البروفيسور ابراهيم أحمد غندور والذي ظل متشبثاً بتلابيب المواقع القيادية بالمؤتمر الوطني في نظام الإنقاذ الآفل ..إذ تدرج في شغل المناصب الحزبية فأصبح نائبا لرئيس المؤتمر والتنفيذية بالدولة حتى بلغ درجة مساعد رئيس الجمهورية وختم حياته السياسية كوزيرللخارجية في حادثة برلمانية داوية أغضبت رئيس النظام الذي قام بإعفائه ليختفي الرجل من المشهد إلا فيما يلي الجانب الأكاديمي الذي عاد اليه ليعلن ضمنا طلاقه للسياسة بالثلاثة ! ولكن أكثر ما قام به طبيب الأسنان المنتمي للحركة الإسلامية مبكراً أنه وخلال توليه لرئاسة إتحاد نقابات عمال السودان في ظاهرة غريبة بل وفريدة أنه استطاع تدجين ذلك المارد وثقب أنفه ليزنده بزمام التبعية للنظام وجعله كالأرنب الأليف داخل جحور الحزب الحاكم خدمة لدولة التمكين منصرفاً عن شئون وشجون من يفترض أنه يمثلهم من جموع الطبقة العاملة المسحوقين ! ليس لدي علاقة شخصية بالرجل ..حتى من حيث المعرفة العاديه ..لكن بحكم عملي في إحدي الجامعات فقد التقيت به عرضاً مرةً خلال ندوة جامعية عامة والثانية في لقاء عابر في مكتب رئيسي بحكم علاقة الرجلين المهنية..سألته مستفسراً بفضول الصحفي عن علاقته بالسياسة بعد سقوط النظام ..فضحك واستدل بقصة ذلك الحمال الذي طلب منه أحدهم أن يرحّل له جوالا به بضاعه ويسبقه من السوق الى موقف المواصلات ..وحينما تأخر الرجل عن اللحاق به لاحظ الشرطي المكلف بحراسة الموقف أن سيلا من الدماء بدأ ينساب من ذلك الجوال ليكشف أنها كانت تصدرعن جثة قتيل تورط فيها الحمال بمقلبٍ من القاتل الذي إختفى في لجة الزحام ..ولان المسكين لم يتمكن من تعريف صاحب الجوال ..فقد حكم عليه القاضي بستة أشهرسجناً.. وعندما خرج وعاد لعمله طلبت منه سيدة أن يحمل لها قفة مغلقة ..فهزرأسه ومط شفتيه رافضا ..وقال أنه قررأن يعمل حمالاً ( للعنكوليب فقط) والمعنى واضح ! بالأمس وعبر لقاء مطوّل بثته قناة الحرة الفضائية مع البروفيسورغندور أكدعودته من جديد رئيسا لحزب المؤتمرالوطني ..و التي أعتقد أنها عودة في التوقيت الخاطي بعد أن غادر مدرجات السياسة ربما في الوقت المناسب ! وهي عودة تلقي بكثيرمن الأسئلة حول دوافع الرجل وأهدافه ..هل لان الصفوف الأمامية قدخلت من مخضرمي قادة الحزب الذين يقبعون خلف القضبان أومن فروا خارج البلاد أو سكنوا داخلها وراء غبار الثورة فحانت له الفرصة دانية ليجعل من ذلك السبب مبرراً و مُحللا لعودتة الى مطلقة الثلاث ! أم أنه الحلم بالمنافسة على رئاسة السودان عبر الإنتخابات القادمة بعد إنقضاء الفترة الإنتقالية ..والرجل لم يتورع عن الإعتراف بشعبية وشرعية الثورة ولم يخجل عن الإقرار بأخطاء حزبهم التي أدت الى إندلاع تلك الهبة فاقتلعت نظامهم وقال أن إمكانية المراجعة لازالت قائمة رغم صعوبة المشوار القادم ! حقاً إن إدمان السياسة كمعاقرة الخمر ..لا يشفى منه إلا من يهدِه الله بالتوبة النصوحة