أخيراً عاد محمد عبد الرحمن الذي وصفوه جوراً وبهتاناً ب (الفتى الزجاجي). . جكسا، ميدو، الغربال الذي رُوج لمعاناته من إصابة لن يشفى منها إرضاءً لغرور وغطرسة فرد عاش منذ رحيله تجارب أكسبته المزيد من النضج وصار هدافاً مهاباً. . لم تكن عودته لناديه الأصل سهلة، بل جاءت بعد مفاوضات بدا إنها شاقة انتهت بدفع مئات الآلاف من الدولارات للاعب كان في اليد ولم ينقصه حينها الولاء ولا الوفاء للنادي الذي قدمه للناس. . لو كنت مكان محمد عبد الرحمن لما أرهقت أعضاء اللجنة بالتفاوض ولعدت أدراجي بعد أول حديث ووعد بتقديم العرض المناسب. . لكنه معذور قطعاً، فقد كانت التجربة التي دفعته للرحيل عن الهلال مريرة. . كما ان الكرة صارت مصدر رزقه ومن حقه أن يسعى لتأمين مستقبله في زمن صار فيه التكسب من هذه الرياضة مقبولاً مجتمعياً حتى لمن لا يركضون في الملاعب. . نحمد الله الذي عافى الجسد الهلالي من المرض العضال الذي ألم به طوال السنوات الماضية. . نحمده تعالى على نعمة عودة بعض من طفشتهم التجارب القاسية التي عاشها النادي. . نشكر الله كثيراً على نعمة أن يتكلم الأهلة عن مجموعة من الشباب في اللجنة وخارجها لدورهم الكبير في إعادة الغربال لبيته، بعد أن كنا ننام ونستيقظ على التسبيح بحمد رجل وحيد. . بعد سنوات عجاف بتنا نسمع من أناس محترمين اشادات بفلان وعلان من أعضاء لجنة التسيير، بعد أن كاننوا يرددون عبارات مثل " أعوذ بالله، ياخي ديل كرهونا الهلال زاتو". . جميل أن تكون هناك جهود جماعية لإعادة لاعب أو تأمين خطوة تفيد الهلال. . عودة الغربال أسعدت غالبية جماهير الهلال وهو شيء مفهوم ومتوقع. . فمن حق هذه الجماهير الباحثة عن الفرح بعد ضيق وألم شديدين أن تشعر بالغبطة والسرور وترحب بنجمها الجديد القديم. . لكن وفي غمرة هذه الأفراح على هذه الجماهير أن تتذكر قبولها غير المنطقي وتصديقها للفرية التي أُطلقت في حق الفتى في زمن مضى. . وقتها برر الكثيرون خطوة المجلس وصدقوا الكذبة من أناس كان الكذب عندهم مهنة وممارسة يومية. . قالت فئات من جماهير الهلال وقتذاك " دعوه يذهب، فالهلال لا يقف على لاعب". . وإني لعلى ثقة من أن بعض هؤلاء يهللون اليوم لعودة الفتى. . أعدتكم لهذا الماضي الأليم حتى نستفيد من أخطائه ونسعى لعدم تكرارها. . فعندما يخطيء إداري أو يهم بإتخاذ موقف خطأ يفترض أن نقول له "أخطأت" لا أن نبحث له عن الأعذار الواهية والمبررات الفطيرة. . وحين يُسوق لفرية علينا أن نوقف من يسوق لها عند حده لا أن نساعده في ترويجه المدفوع بالغرض والمرض. . نفس ما كانت تردده بعض الجماهير الزرقاء قاله عدد من مشجعي المريخ اليوم. . وهؤلاء زادوا عليه بشتائم وسباب غير مقبول في حق محمد عبد الرحمن وكأنه أتى ببدعة. . نسي هؤلاء أن اللاعب في الأصل ابن الهلال. . وتجاهلوا أنهم سبق أن سجلوا قائد الهلال بعد 17 عاماً قضاها في ناديه. . ويوم أن ضُم هيثم لكشوفات المريخ هلل للخطوة عدد من الصحفيين الحمر وسارعوا لتوظيف صورته واسمه في صفحات جرائدهم. . فلماذا يسب بعض اخوتنا المريخاب الغربال ويتوعدونه بسبب عودته للنادي الذي قدمه أول مرة!! . أتمنى أن نتخلى عن هذه المكابرة المؤذية ونتعامل مع الأمور بشيء من العقل. . الشكر والتقدير لكل من ساهم في تصحيح وضع الغربال بعد الظلم الذي تعرض له. . وكل العشم أن نفرح بوجود كوكبة جيدة من الشباب في اللجنة وان نتعامل معهم ككم واحد ومجموعة متجانسة، لا أن نركز على من يدفع فقط. . فمثل هذه النظرة تساعد في التأسيس لعمل احترافي وجماعي في مقبل الأيام. . أما إن ظللنا نهلل ونتغنى بمن يدفع فقط، فقد نندم كثيراً لاحقاً، لأننا نكون قد ساهمنا دون وعي منا في صناعة طواغيت جدد ليحلون مكان من سبقوهم. . وطالما أن الغالبية راضية بما تقوم به اللجنة فليكن شكرنا لهم كمجموعة، بدلاً من عبارات شكراً فلان أو علان. . شكراً كثيراً أعضاء لجنة التسيير، وأرجو مخلصاً ألا تشغلكم مثل هذه الأفراح الآنية عن الأهداف والغايات الأسمي. . فما سيسعد الأهلة طويلاً وبصورة مستدامة هو أن تسجلوا لأنفسكم تاريخاً بأنكم وضعتم لبنات المؤسسية في هذا النادي الكبير.