أول قرار يجب أن تتخذه وزيرة الخارجية اسماء محمد عبد الله، اليوم الأحد مباشرة بعد أداء القسم وعلى أقصى تقدير غداً الاثنين 9 سبتمبر الجاري، هو إرسال برقيات لإعادة كل سفراء السودان للخرطوم فوووووراً، وعلى السفارات أن تعتذر للدول المضيفة للمغادرة دون وداع لأسباب قاهرة.. ولا اعتقد انها ستجد معارضة المجلس السيادي في ذلك. والثاني، مِن واجبها أن تعِيد للخدمة سفراء للعمل بالمشاهرة وتعيين آخرين أيضاً بالمشاهرة حتى من خارج السلك الدبلوماسي وترسلهم للمحطات وتضعهم على رأس الادارات المختلفة بالوزارة.. وفي تقديري ان الوزيرة ستحصل بِيُسْرٍ على موافقة المجلس السيادي على ترشيحاتها. وثالث القرارات أن تشكل لجنة بإعضاء غالباً من خارج الوزارة مع بعض معاشيي الوزارة لتقييم كل الدبلوماسيين الحاليين بمن فيهم السفراء. لا يطرد أي سفير إلّا الذين تم تعيينهم سياسياً، وهؤلاء يُطْرَدوا فوراً، والباقين تفتح لهم صالة كبيرة فيها لكل سفير "كرسي ودُرْج" وتضع أمامهم كل ملفات الوزارة وما فعلوه وكتبوه منذ 30 يونيو 89 وتقول لهم أعيدوا الاطلاع عليها ولخصوها وقَيِّموا عملكم وتبادلوا النظر فيها، أي كل واحد يصحح ورق غيره، وهكذا تمنحهم لذلك ثلاثة أشهر فقط عليهم أن يعملوا خلالها 8 ساعات في اليوم، وإذا لم يلتزم أحد بذلك يتم تحويله للجنة المحاسبة الادارية التي على الوزيرة تشكيلها فوراً لتقرر العقوبات وفقاً لقوانين الخدمة المدنية والسلك الدبلوماسي.. مَن يريد منهم أن يستقيل يستقيل، ومَن يريد أن يَطْلَع للمعاش المُبَكِر يطلع إذا استحق ذلك، ومَن يريد أن يَطُق رأسه بالحيطة ليفعل. هذه الوزارة يجب تنظيفها في ثلاثة أشهر لا غير وإعادة (ريسيتينق) برمجتها من جديد. مَن يوَصِّل تلك الرسالة لوزيرة الخارجية، أو مَن يقدمها لها اليوم في التقرير الصحفي، مع عَشَمي أن يكون قد أوصَلها لسعادة الوزيرة أسماء محمد عبد الله أحد الزملاء الصحفيين الذين تواجدوا أمس الأحد في القصر داخل أو خارج قاعة أداء القسم، ضمن اسئلة أو حديث قصير مع الوزيرة عن أول ما ستفعله في الوزارة. امنياتي للوزيرة كامل التوفيق والسداد، مع كل احترامي وتقديري. د. عصام محجوب الماحي [email protected]