مع اندلاع الحرب بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير التيغراي وتصاعد المواجهات العسكرية على حدود السودان، يتوقع خبراء هروب الآلاف من الإثيوبيين في المنطقة إلى داخل الأراضي السودانية. ويرجح خبراء وجود تأثير مباشر لأحداث إقليم التيقراي على الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ويزيد من نشاط العصابات المتفلتة والتجارة غير المشروعة في تهريب السلاح والاتجار بالبشر. وفور اندلاع المواجهات العسكرية، أجرى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك اتصالا بنظيره الإثيوبي آبي أحمد للاطمئنان على الأوضاع في الإقليم الشمالي، مؤكدا حرص السودان على الاستقرار في إثيوبيا لما يشكله من استقرار للسودان والإقليم، واتفق الزعيمان حسب وكالة أنباء السودان الرسمية، على استمرار التواصل في ظل العلاقات والروابط القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين. تعزيزات عسكرية ودفع الجيش السوداني، بحسب تقارير متداولة، بتعزيزات عسكرية للحدود مع الإقليم الشمالي لإثيوبيا لمنع تسلل المحاربين والمتفلتين إلى داخل الأراضي السودانية بتنسيق مع الحكومة الإثيوبية؛ خاصة وأن رئيس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان التقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في زيارته لأديس أبابا اليومين الماضيين. إغلاق الحدود وأعلن اليوم الخميس والي كسلا فتح الرحمن الأمين، إغلاق الحدود بين ولاية كسلا ودولة إثيوبيا اعتبارا من اليوم إلى إشعار آخر بسبب التوترات في إقليم التغراي المتاخم للولاية. وقال الوالي إن السلطات ستقف على أوضاع منطقة "ود الحليو" الحدودية مع إثيوبيا ووضع الإجراءات اللازمة، وأضاف أن "السلطات لن تسمح لأي أفراد أو مجموعات بالدخول إلى الولاية وفي حوزتهم أسلحة"، مشيرا إلى أن السلطات ستشكل لجنة للنظر في كيفية التعامل مع المدنيين الذين قد يلجأون للأراضي السودانية. تأثيرات أمنية وإنسانية ويرى الخبير والناشط في شؤون القرن الأفريقي، عبد المنعم أبو إدريس، أن أحداث إقليم التيغراي الإثيوبي سيكون لها تأثيرات أمنية وإنسانية على السودان. وقال أبو إدريس ل"إرم نيوز"، "إن السودان لديه حدود مع الإقليم المضطرب الذي يعاني في ذات الوقت من مشاكل قبلية"، مضيفا أن الشريط الحدودي بين السودان وإثيوبيا في المنطقة تنشط فيه عصابات تعمل في تهريب السلاح والبشر. وأشار إلى أن إقليم تيغراي المتاخم لمنطقة الفشقة السودانية والتي تنشط فيها العصابات الإثيوبية، وممارسة السطو على الأراضي الزراعية في السودان ما يزيد من احتمالات اضطراب المنطقة أمنيا وصعوبة تمكين المزارعين من عمليات الحصاد الجارية الآن. وأفاد أبو إدريس أن الحكومة السودانية أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة للمنطقة لضبط حركة دخول العصابات والمسلحين. أزمة إنسانية وتوقع أبو إدريس لجوء مئات الآلاف من إقليم التيغراي الذي يصل عدد سكانه نحو 5 ملايين شخص إلى داخل السودان ما يتسبب في ضغط كبير جدا على سكان المناطق السودانية النائية، وقال: "من شأن ذلك إحداث أزمة إنسانية في المنطقة"، مشيرا إلى صعوبة وصول المنظمات الدولية إلى المنطقة النائية. بدوره ، قال النائب البرلماني السابق المستقل عن دائرة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا، مبارك النور ل"إرم نيوز"، إن الأحداث في إقليم تيغراي سيكون لها تأثيرها السالب على الشعب السوداني سيما ولاية القضارف، ومنطقتي الفشقة الصغرى والكبرى، الحدويتين. وأضاف أننا "نخشى من تدفق اللاجئيين الإثيوبيين إلى داخل حدودنا في الفشقة والاستقرار هناك ومع الوقت ستتحول معسكراتهم إلى مدن"، وطالب مبارك السلطات السودانية الانتباه إلى أن أي عملية نزوح من الجانب الإثيوبي ينبغي أن تكون بعيدة عن الحدود أو على أقل تقدير في مواقع داخل السودان معلومة، ويصبح الاستقرار فيها مستقبلا من قبل النازحين الإثيوبيين". دعم أممي ودعا النور، الأممالمتحدة إلى توفير ميزانية لاستقبال عملية النزوح المتوقعة خاصة وأن الشعب السوداني يعاني من ضائقة اقتصادية ويصعب عليه تحمل تبعات أخرى. وأفاد بأن مواطني المناطق الحدودية مع إقليم التيغراي يتطلعون الآن من الحكومة المركزية في الخرطوم ، سيما الوزارات الأمنية "الدفاع والداخلية"، أن توفر الأمن على الحدود؛ لأن المزارعين هناك بدأوا يتخوفون من الأوضاع الأمنية غير المستقرة خاصة وأن الزراعة في موسم حصاد، ودعا النور الحكومة إلى قيادة مبادرة للتوسط بين الأطراف المتنازعة في إثيوبيا.