دشن الاتحاد السوداني لكرة القدم ظهر السبت بالعاصمة الخرطوم، دوري كرة القدم السوداني للسيدات في نسخته الأولى، بحضور وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي، ورئيس الاتحاد كمال شداد، وميرفت حسين رئيس لجنة كرة القدم النسائية. سيشارك 21 فريقا في النسخة الأولى من الدوري، وتم تقسيم الفرق الى أربعة مجموعات. وقد استغرق الأمر ثلاثة عقود من المناهضة للعقبات والاعتراضات على إطلاق دوري كرة القدم السوداني للسيدات، التي ترعاها وزارة الشباب والرياضة السودانية. ولكن لا زال هنالك المزيد من العقبات للتغلب عليها، حيث ينشط معارضو الرياضة النسائية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتقد الناشطة السياسية إحسان فقيري أن ذلك بسبب قيام الحكومة الإسلامية للرئيس السابق عمر البشير بتقييد حقوق المرأة لفترة طويلة، وتضيف قائلة إنه وعندما وصلت الحكومة السابقة إلى السلطة، استهدفت النساء بالقوانين وأوامر النظام العام المحلية لإعادتهن إلى المنزل. وتقول: "لا أعتقد أن هذا عدم قبول، إنها أشبه بالثقافة الاجتماعية المتراكمة منذ 30 عامًا، ونحن بحاجة إلى تغييرها ". تجربة مارلين زكريا مارلين زكريا البالغة من العمر21 عامًا هي واحدة من لاعبات كرة القدم النسائية السودانية التي انطلقت هذا الأسبوع، جاءت من جنوب السودان لمتابعة حلمها في الخرطوم، لكنها تشعر بالقلق مما إذا كان المجتمع المحافظ في السودان سيقبل بكرة القدم النسائية بعد سنوات من القيود. كانت مارلين زكريا متحمسة للعب كرة القدم منذ أن كانت طفلة، والآن فقد تركت عائلتها في جنوب السودان لمتابعة هوايتها في السودان، حيث انطلق هذا الأسبوع دوري كرة القدم النسائي. وتقول مارلين زكريا إنها كانت تلعب في واو بولاية بحر الغزال، ثم حضرت إلى الخرطوم وانضمت إلى فريق التحدي مع المدرب سارة إدوارد، وقبل انطلاق الدوري، واجهتها بعض المشكلات مع المدرسة، لذا توقفت ثم انتقلت من فريق التحدي إلى فريق الكرنك. تقول مارلين زكريا:" لا يزال الأمر ليس سهلاً بالنسبة لبعض اللاعبات. حيث إنها تسمع الإهانات كلما ارتدت زيّ كرة القدم في الأماكن العامة كما أُسمعت تعليقات حول شعرها القصير. "إحدى الصعوبات التي أوجهها دائمًا هي أنني أحب ارتداء بدلة كرة القدم عندما أذهب للتدريب، والناس يضايقونني بالقول هل إنني فتى أو فتاة؟، ولماذا أبدو هكذا ولماذا نبدو مثل الرجال" وأضافت قائلة " إنهم يقولون أيضًا حتى الرجال لم يتمكنوا من الفوز بالكؤوس، لذلك لن نفعل أي شيء". ليست هناك حاجة لتشديد الأمن بسبب المخاوف من أن الألعاب قد تسبب اضطرابات، كانت شرطة مكافحة الشغب موجودة في المباريات الافتتاحية، ومع ذلك، يقول علاء محمود، المدرب الوطني، إن الألعاب قد انطلقت بدون أي مشاكل. وأضاف قائلا:" إنه لم يكن يتوقع أن تحضر النساء والرجال المباريات، لكن ذلك حدث وكل شيء على ما يرام حتى الآن. إنه يأمل أن يستمر الدوري بنفس الطريقة التي بدأ بها ويأمل تشكيل فريق وطني لتمثيل السودان عالميا. وتقول مارلين زكريا إن والدتها دعمت حلمها وأقنعت والدها بتبنيه هو الآخر قبل مجيئها إلى الخرطوم. إنها تأمل في أن يغير الناس رأيهم في أعقاب ثورة السودان حول ما ينبغي السماح للمرأة بالقيام به – وسيشجعونهم وهم يلعبون كرة القدم. بقلم نبأ محي الدين