قال وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، الأربعاء، إن تباعد مواقف إثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة، دفع السودان للإصرار على منح دور أكبر للاتحاد الإفريقي في المفاوضات. وعقد عباس مع ممثلين عن فصائل "الجبهة الثورية" (تضم 3 حركات مسلحة) في الخرطوم لقاءا تنويريا. وأضاف: "الجولة الأخيرة لمفاوضات سد النهضة أظهرت تباعدا بمواقف التفاوض بين مصر وإثيوبيا، ولذلك أصر السودان على مواصلة التفاوض تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لكن بطريقة مختلفة تمنح الخبراء دورا أكبر". وتابع: "سد النهضة موضوع كبير يهم السودان شعبا وحكومة ويتعدى تأثيره المستقبل الاقتصادي والاجتماعي للبلاد إلى آثار جيوسياسية بالقرن الإفريقي وحوض النيل". وأشار عباس، إلى أن موقف بلاده "من أزمة سد النهضة، يقوم على حق إثيوبيا في التنمية وبناء الخزانات والاستخدام المنصف للأنهار، وعدم إلحاق أي ضرر بالآخرين، وضرورة التوقيع على اتفاق ملزم ونهائي". وذكر أن "فوائد سد النهضة الإثيوبي للسودان أكبر من أضراره". واستدرك: "الفوائد ستتحول لمخاطر عظيمة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي وملزم لتبادل المعلومات اليومية بين سدي النهضة والروصيص (السوداني) للتشغيل". وفي مؤتمر صحفي عقب اللقاء، قال عباس، إنه أوضح لفصائل "الجبهة الثورية" موقف البلاد من مفاوضات سد النهضة، وإصرارها على عدم الدخول بالمفاوضات إذا استمرت بذات المنهجية. وشدد على ضرورة منح خبراء الاتحاد الإفريقي دورا أكبر في المفاوضات. وكشف عن إرسال رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، خطابات حول مفاوضات السد إلى جنوب إفريقيا وإثيوبيا ومصر، دون تفاصيل حول مضمون هذه الخطابات. من ناحية أخرى، اعتبر الوزير عباس، أن الانتخابات الأمريكية لها تأثير كبير على مفاوضات السد الإثيوبي، بسبب اختلاف سياسات الرئيس الحالي دونالد ترامب، عن الرئيس المنتخب جو بايدن، دون تفاصيل حول هذا التأثير.