حمًلت الحركة الشعبية شمال قيادة عبدالعزيز آدم الحلو؛ الحكومة الإنتقالية فشل المفاوضات غير الرسمية التي جرت في الفترة من (29 من اكتوبر 1من نوفمبر) الحالي؛ وذلك من خلال ورشة العمل التي عقدت بعاصمة جنوب السودان " جوبا " ضمت عدد من الخبراء والمختصين ؛ فضلاً عن مجموعات مَعنِية بالسياسات والقوانين الدولية العامة ؛ إلي جانب فريق الوساطة الجنوبية لعملية السلام ،فيما لم تتحدث الوساطة الجنوبية عن فشل تلك الجولة فضلاً عن الحكومة و التي إلتزمت الصمت ولم يصدر عنها بياناً بشأن فشل تلك الخلافات. وكانت الحكومة والحركة وقعتا إتفاقٍ حُدد علي ضوءه بدء جولات التفاوض بين الطرفين ؛ وذلك بعقدِ ورشة عمل تناقش" فصل الدين عن الدولة " التي إشترطته الحركة أن يكون المحور الأساسي لبدء جولات التفاوض، علي أن تكون مخرجات الورشة ملزمة للطرفين. غير أن الحكومة تراجعت عن ذلك بعدم التوقيع علي المخرجات التي خلصت عليها الورشة، ويرى مراقبون أن الخطوة التي حدثت كانت بمثابة عدم وجود قوة لمركز إتخاذ القرار داخل الحكومة. تقرير : حيدر إدريس رفض المخرجات وقالت الحركة في بيانٍ ممهور بتوقيع الناطق الرسمي بإسم وفدها ، كوكو محمد جقدول؛ قالت : إن محور الورشة ركز علي مبدأ فصل الدين عن الدولة، وأشار البيان أن الجانبين تواصلا إلي صيغة نهائية للتقرير الختامي والصيغة المقترحة والتي ستنطلق منها جولات التفاوض،و أشار إلي أن الحركة وافقت علي تلك الصيغة لجهة أنها تمثل رأي الخبراء والمُختصيين لأنها جاءت بعد مداولات إمتدت لأيام . وابانت أن الحكومة الإنتقالية لا ترغب في تحقيق السلام، وأوضحت الحركة الشعبية قيادة الحلو، أنها التمست تراخى من قبل وفد الحكومة الذي يقوده عضو مجلس السيادة الفريق ركن شمس الدين الكباشي طيلة جلسات الورشة بجانب تغيب الناطق الرسمي للوفد محمد حسن التعايشي، وحملتهما فشل هذه الورشة؛ وذلك لرفضهما مخرجاتها رغم رضا الأطراف الدولية المشاركة، وأعتبرت الخطوة التي أقدم عليها وفد التفاوض الحكومي بأنه تراجع عن اتفاق أديس أبابا الذي وقعته الحركة مع الحكومة الإنتقالية في ديسمبر الماضي ، وعدت تلك الخطوة بأنها عدم حرص من الحكومة الإنتقالية والرغبة في التوصل للحل السِّلمي للمُشكلة السُّودانية وذلك بمُخاطبة جذور الأزمة . مناورة سياسية وقال القانوني والمحلل السياسي والقيادي بالحركة الشعبة شمال سابقاً د. آدم بكر: إن تعثر جولة المفاوضات هذه غير الرسمية بين الحكومة والحركة الشعبية كان متوقعٌ ، وأكد بكر الذي تحدث ل ( المواكب) أن الورشة التي دعت لها الوساطة علي أنه كان متوقعٌ عدم التوصل إلي نتائج نسبة لأن الحكومة ليست مفوضة لأن تتبى قضية كفصل الدين عن الدولة ،وأعتبر اللقاء الذي تم ما هو إلا مناورة سياسة من الدولة. واضاف " فصل الدين عن الدولة قرارٌ مصيري للشعب السوداني لا يمكن أن تقرره مخرجات ورشة "وتوقع من الحركة الشعبية تقديم تنازلات عما تقدمت به فيما يلي شأن فصل الدين عن الدولة، منوهاً إلي أن تمادى عبدالعزيز الحلو في مطالبه هذه سيؤدي إلي تراجع قاعدته الجماهيرية، موضحاً أن الأهالي بالمناطق التي يسيطر عليها الحلو قادرة علي خلق رأي مغاير عن الذي طرحته الحركة الشعبية في فصل الدين عن الدولة. وأشار إلى أن تلك المناطق يقطنها مواطنون يدينون بالدين الإسلامي، مبيناً أن فشل الجولة هذه لن يكون له تأثير علي عرقلة تحقيق السلام الشامل وإلتحاق الأطراف التي لم توقع علي سلام جوبا، وتابع : " السلام مطلب أساسي ومضي قائلاً: " إن لم يتراجع الحلو عن تشدده بفصل الدين ستتراجع بعض القيادات عن منهج الحركة فضلاً عن ذلك المقترح" ونوه إلي أن مبدأ الحركة بات متذبذباً الأمر الذي يُتوقع أن يُحدِث شرخاً في منهجها وأمر تشددها في تطبيق مبدأ الفصل بين الدين والدولة، وقطع بكر أن السلام يعتبر أهم مبدأ فلذا يجب أن يكون التعايش مع الأديان منهج لجميع القادة ، وأوضح أن الحكومة الانتقالية تمر بمرحلة ضعف واضح حيال اتخاذ القرارات المصيرية كمسألة فصل الدين عن الدولة التي إشترطتها الحركة الشعبية كأساس للتفاوض ؛ وان الحكومة بشقيها العسكري والمدني لا تمتلك القوة اللازمة. إنسحاب الحكومة وقال المحلل السياسي والأكايمي د. نحم الدين كرم الله إن الحكومة ذات صلاحيات واضحة ومحدودة وليست من شأنها الخوض في تفاصيل مبدأ فصل الدين عن الدولة وذلك من خلال ورشة عمل، مشيرا إلي أن رفض الحكومة التوقيع علي مخرجات الورشة كان أمرٌ متوقع؛ لجهة أنها تعلم يقيناً ليست من شأنها التقرير في هذا المصير،منوهاً إلي أن حركة الحلو إن كانت تتوقع من الحكومة التوقيع علي المخرجات أنها مخطئة؛ وهي تعلم أنها غير منتخبة وتمضى علي هكذا إتفاق ليكون ملزم علي الحكومة السودانية هذا يعني أن الحركة تفكيرها تفكيرٌ غير منطقي، مؤكداً أن الحلو وحركته يعلمون ان الحكومة مؤقتة وليست في مقدورها الفصل في القضايا المصيرية كموضوع فصل الدين عن الدولة، مطالباً الطرفين إرجاء هذا الأمر الي ما بعد المصادقة علي الدستور الدائم للبلاد ؛أو عقد مائدة مستديرة. وقال كرم الذي تحدث ل ( المواكب): " إن إنسجاب الحكومة الإنتقالية كان متوقعاً منها ذلك" وتابع : " الحركة الشعبية نفسها كانت تتوقع عدم إلتزام الحكومة بمخرجات الورشة التي عقدت بجوبا" مبينا أن عبدالعزيز الحلو سيبحث عن خيارات أخري للدخول في مفاوضات مع الحكومة، مستبعداً عودة الحركة إلي خيار الحرب لأن التوقيت ليس مناسباً في أن تدخل في معترك مع الحكومة أو كما قال، وأشار إلي أن موافقة الحكومة علي تلك الورش وإلزام نفسها بمخرجاتها؛ وفي قضية مختصة بأمر الدين كان قرار خاطئ ،واضاف" إن إعتمدت الحكومة تلك الخطوة ستكون مجازفة منها وليست أكثر".