فوض رئيس الجمهورية عمر البشير صلاحياته الحزبية بالوطني لنائبه الجديد بالحزب أحمد هارون، وجرى ذلك خلال ترؤس البشير لاجتماع قيادي الوطني الذي انتهى في وقت متأخر من ليل أمس الأول، في خطوة أبرزت بوضوح بأن المؤتمر الوطني على أعتاب مرحلة جديدة مصحوبة بتحديات متعددة، ولعل أبرزها الضبابية التي رسمت حول فصل المسار السياسي للوطني عن الجهاز التنفيذي. (الإنتباهة) استنطقت الأمين السياسي للوطني عمر باسان للحديث حول الراهن الجديد لحزبه منذ خطاب رئيس الجمهورية بالقصر الرئاسي قبل 8 أيام وتفاصيل اختيار هارون نائباً لرئيس الحزب وتفويضه بصلاحيات رئيس الحزب خلال الفترة المقبلة فماذا قال: حوار : محمد جمال قندول كيف تقرأ التعديلات الأخيرة علي المشهد الحزبي للوطني والتي أفضت الي اختيار مولانا أحمد هاورن نائباً لرئيس الحزب وبتفويض الرئيس البشير صلاحياته للرجل؟ في ظل خطاب الرئيس الأخير في القصر الجمهوري بدأت مرحلة جديدة في البلاد، وكذا المشاورات التي أجراها الرئيس مع عدد من قيادات الأحزاب والمؤتمر الوطني، دفعت بأن يكون هو في منصة قومية وجعلت الحزب يقف على مسافة واحدة كبقية القوى السياسية ومن هنا بدأت المرحلة السياسية الجديدة ونتوقع الدفع بشخصية تعبر عن التحول وكان مجيء مولانا أحمد هارون في هذا الإطار ليقود هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب مواصفات خاصة وأداءً ودوراً محدداً، رأى فيه الرئيس الخيار الذي يقود هذه المرحلة وهذا لا يقلل من المجهود الذي قام به الدكتور فيصل، ولكن لكل مرحلة رجالها. هل حدث تباين في اختيار هارون في الحزب ام مر تكليفه بسهولة؟ لا.. مر الاختيار بسهولة وليس هنالك اعتراض على ذلك. ومعروف أن الخطوة الأولى كانت بتمريره داخل المكتب القيادي ليكون عضواً ومن ثم تمريره ليكون نائباً لرئيس الحزب. والاجتماع الأخير الذي حضره الرئيس للمكتب القيادي للمؤتمر الوطني تم فيه التأكيد باعتبار أن هذه أهم شخصية في الحزب لقيادة المرحلة، وباعتبار أن هذا التغيير تتم إدارته ونقاشه من داخل المكتب القيادي، وفور إجازة هارون، أوضح الرئيس بأنه فوض له كافة صلاحياته كرئيس، وأنا أعتقد بأن هذا هو الخيار الذي أجمعت عليه قيادات الحزب، وهذا ما تمت مناقشته ما بين رئيس الجمهورية وفيصل كنائب رئيس الحزب وهذا ما تم الاتفاق عليه. هذا يعني ضمنياً فصل الحزب عن الدولة؟ نحن نمضي بخطوات سريعة ليتم فك الارتباط ما بين جهاز الدولة التنفيذي وجهاز الحزب السياسي. فك المسار السياسي عن التنفيذي، ألا يخصم من الوطني ؟ أعتقد بأن الحزب يقع على عاتقه الكثير من التحديات خلال المرحلة القادمة من أهمها دوره في إطار الحوار الذي سيتم إجراءه والذي ستنضم إليه كافة أحزاب القوى السياسية بالداخل وما سيخاطب بالخارج عبر الحركات السياسية المدنية وحاملي السلاح، ونحن بين يدي مشهد تكون فيه الغلبة للأجندة الوطنية على الأجندة الحزبية، ونرغب في أن يسهم فيه الجميع وهذه الخطوة فيها مؤشر أساسي على أن الحوار الذي سيدخل فيه المؤتمر الوطني كأحد الأحزاب بناءً على أوزان صفرية ليس فيه أية غلبة او تأثير على سابقات المرحلة. متي سينعقد المؤتمر العام للوطني؟ المؤتمر العام تم تأجيله من موعده المحدد في أبريل وترك ذلك للمكتب القيادي، وهنالك اتجاهات ليكون عقب رمضان، ولكن اعتقد بأن الفترة ضيقة لاكتمال الترتيبات الداخلية التي تخص الحزب خاصة وأن المؤتمر العام سيختار رئيساً للحزب خلفاً لرئيس الجمهورية. وأنا أعتقد بأن ابتعاد رئيس الجمهورية عن حركة دولاب العمل اليومي الحزبي فيه فرصة لكي يحدد الحزب خياراته فيمن يتم الدفع به لقيود هذه المرحلة والفترة العصيبة من تاريخ السودان. هل هنالك من أسماء مطروحة لخلافة البشير في رئاسة الحزب بالمؤتمر العام المقبل؟ هنالك عدد مقدر من قيادات الوطني مؤهلين لأن يخلفوا الرئيس، ولكن هذه متروكة لما يدور داخل الوطني وما تصل إليه أجهزة ومؤسسات الحزب من تشاور خلال الفترة المقبلة. وماذا دار خلال انعقاد اجتماع المكتب القيادي أمس الأول بين الرئيس وعضوية القيادي؟ كما ذكرت، النقاشات كانت تدور حول من يخلفه وطبيعة المرحلة القادمة ولماذا هذه التغييرات التي تمت وتفسير خطابه بصورة أفضل حتى يكون المكتب القيادي على بينة من الخطوات التي يزمع رئيس الجمهورية على القيام بها. دار جدل كثيف حول الجمع بين منصب مساعد الرئيس في القصر ونائب رئيس الحزب؟ هذا ما ستُنبأنا به الأيام ويقدر رئيس الجمهورية المضي فيه ما هي أبرز التحديات التي تواجه الوطني خلال الفترة المقبلة ؟ إعادة ترتيب صفوفه. ومن المعروف أن الرئيس ظل رئيساً للحزب لفترة طويلة لذلك تبلورت قيادة جديدة وفك الارتباط مع الجهاز التنفيذي وإدارة حوار مع القوى السياسية والاستعداد للانتخابات القادمة وإعادة ثقة الشارع السياسي وتجاوز المشكلة الاقتصادية كل هذه التحديات تواجه قيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة وتتطلب أن يلقي لها الحزب مزيداً من الاهتمام ويقدم الكثير الذي يفيد أطروحات الشارع السوداني. متي سيباشر هارون مهامه بالوطني؟ بمجرد تعيينه باشر أحمد هارون مهامه واليوم سيكون التسليم والتسلم ما بين فيصل وهارون، مع رؤساء القطاعات وأمناء الأمانات ونوابهم . هل سيجري هارون تعديلات علي أمانات وقطاعات الوطني؟ عرفاً داخل الحزب بأنه بمجيء قيادة جديدة فإن كل القيادات السابقة ستكون أشبه بأنها في حل، ولأحمد هارون مطلق الحرية في اختيار مساعديه بالوطني سواء أكان الإبقاء على عدد مقدر من الذين كانوا بصحبة فيصل او تغيير من يشاء بما يناسبه لأداء مهامه على الوجه الأكمل. ولن يأتى له ذلك، إلا أن يكون المسؤول الأول عن خياراته فيمن يتم الدفع بهم لقيادة المرحلة. هل هنالك رضا داخل قواعد الوطني علي التعديلات الأخيرة بمجملها منذ خطاب الرئيس؟ أعتقد أن ما حدث من خطاب رئيس الجمهورية، أحدث تغييراً كبيراً داخل المشهد السياسي، وأعتقد بأننا بين يدي مرحلة جديدة سيكون مستقبلها ما رسم في خطاب رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري. الإنتباهة