* كل الإسراف في الجرائم الذي مارسته جماعة الإخوان في السودان وخُدَّامَهم في الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة والمليشيات؛ لم يمنع عنهم أقدار السقوط؛ ولم يزد أعمار الهالكين منهم.. ستظل اللعنات تطارد الأحياء من هذا الفصيل الحيواني؛ والقلق والرعب يحاصر نفوسهم الشهوانية كلما داهمت الأمراض أجسادهم المبنية بالسحت؛ بينما أموالهم المنهوبة من الشعب تعجز عن استرداد العافية وشراء (العُمر)! فلا رشوة تمنع الموت..! هل فطن العسكر القتلة المتواجدين في المشهد السياسي والمختبئين خلفهم من المدنيين اليوم؛ هل فطنوا لعِبَر التاريخ؛ وكيف ستبدو أحوالهم غداً عندما يسقطون؟! وهل تعلَّموا أنه لا قاتل سيفلت بجلدِه من مصير السوء في دار الفناء؟! فما بالنا بالدار الأُخرى..! * الذين فضوا إعتصام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019م فأسرفوا في القتل والحرق والتعذيب؛ لو كانوا يعتبرون من التاريخ لما أقدموا على الجريمة النكراء.. لكن لأنهم نوع من العسكر يتلذذون بالدم وانتهاك العدالة يبدو كل ما يقترفونه مشروع عندهم وطبيعي في سبيل الحكم.. وليس مشروع للشعب بكافة أجهزته العدلية والقانونية أن يحاسبهم؛ لأنهم أكبر من كل ذلك (بحسب عقولهم الخربانة) التي إعتادت الغرور كأحد الثوابت؛ خصوصاً لدى العساكر الذين ظلوا لعقود يأتمرون بأوامر أجرَم عصابة مرّت على بلادنا؛ أي (الإخوان المتأسلمين)! أين رأسهم عمر البشير الذي كان يقتل؛ ينهب؛ يشجع على الإغتصاب ويرقص بلا مبالاة؟! وأين نحن من هذا المتدبِّر المتبصِّر القائل: أتيتُ القبورَ فناديتُها أين المُعظم والمُحتقرْ وأين المُدِلُ بسلطانهِ وأين المُزَكِّي إذا ما افتخَرْ * قال: فنُوديتُ من بينها ولم أرَ أحداً: تفانوا جميعاً فما مُخبرٌ وماتوا جميعاً ومات الخبرْ تروحُ وتغدو بناتُ الثرى وتُمحَى محاسنَ تلك الصور فيا سائلي عن أناسٍ مضوا أما لك فيما ترى مُعتبر؟ * لو كان لدى قتلة المعتصمين (مُعتبَر) بخلاف كرسي الحكم وفتنته؛ لخافوا من الدم.. ولأنهم بلا كرامة وبلا نخوة وبلا وازع أخلاقي؛ يظل خوفهم من حساب الدنيا وافتقاد مزاياها المكتسبة بالإجرام هو الهاجس.. والغريب أن بعضهم مازال يتزين له الزيف بتمجيد نفسه والبحث عن من يمجدونه ولو بالمال.. بيد أن القاتل مهما علا فسيظل صغيراً وحقيراً.. سيعيش مذلولاً مهما (تفاصح) بالعزة؛ أو غرق في (تمثيل دور القائد الكريم)؛ إذ لا كرامة لقاتل. أعوذ بالله ——