي خرجت من جميع أحياء العاصمة القومية في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان وشرق النيل وكرري وجبل أولياء ففي الخرطوم خرجت جماهير بري والصحافة وجبرة وشارع الستين واركويت بالإضافة إلى موكب من داخل السوق العربي . وفي أم درمان خرجت جماهير العباسية وود نوباوي وود درو وبيت المال وشهدت البوستة أكبر موكب منذ اندلاع الثورة في ديسمبر الماضي . وخرجت معظم حارات أم بدة والثورات وفي جبل أولياء خرجت الكلاكلات والشجرة والازهري والسلمة وفي بحري استولى ثوار شمبات على شارع المعونة وردد الآلاف المتظاهرون شعارات الثورة (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب ) وتسقط بس وهتافات تطالب بالقصاص من الذين دهسوا الطفلين مؤيد ومحمد بعرفة تاتشر بالدروشاب أمس الأول فيما أطلق الثوار هتافات تحدي لأوامر الطواريء وتسخر منها. ومن جانبها تعاملت القوات الأمنية بعنف مفرط مع المظاهرات السليمة في كل المناطق وأطلقت الغاز المسيل للدموع واعتقلت اعداد كبيرة منهم فيما شرعت المحاكم في محاكمة بعض المعتقلين وفقا لقانون الطوارئ حسبما ورد من مصادر من محكمة القسم الأوسط بامدرمان. وكذلك في منطقة الصحافة وكانت السلطات قد أجبرت أصحاب المحلات التجارية والشركات والبنوك والمؤسسات الخاصة بإغلاق محالهم في عدد من المناطق خاصة السوق العربي وسوق أم درمان بعد اندلاع المظاهرات بها . ونفذ عدد من الأطباء في مستشفيات مختلفة وقفات احتجاجية فيما نفذ كذلك عاملين في شركات الأدوية وقفات مماثلة وشهدت عدة ولايات مظاهرات على رأسها حي المدنيين بمدينة ود مدني ومناطق بالولاية الشمالية