مسؤول النقابات بالحزب الشيوعي السوداني: لابد من إتخاذ خطوات ملحة وأولها إلغاء قانون نقابة المنشأة 2010م وقانون إتحادات المهنيين 2004م واللوائح المصاحبة لهما. فائزة نقد للراكوبة: الحركة النقابية رأس الرمح في مسيرة الشعب السوداني وفي نمو الحرية والديمقراطية والإستقرار.. الخرطوم_ الراكوبة التنظيمات النقابية التي تعرضت للتخريب والتدمير الممنهج طوال سنوات النظام البائد. بمختلف القوانين بالقرارات وعبرت فوق كل هذه الحواجز لتصبح رأس الرمح في ثورة ديسمبر المجيدة عبر تجمع المهنيين السودانيين الذي أطلق شرارة المقاومة المنظمة الفاعلة في 25 ديسمبر 2019م بموكبه الشهير إلى القصر الجمهوري وشعاره "تسقط بس"..نشأة النقابات وتطورها منذ الإستقلال وأساليب مقاومتها ومستقبلها وماهو المأمول منها في فترة الإنتقال ومابعدها ..كانت محاور مع المناضلة فائزة نقد السكرتير السياسي لمكتب النقابات بالحزب الشيوعي السوداني فإلى مضابط الحوار:_ إعتمد النظام البائد سياسة تحطيم العمل النقابي عن طريق القوانين المكبلة للحرية النقابية وتزوير الإنتخابات..كيف أستطاعت الحركة النقابية أن تكسر الطوق وتبتدع فكرة تجمع المهنيين السودانيين؟ تقول فائزة نقد: لأن النقابات تأريخيا أسسها العاملون ، حتى تحت الظروف الضاغطة.. نعم تسلبها النظم القمعية وتشوهها بقوانينها المعيبة ولكن يُصارع العاملون لإسترداداها. وهذا يؤكد الرفض القاطع وعدم الإعتراف بأي أشكال مشوهة. وأعتقد تكوين الهيئات المطلبية حول كل قطاعات العمل هو لرفض الأشكال الشائهة التي كونتها السلطة وفصلت لها قوانينها ولكن العاملين بكل فئاتهم خاضوا نضالا شرساً. وما تكوين أشكالهم المطلبية الا دليل على ذلك فمثلا" لجنة المعلمين، لجنة الأطباء، تحالف البياطرة ،لجنة الصيادلة،نقابة الأطباء، لجنة المهندسين، تحالف المزارعين، تحالف العمال". هذه أشكال مطلبية ومن خلالها يصوغ العاملون مطالبهم العادلة ومعاركهم ضد النقابات والإتحادات المفصلة على مزاج السلطة القمعية المندحرة. ولأن تلك الأشكال المطلبية واقع موجود وحوله جماهير العاملين. وإعتماداً على إرث الوحدة والتضامن ضد صلف النظام القمعي تفتق ذهنهم بتكوين "تجمع المهنيين السودانيين". بصفتك مسؤول مكتب النقابات بالحزب الشيوعي السوداني لماذ كنتم تحرصون على خوض المعارك النقابية حتى في ظل التزوير بدلا عن مقاطعتها؟ لأنه لا بديل للصراع النقابي داخل الكيان النقابي. مهما كانت القوانين جائرة، أو التشريد والمطاردة او تعاظم تدخل السلطة بالتزوير وفرص القوائم. فالمقاطعة هروب من ميدان الصراع النقابي، والعزلة عن مشاكل العاملين ومطالبهم اليومية وترك الميدان للسلطة وأعوانها وهذا ما تهدف إليه السلطة نفسها . فالعزلة خاطئة وسلبية. بعد سقوط رأس النظام المخلوع وبداية تشكيل الحكومة المدنية ماهي الخطوات الضرورية لإسترداد حرية العمل النقابي سواءً كانت قوانين أو هياكل أو لوائح؟ أعتقد الخطوات الملحة تتمثل في الآتي: إلغاء قانون نقابة المنشأة 2010م وقانون إتحاداتةالمهنيين 2004م واللوائح المصاحبة لهما. وطرح قانون ديمقراطي مستوحى من إرث الحركة النقابية السودانية ومطوراً لرؤيتها المستقلة. تعديل قوانين الخدمة المدنية في إتجاه قوميتها. وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات لتهيئة الأرضية الصالحة لنمو وتطور الحركة النقابية. وإرجاع جميع المفصولين وتقويضهم تعبيراً عن حق المواطنة وعن المساواة عملياً أمام القانون. في مسيرة الشعب السوداني نحو الحرية والديمقراطية منذ الإستقلال كانت الحركة النقابية رأس الرمح وسقط منها شهداء كثيرون الآن ماذا تقولين لأسر شهداء الحركة النقابية وماهو الدور المنتظر من النقابات في الفترة الانتقالية؟ نعم كانت الحركة النقابية رأس الرمح في مسيرة الشعب السوداني . في نمو الحرية والديمقراطية والإستقرار لخلق مناخ مستقر للقوى العاملة بمختلف مكوناتها وللشعب السوداني بإصلاح الأوضاع السياسية والإقتصادية وبالتالي إصلاح وضع العاملين. وقدمت الحركة النقابية الكثير من التضحيات من تشريد وسجن وإعدامات فصبرت أسرهم وصابرت في نتاج الصلابة المستمدة من السيرة العطرة لهؤلاء الشهداء ونقول لهم: إن التضحيات حد الموت لا ولن تضيع هدراً، بل هذا المد الثوري العظيم ماهو إلا نتاج هذه التضحيات التي قدمت من أجل بناء الوطن على كل المستويات. وإن أمجاد الحركة النقابية السودانية ووضع لبناتها بواسطة كوكبة من النقابيين الذين قدموا التضحيات غير المحدودة حد التضحية بأرواحهم.. تزامن مولد الحزب الشيوعي السوداني مع ميلاد الحركة النقابية. ويقول الكثيرون أن هذا منح الحزب والحركة النقابية أن يكونا متلازمتان واحدة. وأينما ذكرت النقابات ذكر الشيوعي فإلى أي مدى أسهم ذلك الإرتباط في توسيع نفوذ الحكم تجاه الطبقة العاملة؟ هو ليس تزامناً فقط ، وإنما حجم الصراع هو الذي يحتم قيام هذا الحزب أو ذاك ، ونفس حجم الصراع دفع لنشوء الحركة النقابية. وهذا الصراع نفسه يحمل تفسيراً لنشوء الحركة النقابية وسط الطبقة العاملة مبكراً جدا وسابقة لغيرها. وماهو المأمول في وجهة تحسين أجور العمال وتحسين بيئة العمل والقوانين وخلافه؟ أرى في وجهة تحسين أجور العاملين وعلى رأسهم الطبقة العاملة: تحسين شروط الخدمة ورفع الحد الأدنى للأجور وبناء الهياكل الراتبية على قاعدة حد أدنى مجزي وتحسين البدلات المرتبطة بطبيعة كل مهنة ومميزاتها مع تحسين شروط مابعد الخدمة وتحسين قانون المعاشات والتأمينات الإجتماعية ومجانية الصحة والتعليم والسكن بقدر الإمكان ودعم السلع الأساسية. ماذا تودين أن تقولين للطبقة العاملة السودانية في هذا المنعطف السياسي الحالي؟ أقول للعمال إن الثقة المتوفرة في دوركم الرائد ضد أي صلف أو إستلاب لحقوقكم النقابية أو تشويه كياناتكم لا يمس كرامتكم. فتجربة نصف قرن أو أكثر من النماذج المشرفة في ظل الأنظمة الشمولية التي مرت على البلاد، خير شاهد على صلابتكم وقوة إرادتكم . ومازالت أجيال الحركة النقابية العمالية في قلب الصراع _ والذي سيصل لقمة منتهاه لا محالة..