1- ان ما يدور هذة الايام في اليمن من قتال ضاري لم تعرف له البلاد مثيل منذ اكثر من اربعة اعوام مضت، اصبح محل اهتمام الرأي العام العالمي، ويتزايد كل يوم هذا الاهتمام باحوال اليمن المتردية ، خصوصآ وان الشعب اليمني اصبح يعاني من مجاعة ضربت كل بقاع البلاد ومن تردي الاوضاع الانسانية بصورة ماساوية بسبب نقص الغذاء والدواء وابسط ضروريات الحياة، وجاءت الاخبار قبل يومين مضت، ان الامارات استطاعت ان تقسم اليمن الي قسمين، الشمالي منه تحت سيطرة الحوثيين، والجنوبي منه (والذي كان في السابقة دولة قائمة بذاتها تحت اسم جمهورية اليمن الديمقراطية) تم احتلاله من قبل مليشيات مدعومة من الامارات، ولقد اتضحت الصورة في اليمن بصورة اكثر ان دولة الامارات العربية انشقت عن (التحالف) واستقلت عنها بعيدة عن الشرعية اليمنية، وان موقف السعودية اصبح في غاية الحرج بعد انقلاب الامارات في عدن. 2- كان يمكن ان نقول ما يحدث في اليمن شأن داخلي يخص أهل البلاد وحدهم ، ولكن وجود "كتيبة سودانية" كبيرة هناك قوامها (3) الف ضابط وجندي بجانب قوات تابعة ل"حميدتي" منتشرة في كثير من المواقع الاستراتيجية تجعلنا نتساءل عن سبب تعتيم المجلس العسكري لاخبار حال "الكتيبة السودانية" منذ اكثر من ثلاثة اعوام واخفاءه الحقائق عن كيف حاله الان بعد اشتداد المعارك الضارية ،وتزايد قوة الحوثيين العسكرية التي استطاعت ان تضرب مواقع هامة داخل الاراضي السعودية بما فيها مطار ابها؟!!، وهذه المعلومات ليست بالجديدة او الخافية عن الناس، فحتي الاعلام السعودي اعترف بها. 3- الشيء الغريب في الامر، ان المجلس العسكري سبق ان ادلي بكثير من التصريحات في الشأن العالمي،- وادلوا بتصريحات اكدوا فيها وقوف السودان مع المملكة ، وان أمن السعودية خطر احمر!!، ادان المجلس ايران ، وعلقت وزارة الخارجية السودانية علي التصريحات الاخيرة بخصوص رفع السودان من قائمة الارهاب، واكد المجلس علي توطيد العلاقات الاخوية مع مصر والامارات والسعودية واثيوبيا والسودان الجنوبي، وتوالت عشرات التصريحات ايضآ في الشأن الداخلي، ومامر يوم بعد انقلاب 11/ ابريل الماضي الا وكان هناك تصريح من الناطق الرسمي للمجلس او من حميدتي (سيد البلد)!! 4- ولكن ولا مرة واحدة ولوعن طريق الخطأ – سمعنا ان برهان او من معه من جنرالات المجلس افادونا بحال ضباط وجنود "الكتيبة السودانية"، او صرح "حميدتي" كيف حال اطفال دارفور في المواقع اليمنية؟!!…اخر خبر كان عن الكتيبة صدر من حميدتي بعد يوم واحد من تعيينه في المجلس العسكري ان "الكتيبة السودانية" ستبقي في اليمن الي ان تعود الشرعية كاملة لاهل البلاد!! 5- كنت اتوقع ان يقوم احد من اعضاء المجلس بزيارة الي اليمن ليطمئن علي حال الكتيبة هناك، ويشد من ازرهم ويرفع من روحهم المعنوية، مثلما قامت من قبل وزيرة الدفاع الالمانية السيدة/ "أورسولا فون دير لاين" بزيارة الي افغانستان ثلاثة مرات، ولكن مع الاسف الشديد فوجئنا بزيارات اعضاء المجلس وباهتمام بالغ الي السعودية والامارات ومصر بدل عن زيارة المساكين السودانيين في اليمن!! 6- صراحة لا اعرف ان كان برهان قد هنأ الضباط والجنود في اليمن بعيد الاضحي المبارك، ولكن لم اقرأ اي تهنئة وجهت لهم في شهر رمضان وعيد الفطر!! 7- الشيء المحير في الامر، ان التعتيم الاعلامي الرسمي علي اخبار "الكتيبة السودانية" في اليمن يوجد فقط في السودان دون باقي دول (التحالف)!!، فالمملكة العربية السعودية لا تخفي اخبار كتيبتها في اليمن، وتنشر علانية اخبار الضحايا والجرحي السعوديين، ولا تدس عن المواطنين اخبار الصواريخ والطائرات المسيرة وضربات التي وجهت لمطار ابها!! 8- كنت اتوقع بعد وقوع الانقلاب الذي وقع في عدن، ان يسارع المجلس العسكري الادلاء بتصريح رسمي يوضح فيه موقف المجلس من الانقلاب الامارات علي حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وما هو مصير الكتيبة في ظل التغييرات الجديدة؟!!،هل ستعود الكتيبة الي بعد ان سحبت الامارات جزء كبير من قواتها التي كانت تعسكر في شمال اليمن ؟!! 9- اول دفعة من الضباط والجنود السودانيين وصلت الي اليمن كان في يوم 18/ أكتوبر عام 2015، ومنذ ذلك التاريخ لم لم الا القليل من اخبارهم في الصحف الاجنبية ، وان بعض القتلي دفنوا في "البقيع" بالمدينة المنورة، والطائرات الحربية نقلت سرآ عشرات النعوش، ولاعزاء او نعي لهم في الصحف المحلية!! بكري الصائغ [email protected]