شدد تقرير لمجلة "فورين بوليسي" على أهمية عدم تغذية إسرائيل للشك مع الحزب الديمقراطي في الولاياتالمتحدة، من خلال السعي للاستفادة من المرحلة الأخيرة لولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال التقرير إن الاعتراف بفوز بايدن من قبل إسرائيل، يمثل خطوة مهمة لتجنب تراجع في العلاقات مع إدارة البيت الأبيض الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني الذي يعد نقطة خلاف بين إدارة بايدن وإسرائيل. وأشار التقرير إلى أن إسرائيل عليها البدء فورا في تنسيق المواقف مع إدارة بايدن بشأن طهران، ومناقشة المصالح المشتركة بين البلدين في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. كان الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما لدى إبرام الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، أبدى نيته "تغيير المسار" مع إيران، مع إمكانية العودة الى الاتفاق حال عاودت طهران احترام كامل التزاماتها النووية. مؤخرا، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة الأممالمتحدة المسؤولة عن مراقبة الاتفاق، عن أدلة مقلقة على أن إيران زادت مخزوناتها من اليورانيوم المخصب إلى 12 ضعف المستوى الذي يسمح به الاتفاق، فضلا عن استخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في عملية التخصيب المحظورة. وينظر لإمكانية حصول إيران على سلاح نووي، على انه تهديد حقيقي لإسرائيل، وهذا يفسر سبب تخصيص الحكومة الإسرائيلية نسبة كبيرة من اهتمامها ومواردها لإبطاء التقدم في البرنامج النووي الإيراني ومنع تسليحه، سواء بشكل مستقل أو مع الحلفاء. ويؤكد التقرير أن التغييرات في نهج الولاياتالمتحدة تجاه إيران وبرنامجها النووي تؤثر على حسابات الأمن القومي الإسرائيلي الرئيسية، حول الكيفية التي يجب عليها بها تعزيز أهدافها المتمثلة في إبطاء الوقت الذي تستغرقه إيران في تطوير سلاح نووي. في السنوات الأربع الأخيرة، خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترامب، كانت إسرائيل والولاياتالمتحدة منسجمة في سياسة واحدة تمثلت في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعته عام 2015، إضافة إلى فرض ما يسمى بحملة الضغط القصوى على الاقتصاد الإيراني. وأثبتت حكومة الولاياتالمتحدة أن قوتها الاقتصادية تمنحها القدرة على ممارسة ضغوط اقتصادية هائلة، حتى عندما تتصرف بمفردها في المقام الأول، وتستهدف دولا ليست مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنظام الاقتصادي الدولي. أدت حملة الضغط القصوى إلى تدهور الوضع الاقتصادي في إيران بعد إعادة فرض العقوبات التي تزامنت مع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد كواحدة من بؤر كوفيد 19 في المنطقة. على الرغم من المخاوف الإسرائيلية، لا يبدو أن بايدن مستعدا لمحاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء 4 سنوات والعودة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الست. من وجهة نظر إسرائيل، سيكون من المهم، أن توضح الحكومة الأميركية، لإيران أنها لن ترفع جميع العقوبات المعاد فرضها قبل التوصل إلى اتفاق جديد ومحسن يتضمن تنازلات إضافية من إيران. ويشير التقرير إلى أن إسرائيل ستطلب من إدارة بايدن تركيز الجزء الأكبر من جهودها على القضية النووية، وفرض شروط تعطل من سرعة إنتاج سلاح نووي إيراني.