ها هي السلطة الإنقلابية تسقط عن وجهها قناع الانتماء الزائف إلى الثورة، وخطل مزاعمها بالمشاركة فيها والحرص عليها، وتعود مرتدة إلى وجهها الحقيقي القديم كامتداد للنظام السابق، عبر حملة من الإجراءات الأمنية المناهضة للثورة. لقد أطلقت السلطات حملة من الاعتقالات وسط الناشطين والإعلاميين، فقامت اليوم باقتحام وكالة رماتان الإخبارية، وأعتقلت عددا من الصحفيين، وصادرت أجهزة الوكالة بالكامل. وتعد هذه الانتهاكات إمتدادا لفض موكب الإعلاميين أمام التلفزيون القومي، واعتقال مجموعة منهم بواسطة قوات الأمن وأفراد الاستخبارات وتعرض بعضهم للإعتداء والتحقيق القاسي، وما حدث بالامس من هجوم استهدف العاملين ببنك السودان، الذين تعرضوا للاعتداء على أيدي القوات العسكرية، التي أجبرتهم على فك الإضراب، وتسليمهم الأموال الموجودة بخزانات البنك تحت تهديد السلاح، واعتقال وترحيل العاملين بكهرباء الرياض، ومحاولة اجبارهم على فك الإضراب قبل أن تنحاز لهم قيادة وقواعد العاملين، وترسل تهديدها الداوي بقطع الكهرباء عن مقار الدعم السريع وجهاز الأمن ما لم يطلق سراح المعتقلين، وقد كان انتصارا لتلك الإرادة الغلابة. إنها الردة التي لجأت إليها السلطة ممثلة في المجلس العسكري، بعد أن صعدت جماهير شعبنا من نضالها الثوري الهادف إلى قيام الدولة المدنية، وبذات أسلوب النظام القديم لجأ المجلس العسكري إلى الحلول الأمنية بدلا عن السياسية ليؤكد أن التغيير المنشود لم يحدث بعد، فجهاز أمن النظام السابق الذي ينفذ حملة الاعتقالات هو ذاته جهاز أمن المجلس العسكري الحالي، الأمر الذي يبرهن على أن النظام لم يسقط بعد، وأن المجلس العسكري صار أداة طيعة في يد وكلاء المجتمع الدولي من دول المحيط الإقليمي. إن شبكة الصحفيين السودانيين ستعمل ضمن جموع شعبنا في عملية التصعيد الثوري حتى سقوط مجمل النظام و إقامة سلطة الشعب المدنية، وتدرك الشبكة أن كل محاولات القمع والإرهاب والتآمر الإقليمي لن تفلح في قطع الطريق على ثورتنا الظافرة ومطالب شعبنا العادلة في الحرية والسلام والعدالة. وتعرب الشبكة عن أسفها الشديد في استمرار التلفزيون الموصوف بالقومي، في بث إشارات سالبة عن الإضراب الذي انتظم البلاد، وتدعو الشبكة العاملين بالتلفزيون إلى مقاومة هذا الخط، من أجل أن يكون التلفزيون في خدمة الثورة. الصحافة الحرة باقية والطغاة زائلون. صحافة حرة أو لا صحافة. شبكة الصحفيين السودانيين 29 مايو 2019