في الوقت الذي ينهض فيه أبناءُ وبناتُ السودان المنتمون له حباً يصل الى درجة التضحية بالمهج والأرواح لإسترداده من قبضة الإستعمار الكيزاني الطويل والبغيض ويقومون بتنظيف الشوارع كبادرة رمزية لذلك الفهم العالي لمعنى الوطنية الصادقة. نجد من الطرف الآخر قطيعاً من طلاب ومنسوبي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في غمرة غياب شمسهما والذين يهمهم أمرتنظيماتهم أكثر من الوطن وكل أهله ..يعتزمون تجريد نفرة لا لإزالة القمامة التي ملأت الشوارع في زمانهم ولا لردم حفر فشلهم وإزالة مطباتها التي أعاقت مسيرتنا.. وإنما لمسح عبارة.. (تسقط بس).. وبما تبقى من ألسنتهم المقطوعة من على حوائط المباني ..هذا إن تمكنوا في رابعة النهار من الإفلات عن حجارة الصبية التي باتت العبارة مرسومة في وجدانهم ومحفورةً على حوائط التاريخ التي لايعرف جهلاء الكيزان سر قراءتها لانهم خارج وجدان الإنسانية كلها ..ولانهم أكثر خجلاًوعدم جرأة على عكس ما يدعون من الإقدام على كتابة.. (تقعد بس). فهم يدركون ما سيلقوه من نفرةٍ لطالما خافوا من هتافها بدوس الكيزان دوساً أذاقوه للناس الشرفاء على مدى سني عهرهم السلطوي الجبان وينتظرهم في كل زوايا الزحف القادم اليهم من خلف صبرالصمت الطويل الذي له حدود قد بلغها الآن! أما ذلك الجرذ الذي قال سنمسح تسقط من كافة الحوائط والشوارع ولن نخجل من إنتمائنا بل وسنجعل السودان كله كيزان ..فنقول له أن زمانهم قد ولى وفات وغنايهم تقطعت حبال نفاقه الصوتية ومات..فالخجل من الظهور على الشاشات والمنتديات و الأماكن العامة قد لف كباركم من الفئران لذين سبقوهم بالهرب وإندسوا في جحورالخوف من مواجهة عاصفة غضبة الشعب ..أما من هم في حجم الجرذان الصغيرة على مقاس.. (أم سيسي) أمثالكم فلا يحتاجون منا الى إنفاق قرش واحدلشراء سم الفئران لإبادتهم لانهم سيموتون نتيجة فطامة البشير لهم واستحواذه على ماتبقى من البصل المتعفن في مستودعات أنانيته الطاغوتية الراجفة ..وقدباعهم بأبخس مما كانوا يتوقعون ..وسيان عندنا إن أشبع بطونكم لحس الحوائط أوأصابكم بالتسمم مثلما أتعب عيونكم العشواء. فما يهمنا هو أن دولتكم (ستسقط بس ) وساعتها ستصبح الأمواس أغلى سلعة في السودان.. والمعنى واضح.