في تصريحات لوزير الخارجية اسماء عبدالله بأن نظام الرئيس المعزول عمر البشير ارتكب أخطاء فادحة ، منها رهن حرية السودان وقراراته للآخرين ، وتسبب في العزلة الدولية ، وقالت اسماء ل ( الجزيرة مباشر ) أمس الاول ، ان أولى الملفات التي ستعمل عليها الوزارة ، هي ازالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، واضافت (ان الوقت غير مناسب لتطبيع العلاقات مع اسرائيل الآن، وذكرت العلاقات مع اسرائيل في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة العربية نحن في مشاكل ولا يمكن فتح باب للخلافات، والعلاقات على الاقل في الوقت الحاضر لن تكون هناك علاقات مع اسرائيل) . ونبهت اسماء الى ان التحديات كثيرة والملفات متعددة بالخارجية ومضت للقول " كفاتحة للملفات سأعمل على إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب ، والإزالة ستفتح ابواباً كثيرة جداً "، وقالت اسماء ان الملف الثاني للسياسة الخارجية علاقات السودان الخارجية والعلاقات مع دول الجوار، وأكدت في ذات الأثناء ان سياسة المحاور ليست في مصلحة السودان، وأردفت " سنحافظ على علاقات متوازنة بندية والعلاقات تحددها مصالح البلد وليس الانحياز لمحور على حساب آخر " . ولفتت اسماء الى أن السودان ينتظر الدعم المعنوي من الدول العربية ، وقالت " نرحب بالدعم المالي غير المشروط ودون التدخل في شؤوننا". وكان وزير الاوقاف والشؤون الدينية نصر الدين مفرح في أول تصريح صحفي له لقناة العربية قدم دعوته لليهود بالعودة الى السودان وممارسة حقوقهم من الداخل طالما أن الدولة مدنية ؛ واستند الوزير الذي صرح قبل ان يؤدي القسم على التسامح الديني في دعوته لليهود المهاجرين للعودة للبلاد ، التي جاءت بعيدة عن هموم مواطنيه وخاضت فى أمر يخص السياسة الخارجية، ووزارة الداخلية، لا سيما انه يدعو مواطني دولة مصنفة معادية الى العودة الى السودان ، متخطياً التعقيدات الضخمة فى هذا الموضوع، قفزت بعيدا عن تحديات وأولويات المرحلة في ما يخص مهام وزارته؛ وعلى ما يبدو أن الوزير يتحدث بخطاب حماسي في قضية بالغة التعقيد ولديها تقاطعات سياسية واجتماعية وأمنية، وبداية لم أشأ ان اتناول تصريح مفرح الا ان وزيرة الخارجية فاجأتني بحديثها عن العلاقة مع اسرائيل. الشعب السودانى لم يكن يعانى من التمييز الدينى فحسب ، بل ان النظام المباد قسم المسلمين انفسهم الى موالين ومعادين، منهم الخونة والمارقين، وعليه كان المتوقع ان تتجه سياسة الوزير مفرح الى هذه الملفات، والى ملفات الفساد في الحج و العمرة والاوقاف، هذه هي القضايا العاجلة. من دون شك هذه اسئلة مفخخة ، و مقصودة لذاتها ، وكان على الوزيرة والوزير تفاديها ، او على الاقل التمسك بقرارات الجامعة العربية و المواقف المعلنة للبلاد فى هذا الشأن، و لم يكن الأمر ليضيرهما ، و قطعاً هذه ملفات سياسية تضع ملامحها الحكومة مجتمعة بمستويات السلطة الثلاثة، لا سيما وان البرلمان لم ينعقد بعد، وبديهي ان موضوع العلاقة مع اسرائيل لا يشكل اولوية للحكومة، ولا يختلف اثنان ان مسؤولية وزارة الخارجية هي تنفيذ رؤية الحكومة، وكذلك أمر وزارة الشؤن الدينية والاوقاف ، وهذا لا يتناقض مع اعلاء قيم التسامح الديني المطلوب لابراز وجه السودان في عهد حكومة الحرية و التغيير ، كما ان التصرف في هذه الملفات الخطيرة يهدد سلامة ووحدة قوى الحرية و التغيير نفسها وهي الحاضنة السياسية للحكومة ، هذا موضوع خلافى بامتياز، و ليس من الاولويات. الجريدة