أعلن الجيش المصري، السبت، تدشين تدريبات عسكرية مشتركة بين مصر والسودان، في أحدث مؤشر على تعميق العلاقات الأمنية بين جارتي وادي النيل. وتعد التدريبات التي تجريها قوات خاصة وجوية مصرية وسودانية، أول مناورات قتالية مشتركة بين الجانبين منذ الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير العام الماضي. وجاءت المبادرة العسكرية المشتركة بعد أقل من شهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن تعتزم رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، ما يمهد الطريق للدولة الأفريقية للاندماج في المجتمع الدولي. كما تزامنت هذه الخطوة مع قرار السودان بدء تطبيع العلاقات مع إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة. وقال الجيش المصري في بيان إن التدريبات القتالية المشتركة التي أطلق عليها اسم "نسور النيل -1" تجري في السودان وستستمر حتى 26 نوفمبر. وتشمل التدريبات تخطيط وإدارة الانشطة القتالية، فضلا عن مجموعات كوماندوز تقوم بمهام بحث وإنقاذ، بحسب البيان. وتأتي المبادرة المشتركة كذلك في خضم توترات إقليمية متزايدة بوادي النيل. وأوردت تقارير أن القتال الدامي بين القوات الاتحادية الإثيوبية وحكومة إقليم تيغراي والتي اندلعت في 4 نوفمبر قد أسفر عن مقتل المئات من الجانبين، كما أثار مخاوف دولية بشأن حرب أهلية محتملة في قلب منطقة القرن الأفريقي. وكانت الحرة قد نقلت عن مصدر عسكري سوداني، في وقت سابق الجمعة، تأكيده إجراء كل من الخرطوم والقاهرة مناورات جوية مشتركة قرب قاعدة مروي الجوية السودانية. وتزامنت المحادثات، مع توجه رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى إثيوبيا على رأس وفد سوداني رفيع المستوى، لبحث آخر مستجدات المفاوضات بشأن سد النهضة. وقال المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه للحرة، إن قاعدة الفريق عوض خلف الله الجوية القريبة من قاعدة مروي الجوية، ستشهد المناورات الجوية المشتركة. وكشف المصدر عن وصول أسراب مقاتلات مصرية من أبرزها مقاتلات من طراز "ميغ 29/ام 2" روسية الصنع.