كمال كرار قال لينين "في نظرية المعرفة، كما في كل مجالات العلم الأخرى يجب أن نفكر تفكيراً ديالكتيكياً، أي يجب أن لا نفترض أن معرفتنا جاهزة ولا تتبدل بل أن ندرس الطرق التي نشأت بها المعرفة من اللا معرفة، وبأي شكل تصبح المعرفة غير التامة وغير الدقيقة معرفة أكثر كمالاً وأكثر دقة". وعطفا على ماقيل اعلاه ..وعلى المشهد السوداني الراهن ..فان الانقلابات العسكرية التي تحدث كل اسبوع _ أو قل كل 8 ساعات او عند اللزوم _ويكتشفها ثم يحبطها المجلس العسكري او بعض من اعضائه ..تبدو كما لو أنها محاولات للتشكيك في المعرفة بطبيعة المجلس نفسه…فالانقلاب عليه ليس هو نفي النفي كما قال الديالكتيك ..والحال كذلك دعونا نستنتج : لو كان الانقلاب الأول من أجل عودة النظام المخلوع ..فمتى انخلع ذاك النظام ..وماذا يمثل المجلس العسكري ؟ ولو كان الانقلاب الثاني لذات السبب فكيف لم يستفد الانقلابيون الجدد الدرس كيما ينجح انقلابهم ؟ ولو كانت الانقلابات التي تلت ذلك من عسكر حركة اسلامية ..فما تصنيف مجلس برهان ومن معه؟.. وقال واحد من اعضاء المجلس ذات مرة ..في وصف الانقلاب الثاني بعد مجزرة 3 يونيو ان بعضا من قوى الحرية والتغيير متورطة فيه ..ولم يقدم الدليل ..والمعرفة نفسها تقف محتارة عندما تتهم قوى الثورة بالانقلاب على الثورة ..أو قل الوضع الثوري .. ولو استعرضنا حقائق الأشياء ..فيمكن القول ان المجلس العسكري ..كله بلا استثناء هو الوكيل الحصري للنظام المخلوع ..كونه اللجنة الأمنية العليا ..التي انيط بها وأد ثورة ديسمبر وفشلت ..ثم عادت والثورة في ذروتها لتقطع الطريق على انجاز المهام الثورية ..ولتفرض نفسها شريكا ..بعد ذلك ..ثم هاهي تتآمر لتتسيد الفترة الإنتقالية ..كيما توضع الثورة في المتحف القومي… اذن فالروايات ..الانقلابية ..تنقصها الحبكة الدرامية ..لأن احمد لا ينقلب على حاج أحمد.. ومن ضمن ما يروج له في خضم المشاهد الانقلابية ان الدعم السريع هو من يجهض الانقلابات.. ومعناها القريب انه حامي الثورة ..ومعناها البعيد ألا يطالب الثوار بحله او تسريحه… ومعناها أيضا أنهم لم يتورطوا في المجزرة وأنهم وقعوا في فخ .. بيد أن كل أعضاء المجلس كانوا تحدثوا بلسان واحد بعد المجزرة ..وكالوا الاتهامات للثوار.. وتهكموا على الشهداء ..واللسان الذي تحدثوا به هو لسان الانقاذ البائدة .. ومن نافلة القول ..أن روايات الانقلاب الآن من طرف واحد ..والمطلوب سماع الأطراف المتهمة أمام القضاء والاعلام الحر ..فالمدنية ايضا لا تعني رمي الناس وراء القضبان وكيل التهم دون المثول أمام قضاء عادل ..ينفي او يثبت التهمة … وإلي هواة الدغمسة واللولوة من العسكر نقول الثورة مستمرة والخاين يطلع برة ..مدنيااااااو