جيوش من المطربين الشباب من الجنسين صارت تمارس مهنة الغناء وتتزايد اعدادهم فى كل يوم بصورة مخيفة تدعو للقلق وبدون ان يستطيعوا وضع بصمتهم الغنائية الخاصة رغم ان البعض منهم يمارس الغناء لسنوات عديدة ، وفشلوا تماماً فى تشكيل اضافة حقيقية واغلبهم اقتصر طموحهم الفنى على الظهور فى بيوت الافراح مرددين للاغانى الهابطة وبات همهم الاكبر ارتفاع قيمة (العداد) وجمع الاموال حتى صاروا يشكلون مشكلة عويصة تعرقل مسيرة وتطور الاغنية السودانية ، استنطقنا عدد من كبار الفنانين حول هذه الظاهرة وتأثيرها الخطير على الساحة الفنية من خلال التقرير التالي:- قال الفنان نجم الدين الفاضل ان ازدحام الساحة الفنية بالاصوات الشبابية فى الاعوام الاخيرة بصورة هائلة صار امر واقعى وحقيقة يجب الاعتراف والتعامل معها ومثلما له ايجابيات يحمل ايضاً معه سلبيات تستوجب الوقوف عندها من اجل معالجتها ، واكد نجم ا لدين ان فى زحمة هذا العدد توجد اصوات جميلة ومبشرة يرجى منها الكثير لو لقيت العناية والاهتمام الفنى ، وقبل ذلك تتطلب ضرورة الاجتهاد والصبر من اصحابها الشباب حينها فقط يمكن ان يشكلوا اضافة حقيقية فى المستقبل القريب ، وابان ان ما يعيب الشباب حالياً الاستعجال فى تقديم اعمالهم الجديدة وكثافة منتجهم المقدم من دون ان ينال وقته الكافى من التجويد ، ولهذا تكون اغنياتهم اقل من المستوى المطلوب وبالاضافة لعدم التخصصية بحيث صار المطرب يكتب ويلحن ويغنى بنفسه بدون أى مساعدة من أحد الشعراء أو الملحنيين ممن سبقوه فى المجال ، مشيراً الى هذا الاتجاه والنهج الجديد القى بظلاله القاتمة والسالبة على حال عدد كبير من شريحة المطربين الشباب وادى الى ان يصير الكثيرون منهم مهمشين وبدون أى اثر فنى ملموس فى الساحة الفنية وفضل اغلبهم الاكتفاء بالظهور والغناء فى بيوت الافراح. الإعلام ساعد مطربين بدوره اتفق الفنان عبدالله البعيو فيما ذهب اليه نجم الدين الفاضل حول رايه بكثرة اعداد المغنيين ، وطالب البعيو الشباب بالانتباه واتباع الحرص والحذر حتى لايتعرضوا للفشل خاصة وسط هذا الكم الهائل من الاعداد والحشود الضخمة التى لايمكن احصاؤها من جيوش المطربين الشباب من الجنسيين الذين ولجوا مجال الغناء فى العقد الاخير ، وصارتالمنافسة الفنية تستوجب وتفرض عليهم الجدية ، وقال (يجب على الشباب التانى والروية فى اختيار اعمالهم الخاصة والسير بتمهل وعدم استعجال الشهرة ، واضاف البعيو ( الاعلام ممثل فى الاجهزة الاعلامية كالفضائيات والاذاعات والصحف جميعها لعبت دوراً سالباً فى مساعدة بعض المغنيين على تحقيق شهرة سريعة لايستحقونها على حساب اخرين كانوا احق بهذه الفرص الثمينة ، واوضح ان بلوغ النجاح يحتم على المطربين احسان اختيار كلمات الاغانى لتتناسب مع تقاليد وقيم المجتمع السودانى لضمان رسوخ ما يقدموه للناس مثلما فعل الفنانون الكبار من قبلهم ، وضرورة الجلوس مع الكبار حتى يستفيدوا من خبرتهم الفنية الثرةا لطويلة فى مجال الغناء. الشباب الجيل القادم ناشد الفنان حسين شندى المبدعين الكبار والنقاد والاعلام بمنح الفرصة للشباب وضرورة الاستماع لاعمالهم الجديدة المقدمة جيداً قبل التسرع فى انتقادهم بحدة ومهاجمتهم بضراوة واطلاق الاحكام المسبقة حتى وان كانت هذه الاغنيات دون ا لمستوى المطلوب فنياً لانه فى النهاية حاول هولاء المغنيين التعبير عن انفسهم وبلسان جيلهم وقد بذلوا جهداً فى محاولة تقديمها ، ثم يأتى بعد ذلك مرحلة توجيه الكبار لهم للطريق السليم ، ولكن من غير المعقول رفض ما يقدمونه نهائياً أو اقصائهم تماماً لانهم فى النهاية يمثلون جيلاً سيتسلم الراية قريباً واكد حسين وقوفه ضد منع الفنانين الكبار للشباب من ترديد اغنياتهم ، ووصف هذا المنع بالخطاء الفنى وستؤدى الى محاولة تقديمهم للهابط والسهل من الغناء خاصة انهم فى بداياتهم الاولى ، ودعا حسين الشباب بعدم الاعتماد كلياً على ترديد اغنيات الكبار وضرورة الاجتهاد لتقديم انتاجهم الخاص وترك الكسل ليقدموا بصمتهم الخاصة. الألحان بدون تطوير كشف الموسيقار د. الماحى سليمان ان الجيل ا لجديد يفترض عليه البحث موسيقياً عن اضافات جديدة وادخال تعديلات تتوافق مع فلسفة التذوق الفنى الحديث المنسجم مع ايقاع العصر ومتطلباته ، وابان ان الاعداد الهائلة من المطربين الشباب من المؤكد يوجد من بينهم اصوات تتمتع بجمال اصوت وسعة الخيال الموسيقى ويرجى منهم الكثير وامامهم فرصة كبيرة لتطوير تجاربهم اذا اهتموا بالاعمال المؤلفة ، مشيراً الى ان اسلوب التلحين ا لمتبع حالياً يدور اغلبه فى فلك الالحان القديمة والجمل المشتقة من الالحان القديمة جاءت بدون افكار موسيقية جديدة، وهذا عيب وخلل فنى واضح وعلى الشباب الالتفات والتنبه اليه. المواكب