ماقاله الأخ المهندس المناضل عمر الدقير وهويغالب عبرات الفرح التي سدت حلقة حينما أراد أن يخاطب الأمة عقب مراسم توقيع الوثيقة الدستورية بالأمس وكان يحاول جاهدا السيطرة على مشاعره ويحبسها خلف المآقي التي فاضت بها..كان تعبيراً صادقاً وهو يصف اللحظة بأنها العبور من لجج الدماء وصولاً الى ضفاف دموع الفرح . فالثورات الحقيقية غالباً ما تكون كالحمل الذي يتأخر في رحم المعاناة وقسوة الترقب ومضاضة ألم المخاض والخوف من نتائج تعسر الولادة التي تنجم أحيانا عن جنين ميت أوفيه علة تصبح أحياناً في أحسن الحالات خروجه ناقصا مما يستوجب وضعه في حاضنات الصبر . فالوثائق السياسية والدستورية التي ستحكم فترة الشراكة وقد فرضتها على قوى الحرية والتغيير عقلانية قبول مبدأ .. (مالا يُدرك كله ..لايُترك جله ) هي ليست بالضرورة نهاية المطاف ومن ثم لاتعني إغلاق الباب من منطلق من كان قد دخل فهومعنا ومن وقف بالخارج فيسحسب علينا . ولكن أن تظل البلاد شهورا بلا قيادة سيادية أو سلطة تنفيذية تراقبها أخرى تشريعية ولوكانت كل تلك الهيكلية معينة بفقه الشرعية الثورية المؤقتة التي تعد لما بعدها من ديمومة الشكل الديمقراطي الذي يحددالآوزان الحقيقية عبر سجال الصناديق بعد تهيئة الساحة ليصبح اللعب نظيفا دون عوائق التمكين من صاحب مال أو إستخدام سطوة عقائدية أوقوة السلطة ..هوما جعل هذا التوقيع المتأخر ضرورياً كعلاج الكي وإن كان مؤلماً فلا بأس . فلابدعلى الجميع من أصحاب الرؤى الوطنية الثورية الحادبة على مصلحة البلا د التي تأذت كثيراً من جراء داء الفُرقة الذي تطاول أمده حتى بتر منها طرفاً عزيزاً ..ومخافةً على تساقط أجزاءِ أخرى وضياع المزيد من الزمن الذي سيكون في غير صالح الجميع ..فإن من أوجب واجباتهم التريث في إصدار الأحكام على الإتفاقات مالم تقترن بخطوات عملية سلبية تعضد مخاوفهم المشروعة ..وإلا فإن إستعجالهم القفزعلى المراكب التي تأخذهم الى الضفة الآخرى المقابلة لثورة الشعب سيجعلهم يقفون حذوك النعل بالنعل مع أعداء التغيير المنشود وهم يسعون الى تحطيم أجنحته الغضة قبل أن يرفرف بها ولوعلى صفحات الإتفاقات و يرتاد فضاءات الآحلام التي راودت شعبنا ردحاً من الزمان المر ..ولطالما وأدها من لم يرضهم أن تذهب ريحهم وقد ظنوها أقوى و فوق كل رياح الثورات ! محمد عبدالله برقاوي [email protected]