يستخدم الكثيرون برنامجا يدعى "أوريون" طورته "سولار ويندز" لمراقبة شبكات الكمبيوتر الخاصة بهم | Source: Courtesy Image كشف موقع الإذاعة الوطنية العامة، في الولاياتالمتحدة (NPR) أن قراصنة الحكومة الروسية الذين شنوا حملة إلكترونية على أنظمة الكمبيوتر في العديد من الوكالات الأميركية استعانوا بثغرة أمنية في أحد منتجات مراقبة البرامج من شركة "سولار ويندز"( SolarWinds) . وتعمل الشركة على نطاق واسع مع الحكومة الفيدرالية ومئات الشركات الأميركية الكبيرة. ويستخدم الكثيرون برنامجا يدعى "أوريون" طورته "سولار ويندز" لمراقبة شبكات الكمبيوتر الخاصة بهم. ولدى الشركة حوالي 300 ألف زبون، لكنها تقول إن "أقل من 18000" قاموا بتثبيت إصدار منتجات "أوريون" في وقت سابق من هذا العام والذي يبدو الآن أنه تعرض للاختراق. حتى الآن، تشمل قائمة الكيانات الحكومية الأميركية المتضررة وزارة التجارة ووزارة الأمن الداخلي والبنتاغون ووزارة الخزانة وخدمة البريد الأميركية والمعاهد الوطنية للصحة. وحادثة الاختراق الأخير، هي الأحدث في قائمة طويلة من التوغلات الإلكترونية الروسية المشتبه بها في دول أخرى غير الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس فلاديمير بوتين. وتقول عدة دول إن روسيا استخدمت سابقًا قراصنة وبرامج روبوت ووسائل أخرى في محاولات للتأثير على الانتخابات في الولاياتالمتحدة وأماكن أخرى. وبذلت العديد من وكالات الأمن القومي الأميركية جهودًا كبيرة لمنع روسيا من التدخل في انتخابات هذا العام. لكن يبدو أن تلك الوكالات نفسها قد صدمت من الأخبار التي تفيد بأن قراصنة، يُشتبه بارتباطهم بجهاز استخبارات روسي، كانوا يتجولون داخل أنظمة الحكومة الأميركية، ربما منذ الربيع. في هذا الصدد، قال غلين غيرستيل، المستشار العام السابق لوكالة الأمن القومي من 2015 إلى 2020: "يبدو الأمر كما لو كنت تستيقظ ذات صباح وأدركت فجأة أن لصًا كان يدخل ويخرج من منزلك منذ ستة أشهر"، مشيرا إلى أن المتسللين كانوا حريصين على إخفاء آثارهم. ثم تابع "لا يمكنك معرفة أنهم دخلوا، ولا يمكنك معرفة أنهم تركوا الباب الخلفي مفتوحًا، لا يمكنك حتى معرفة متى دخلوا وألقوا نظرة حولهم ومتى غادروا". ولتنفيذ هجومهم، استغل المتسللون سلسلة التوريد التي تستخدمها "سولار ويندز" لتوزيع تحديثات البرامج. وقالت الشركة إن لديها دليلًا على أنها عندما أرسلت تحديثات للعملاء بين مارس ويونيو، تضمنت تحديثات منتجات "أوريون" أيضًا برامج ضارة منحت المتسللين الوصول. وسيطرت "مايكروسوفت" الآن على اسم المجال/النطاق (domain name) الذي استخدمه المتسللون للتواصل مع الأنظمة التي تم اختراقها بواسطة تحديث "أوريون"، وفقًا للخبير الأمني براين كريبس. وأضاف بأن تحليل الشركة من شأنه أن يساعد في الكشف عن نطاق الشركات والوكالات المتضررة. وحتى الآن، أقرت الحكومة الأميركية وجود "حملة" على مؤسساتها الفيدرالية، وذكرت في بيان، الأربعاء، أنها تحقق في الانتهاكات، لكنها قدمت القليل من التفاصيل. من جانبها، قالت شركة "سولار ويندز" إنه تم تنبيهها إلى "ناقل هجوم" استهدف رسائل البريد الإلكتروني وأدوات إنتاجية المكتب الأخرى. وأضافت الشركة أنها تستخدم Microsoft Office 365 لأدواتها المكتبية. وقالت الشركة إنها تعمل مع مايكروسوفت الآن لتحديد ما إذا كان قد تم تهريب أي بيانات خاصة، لكنها أضافت أنه حتى الآن لم تعثر على أي علامات على بيانات مسروقة. وأوضحت أن على الوكالات المعنية بالهجوم تحديث إصدارات برمجياتها "في أقرب وقت ممكن لضمان أمن الأجهزة والمعلومات".