المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق اول عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية في المجلس الانقلابي على الثورة بالرغم من قناعتي أنه موجه للعالم الخارجي أكثر من أنه موجه للشعب السوداني لأنه منذ الأمس لم يتلقى هذا المجلس ولا تهئة واحدة من العالم الخارجي بل على عكس ذلك جلب للسودان المذيد من المقاطعة الخارجية على المستوى الإقليمي الاتحاد الأفريقي علق عضوية السودان لأنه يرفض الإنقلابات العسكرية ..وأما على المستوى العالمي فلم يحظى بتأييد من دول العالم الكيرى ويتمثل ذلك في موقف أمريكا وبريطانيا وحلفاءها فبريطانيا قالت أن التغيير الذي حدث لا يلبي طموحات الشعب السوداني وهذا رفض واضح للإنقلاب الذي قطع الطريق أمام قطف ثوار السودان لثمار ثورتهم وجهدهم المتواصل طيلة فترة الإحتجاجات الممتدة منذ 19 ديسمبر 2019م وحتى يوم أمس المشؤوم الذي خرج فيه شلة من الضباط الإسلاميين بمسرحية مفبركة ومكشوفة إدعوا من خلالها أنهم أقتلعوا عمر البشير ونظامه وأنهم أتوا بالتغيير الذي يرتضيه الشعب السوداني مع أنهم في الواقع قاموا بسرقة ثورة شباب السوداني التي قدم الشباب فيها الغالي والنفيس بصمودهم النادر وحتى عندما بطش بهم نظام البشير ومليشياته عملت فيهم الإعتقال والضرب والسحل والقتل لم يثنيهم ذلك عن هدفهم المنشود وهو إسقاط نظام البشير وإقامة دولة الحرية والعدالة على أنقاضه. كل من تابع المؤتمر الصحفي الذي عقده يقتنع أنه محاولة كخطوة إستباقية بصفة خاصة لجلسة مجلس الأمن التي تنعقد اليوم بطلب من الولاياتالمتحدة وبريطانية لمناقشة الأوضاع الجديدة في السودان ومجلس أبنعوف يريد أن يبعث لهم برسالة فحواها أننا لانريد قمع المعتصمين ونحن ولسنا إمتداد لنظام البشير وزاهدون في السلطة وسنسلمها للشعب وسيتم تكوين حكومة مدنية وفي إعتقادي هذه الأجندة الرئيسية التي سيناقشها مجلس الأمن في جلسته والخوف من مجلس الأمن هو إعلان أمريكا أن قائد الإنقلاب أبنعوف مازال إسمه موجود على القائمة السوداء عندها لاسيما وهو مؤسس قوات الجنجويد في دارفور ومسؤول شأنه شأن الرئيس البشير من إبادة جماعية تم إرتكابها في دارفور في مطلع الألفية الثانية وهذه ستكون ورقة ضغط من أمريكا على أبنعوف ومجلسه الجديد ومن هنا الضغوط الخارجية على المجلس الإنقلابي الإنتقالي متوفرة وقد بدأت أمريكا وحلفاءها ممارستها بالفعل. أما على الصعيد الداخلي فلم يقدم الناطق بإسم اللجنة السياسية إلا ما يؤكد أن إنقلابهم هو فبركة سياسية وإنقلاب قصر لاغير تم تدبيره من قبل الإسلاميين وقد تم صناعة هذه الفبركة كخطوة إستباقية لنجاح إنتفاضة شعبية كاتي حدثت في أبريل بل أقوى منها وتتفوق عليها بأنها ستكون إنتفاضة محروسة بقوة الثورة السلمية وستقطع الطريق على كل مراوغات الإسلاميين وتشبثهم بالسلطة عبر خج صناديق الٌإقتراع وتحقيق فوز سهل لاينطلي على الشعب الإسلامي وهو ماحدث في ظل إدارة دولة البشير لإنتخابات العامين 2010م و2015م يبقى السؤال المهم لماذا قام الإسلاميين بهذه الفبركة الإنقلابية طالما هم على قناعة أن أيامهم في الحكم أصبحت معدودة؟ الإجابة تكمن في تحقيق هدفين لاثالث لهما: الأول: ضمان عدم محاسبتهم على ما إقترفوه من جرائم وفساد في حق الشعب السوداني خاصة وأن رأس النظام عمر البشير وأحمد هارون وأخرون مطلوبون للمثول أمام الجنائية الدولية وقد برزت الحماية لهم في بيان أبنعوف الأول حين ذكر أن الرئيس البشير تم التحفظ عليه في مكان امن ولم يذكر أين هو هذا المكان وما هو هذا الأمان هل هو أمان أن البشير موجود في مكان لايمكنه الهروب منه أم أن المكان امن للبشير ولن يتطيع أحد الوصول إليه أو إلقاء القبض عليه؟ شيئ ثاني يؤكد هذه الحماية التي سيوفرها مجلس أبنعوف الإنقلابي وهو ما ورد على لسان رئيس لجنته السياسية الفريق عمر زين العابدين عنما سأله أحد صحفي القنوات الفضائية عن نيتهم تسليم الرئيس عمر البشير للمحكمة الجائية الدولية رد بغضب أنهم علي الإطلاق لن يسلموا عمر البشير للجنائية ثم أستدرك قائلا" ليس إنحيازا" لعمر البشير ولكننا لن نسلم أي سوداني حتى لوكان ضمن حركات التمرد. أكثر شيئ ملفت للنظر في خطاب رئيس اللجنة الساسية للإنقلابيين هو كلامه عن بقاء قوات الدفاع الشعبي ودفاعه عنها وعن مجاهداتها ووصفه لها أنها قوات تم تكوينها بواسطة القانون ونحن نتساءل عن أي قانون يتحدث هذا الرجل والكل يعلم أنها ليست قوات نظامية ولكنها مليشيات حزبية تتبع لحزب المؤتمر الوطني كان الغرض من تأسيسها تكريس السلطة في أيدي الإسلاميين وإخافت خصومهم بهذه القوات إن فكروا يوما" في إنتزاع السلطة انها جاهزة للدفاع عن النظام وهو كلام تفصّح به علي عثمان محمد طه عندما تحدث مهددا" المتظاهرين بالقتل متحدثا" عن كتائب الظل وغيرها من الأمن الشعبي وكلها تم تفريخها من قوات الدفاع الشعبي التي أسسها النظام كمليشيات يخيف بها خصومه عند الضرور. في خلاصة الأمر كون حكومة أبنعوف الإنقلابية هي حكومة ظل للمؤتمر الوطني أصبح أمر لايتجادل فيه إثنان بل كل الشعب السوداني مقتنع بهذه الفكرة تماما" خاصة بعد كلام رئيس اللجنة السياسية اليوم بأن مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش ونائبه جلال الشيخ شريكان أصيلان في الإنقلاب الذي قام به مجلسه وهذا يفتح الباب على أوسعه لمقاومة هذا الإنقلاب تصعيد النضال بصورة كبيرة وتوسيع الإعتصامات داخل الخرطوم وفي الولايات حتى يسقط الإنقلابيين كما سقط عمر البشير خاصة وأنّ إنقلاب أبنعوف لم يحظى بتأييد لا على المستوى الداخلي ولا على المستوى الإقليمي ولا على المستوى الدولي. [email protected]