تجدد الجدل بشأن المساومة التاريخية التي دعا اليها القيادي السابق بالحزب الشيوعي الشفيع خضر لاجرائها لضمان عبور البلاد المرحلة الانتقالية، فبينما رحب الاسلاميون بالخطوة أعلن الشيوعيون رفضهم لذلك وأرجعوه لجهة ان نظام الاسلاميين سقط بثورة شعبية، ورفض القيادي الاسلامي محمد فقيري الاعتراف بأن الاسلاميين أصبحت تطاردهم لعنة السخط الشعبي الذي أثبتته ثورة ديسمبر، وقال رداً على ذلك: هذا حديث نخب سياسية متمركزة بالخرطوم ووصف ذلك بالحديث النمطي الا أن فقيري عاد ليؤكد إن محاكمة الاسلاميين الفاسدين من رموز النظام المخلوع أمر مطلوب حتى بالنسبة للاسلاميين، وأكد ان الثورة لم تكن ضد الاسلاميين ،وانما ضد الديكتاتورية ودافع عن الاسلاميين لمشاركتهم في الاحتجاجات وتعرية النظام وتعرية سوءاته. وأعلن الناشط بالحزبالشيوعي قرشي عوض رفضهم اجراء مساومة بين الاسلاميين واليسار وأرجع ذلك لأن نظام الاسلاميين سقط بثورة شعبية أثبتت ان لا مكان لهم في السودان وقال قرشي للجريدة: ) بعد انتفاضة أبريل 1985 تنادت كل القوى السياسية السودانية الى ما يمكن أن نسميه المساومة أو التسوية السياسية ووقعت ميثاق للدفاع عن الديمقراطية ولم يوقع الاسلاميون عليه وانقلبوا على اجماع الأمة في انقلابهم المشؤوم وحكموا البلاد بالطريقة المعروفة للجميع ، وأردف: في عام 2005 أتيحت فرصة لاقامة تسوية سياسية للأزمة وناقشت جذورها وأبدت كل التيارات السياسية في السودان استعداداً لتناسي الماضي وفتح صفحة جديدة رغم الجراح. واستدرك قائلاً: لكن الاسلاميين كعادتهم انقلبوا على ذلك واجهضوا أحلام الناس في وطن ديقراطي مستقر ، وساروا بالبلاد في الطريقالذي أفضى الى انفصال الجنوب واشتداد الأزمة السياسية والاقتصادية ، ودوران طاحونة الحرب في دافور وجبال النوبة والنيل الأزرق(، ونوه الى انه و بعد مرور 14 عاما اقتنع كل أهل السودان أن لا مكان للاسلاميين في السودان وأسقطوهم بثورة شعبية، وتساءل هل يعقل بعد أن ظفرنا بهم ووضعنا قيادتهم في السجون ونستعد لمحاكمتهم أن ندخل معهم في مساومة تاريخية؟ وعلى ماذا نساومهم هل بقبول طريقتهم وأسلوبهم في الحكم الذي أسقطناه وانتصرنا عليه ؟ وبرر الناشط الشيوعي رفضهم للمساومة لأنها عادة تكون بين ندين متساويين في القوة وان استمرار الصراع بينهم يعني الافناء المتبادل واستدرك قائلاً: لكن لم نسمع بين مساومة أو تسوية بين منتصر ومهزوم فالمنتصر عادة يملي شروطه والمهزوم يوقع على بنود الاستسلام وعلى الاسلاميين أن يقبلوا بحكم التاريخ. وأضاف )ان كانت الجماهير هتفت اي كوز ندوسوا دوس عليهم أن يفهموا أن هذا من بنات أفكارهم فهم الذين سنوا سنة أن أي خصم أو مختلف في الرأي يداس وجاء الوقت الذي يشربوا من نفس الكأس الذي سقوا به الناس والله يمهل ولا يهمل. الجريدة