بعد أحداث انقلاب هاشم العطا عندما انقلبت مايو علي الشيوعيين كانت هنالك طرفة متداولة عن الرئيس الراحل نميري الذي تعجب من احد وزراءه لقرار ما فاستشاط غضبا عندما رأه و كان التنكيل بالشيوعيين وقتها علي أشده فقال أب عاج و الشرر يخرج من عينيه و هو يوبخ هذا الوزير علي هذا التصرف ( والله عمليتك دي يا اعملها غبي يا شيوعي) فرد الوزير و هو يرتعد ( غبي سعادتك) خوفا من إلصاق تهمة الشيوعية به فعقب نميري والله شكلك شيوعي و ضحكا سويا. تذكرت هذه الطرفة وانا اتابع الهجوم و الانتقاد اللاذع لكل من يلتصق بشكل او باخر بالحكومة في السودان في هذه الأيام فتكون التهمة في أذهان الثوار (شكلك كوز) . ما دعاني لكتابة هذه الخاطرة الهجوم الذي تلقاه الاخ د. الصادق خلف الله رئيس مجلس أمناء مجلس همبتي دمبتي الذي تناوله كثيرون بالنقد خلال الزيارة الأخيرة التي نظمها لعضو الكونغرس غيس بليراكس و لست في مقام الحديث عن الرجل أو دفاعا عنه او عطائه للسودان و لكنني لابد أن أذكر تجربة شخصية عايشتها عبر اول زيارة تنظم لأربعة من أعضاء الكونغرس بواسطة القطاع الخاص السوداني ادبان المقاطعة الأمريكية في 2015 . حيث كنت اعمل آنذاك في طيبة الذكر مجموعة سي تي سي و التي قامت برعاية هذه الرحلة الفريدة والتي فتحت الباب لعدد من الرحلات للقطاع الخاص بعد ذلك . اقول أنني كنت شاهدا و مشاركا في الإعداد لهذه الرحلة و متابعا لاصدائها الكبيرة و التي لا يسمح المجال بذكرها خصوصا في الشق السياسي فهذا محل جدل رغم عن إقرار وزير الخارجية وقتها بروفسور غندور بمساهمتها في رفع العقوبات ضمن عدد من المبادرات . لكن دعوني اذكر لكم هذه الحادثة . فقد قمنا ذلك الوقت بأعداد برنامج الزيارة بعناية شديدة و جزء من هذا البرنامج كي يتعرف الوفد علي آثار العقوبات الأمريكية علي البلاد فكانت اول محطة في الزيارة هي معاينة مركز الخرطوم للعناية بسرطان الثدي حيث اندهش الوفد من مستوي الخدمات التي يقدمها المركز لأهلنا بالسودان بمبالغ زهيدة لكن الوفد تفاجأ عندما علم بشأن الأجهزة المعطلة والتي لا يمكن صيانتها بواسطة شركة جنرال الكتريك نظرا للعقوبات الاقتصادية المفروضة علي البلاد فقامت علي إثر ذلك احد أعضاء الوفد برفع الأمر بشكل عاجل فور وصولها للولايات المتحدة لمكتب مراقبة الأصول المعني بالعقوبات OFAC و كانت النتيجة أن تم رفع الحظر عن الأجهزة و تمت صيانتها و توفير قطع الغيار بشكل فوري. قد يكون توقيت الزيارة او مخرجاتها او حتي حجم الوفد موضع نقاش لكن المهم في الأمر أن الرجل له دور و إسهامات كبيرة في دعم العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية و عدد من دول العالم فهذا هو عمله و لذلك فأنني اري انه من الظلم بمكان هذا الهجوم العنيف علي ظنا انه يوالي الحكومة او يسعي لتلميع صورتها. هذه الرحلة الاخيرة في ظني انه امتداد لهذه الرحلات التي انتظمت عدد من الدول من بينها السودان و لكن كما ذكرت يبدو أن التوقيت أضر بأهداف و مرامي الرحلة نظرا لحالة الرفض الشعبي لكل ما يلتصق بالحكومة كما اننا صرنا أكثر حساسية في التعاطي مع الشان العام في ظل هذه الثورة العظيمة و هذا في تقديري شئ طبيعي لكن ليس كل ما يقال في الاعلام الجديد ( وسائل التواصل الاجتماعي) حقيقة فهناك أحيانا تشويه لسمعة بعض الأشخاص عن قصد أو عن دون قصد فيدخل بعض منهم دائرة الاتهام فالرجل كما يعرفه الكثيرون وطني غيور و ليس بمتآمر كما يصوره البعض.