جاء في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 3/12/2019م ما يلي:" أبدى البشير خلال لقائه وفداً من أساتذة جامعة الخرطوم ترحيبه بالدور الذي تقوم به الجامعة لمواجهة القضايا والمستجدات. وقال رئيس منبر الحوار عبد الملك عبد الرحمن أن لجنته تعمل على وضع دراسات لمواجهات المستجدات و وضع الحلول الناجزة لها. وتتضمن المبادرة تهيئة المناخ بين الحكومة والمعارضة بإطلارق سراح المعتقلين وكفالة حرية التعبير وإعادة النظر في حالة الطوارئ وتكوين حكومة (كفاءت إنتقالية) قادرىة على التصدي للتديات التي تجابه البلاد، لا تزيد فترة حكمها على (4) سنوات". انتهى خبر مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم. ولا تختلف هذه المبادرة عن مبادرة ال 52 برئاسة الأخ المسلم الدكتور الجزولي والتي عقب قادتها على عدم قبول المعارضة بها بأنهم طرحوها على النظام و حاولوا الاجتماع برئيسه فلم يجدوا منهما استجابة فطرحوها على قوى المعارضة. أثارت المبادرتان ريبة الكثيرين فتساؤلوا عن كيف تقف جهة ما في الحياد في حالة الصراع الدائر الآن في السودان و الاستقطاب الحاد الجاري على مدار الساعة بين قطبيه المتمثلين في السلطة من جهة وتجمع المهنيين (الذي يضم المتمسكين بنقابة أساتذة جامعة الخرطوم الشرعية) و حلفائه من بقية قوى المعارضة السدياسية فتدعوا للحوار بينهما؟؟!!. في تقديري أنه لا فرق بين هذه المبادرة ومبادرة ال 52 بقيادة الدكتور الجزولي و لا فرق بينهما مجتمعتين وما يطرحه البشير و نظامه ولعل ذلك هو سر ترحيب البشير بعبارات غامضة (كالترحيب بدورها في مواجهة المستجدات). وأتساءل هل يشرف طلاب جامعة الخرطوم دعك عن أساتذتها أن يرحب أو يشيد البشير بدور أساتذتها في مواجهة المستجدات؟؟!! من يحكم على من؟؟ّ!! الجنرال العسكري الذي وصف جورج برناردشو رصفائه (عموماً) بأن (9) من كل (10) منهم أغبياء و البشير (خصوصا) الذي لا يعرف له الناس كفاءة حتى في عسكريته، هو الذي يقيم أساتذة جامعة الخرطوم؟؟!! أفلا يستحي أصحاب هذه المبادرة من هذه المرمطة بسمعة الجامعة وأساتذتها وخريجها وطلابها؟؟! في ظل سيادته وسيطرته التامة على الاسلاميين وإخضاعهم تنظيما وأفرادا جبرا ومغالبة لآرادته المنفردة وحكمه المطلق أدمن البشير لعبة استدامة حكمه بخدعات الحوار مع نفسه ومع ظله ويتوهم الآن أن ذلك ممكن مع معارضيه والمحتجين المطالبين برحيله الفوري دون قيد أو شرط، وينسى أن الشعب قد دفع ثمنا باهظا وغاليا لتأمين حقه في التحرر من حكمه البغيض تمثل في أرواح ودماء مئات شهدائه، التي حصدتها مدافع مليشياته وقناصته وبأوامر مباشرة منه ومن قادة جهاز أمنه. فليعلم البشير واصحاب المبادرتين إذن أن خط الثورة بيِن وخط نقيضها بيِن المحتجين قيادة وقاعدة و أن المحتجين قيادة وقاعدة أوعى من أن يخدعهم أحد باسم المبادرات الملغومة وأن المحتجين قيادة وقاعدة أيقظ من أن يتلاعب بثورته متلاعب. فقوموا إلي ثورتكم على النظام ومبادرات أنصاره نصركم الله. إبراهيم أمين