شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، مساء السبت، تظاهرات ليلية امتدّت إلى مدينتي كوستي (جنوب) وبورتسودان (شرق)، رفضاً لنتائج لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة بشأن فض اعتصام القيادة بالخرطوم في 3 يونيو/ حزيران الماضي. وأفاد شهود عيان لوكالة "الأناضول"، في أحاديث منفصلة، بأن عشرات المحتجين أشعلوا إطارات في عدد من أحياء العاصمة، ومنها أركويت والجريف غرب والحلفايا والديم والشجرة، والخرطوم ثلاثة وكوبر والفتيحاب وودنوباوي والعباسية ومنطقة الجيلي شمالي الخرطوم. وأغلق المحتجون شوارع رئيسية وفرعية في الخرطوم عبر متاريس أقاموها بالحجارة، بحسب المصدر ذاته. وأفاد حزب "المؤتمر السوداني" المعارض، أحد مكونات تحالف "نداء السودان" المنضوي تحت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، بأن تظاهرة حاشدة خرجت بمدينة كوستي رفضاً لتقرير لجنة التحقيق بخصوص فض الاعتصام. كذلك أكّد الحزب عبر صفحته الرسمية ب"فيسبوك" أن المئات خرجوا في مدينة بورتسودان شرقي البلاد تنديداً بنتائج لجنة التحقيق. وتظاهر عشرات السودانيين، شرقي العاصمة الخرطوم؛ تنديداً بنتائج لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة حول فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو/ حزيران الماضي. وأفاد شهود عيان، ل"الأناضول"، بأن مواطنين في عدة مناطق بحي بري القريب من مقر قيادة الجيش، أغلقوا الشوارع الرئيسية بالمتاريس وأشعلوا إطارات السيارات تعبيراً عن غضبهم من نتائج التحقيق. وفي وقت سابق، برّأت لجنة تحقيق حكومية المجلس العسكري الانتقالي من إصدار أية أوامر بفض اعتصام محيط قيادة الجيش السوداني في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي، واتهمت اللجنة في الوقت نفسه ثمانية من الضباط بالتورّط في الحادثة، وقررت تحريك إجراءات جنائية ضدهم تحت مادة الجرائم ضد الإنسانية. وقال رئيس لجنة التحقيق التي شكلها النائب العام السوداني، فتح الرحمن سعيد، في مؤتمر صحافي يوم السبت، لكشف نتائج التحقيق، إن اللجنة الأمنية التابعة للمجلس العسكري أصدرت فقط تعليمات للقوات المشاركة بتنظيف منطقة كولمبيا القريبة من منطقة الاعتصام بعد انتشار عدد من الممارسات السالبة فيها، مؤكدة أن تحرياتها أثبتت أن اللجنة لم توجه مطلقاً بفض الاعتصام. ورفضت المعارضة السودانية نتائج لجنة التحقيق، وتمسكت بضرورة تحقيق مستقل بمراقبة إقليمية. وقال الناطق باسم "جمع المهنيين السودانيين"، إسماعيل التاج، في مؤتمر صحافي، إنّ تلك النتائج شكّلت صدمة للشارع السوداني وللمجتمع الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن تقرير اللجنة تحدث عن مقتل 87 شخصاً من المعتصمين، في حين أن العدد الحقيقي يصل إلى 130 قتيلاً.