سنة حميدة أن يستقبل تطبيق السلام بالفرح والاحتفاء , لكن سلام السودان يحتاج الي فرح وزغاريد من نسج المعسكرات , باقات احتفاء خاصة تفصل علي مقاس سكان الخلاء والكهوف ممن فقدوا العائل والأحباب. كلمات تحشد وعبارات منتقاة يصدح بها ياسر عرمان أو يرفع بها عقيرته عاليا مناوي ، تلك بضاعة لا تعرض يوم الاحتفال بسلام السودان. يحتاج أهل الوجعة الي من يصلهم في معسكراتهم , يعجزحولهم وقوتهم عن الوصول بهم الي خرطوم السودان , تغلبهم الحيلة عن التفاعل مع صيحات الفرح والاحتفاء بالسلام في الساحة الخضراء , هم خارج صناديق قسمة السلطة والثروة , توزيعهم درجات ليسهل فك أسرهم وقيودهم من المعسكرات والكهوف ، حاجاتهم تبدأمن ماء للشرب توفره اتفاقية السلام ومن يقف خلفها . ثم اطعام من جوع وتحقيق أمنهم من الخوف الذي يتسربلون به ويساكنهم طوال سنين الحرب. التدرج بهم لإخراجهم من حالة العوز والعدم يكون بالانتقال الي أماكن تواجدهم ومسح علي رؤوس الايتام والصغار، تمليكهم بعض دجاجات أو أغنام للاعتناء بها وتربيتها ينقلهم الفعل رويدا الي حالة السكينة والاطمئنان , يشد أزرهم عودة الحياة والأمن ليسيروا في درب تضميد الجراح ، ثم توفير معينات الزراعة والامن يضاف ويحفظ كقيمة أساسية مع أدوات الانتاج ، ربط مساهمة شركاء السودان مع الموسم الزراعي وكذلك تدفقات صناديق الاعمار ، توزيع حصص التمويل لا تترك لأصحاب الياقات البيضاء من نخبة السودانيين فقد أثبت التأريخ في سجلاتهم غياب الامانة وطهر اليد عند معظمهم الا من رحم ربي . لا نريد لعيد السلام أن يكون ساحة لرقص الزعيم والعصا مرفوعة تحدث باما أو اما ، سئمنا تلك الاحتفالات تعقبها توزيع مكاتب وثيرة لسلطة دارفور في قلب الخرطوم أو صندوق اعمار الشرق يسير سدنته برحلات مكوكية تجلب الزاد والعتاد ثم يختفي بعد الاشادة بتلك الدولة أو ذاك الاميرالمحسن. نريد عيدا لسلام السودان تذهب الكاميرات فيه الي معسكرات أبي شوك ونيرتتي والجنينة وأم بريمبيطة وقيسان ، تصور أصحاب الحاجات وتستنطقهم أمام العالم ليدلوا بشهاداتهم يسمعها العالم أجمع . تسجل احتياجاتهم ونواقص الزاد والغذاء من أقوالهم وتطرح معاناتهم كمعايدات في عيد السلام. التدرج لإعادة الحياة الي طبيعتها ودمج المعسكرات ومناطق الحروب في السودان ، يحتاج الي تفعيل سلام جوبا ولكن بفهم جديد . عقل يثمن قيمة العمل احتفاء وفرحا بسلام السودان هو ما نحتاجه ، احتفالات سلام السودان تقدم مهورا تنقل الي حيث العروس يخطب ودها وقربها من بيت أهلها في المعسكرات والكهوف ، يجهز لها السكن اللائق والمعاش الذي يصين كرامتها ويرفع قدرها . خيرات السودان الزراعية والتعدينية مهراتفاقية سلام السودان ، تفك مغاليقه بالتعاون مع شركاء وأصدقاء السودان ولكن البداية تأتي من أهل المعسكرات يتم تدريج ادماجهم في النشاط الاقتصادي عبر مشروعات متناهية الصغر ، لايعجز فيها الطفل الصغير عن المساهمة بجهدة ثم الانتقال الي مشروعات زراعية وصناعية تحتاج الي شركات أمريكية وأوربية تعيد مشروع الجزيرة الي سيرته الاولي ثم تحاكي تجربته في بقية المناطق التي دمرتها الحروب . نعم مع احتفالات أعياد السلام ولكن بعزم جديد وذهن يصور ثورة ديسمبر كما هي ، جواد أصيل يراهن عليه أهل السودان ولا يخذلهم . احتفالات تذهب الي المعسكرات تقدم المشاريع الانتاجية الصغيرة ثم الوعد بالتنمية . وتقبلوا أطيب تحياتي