يعتبر يوم 19 ديسمبر واحد من اشهر ايام التاريخ السوداني – علي اعتبار انه في مثل هذا اليوم من سنوات خلت قد وقعت فيه ثلاثة احداث كبيرة دخلت التاريخ -، وهي ثلاثة احداث هامة استعرضها في هذا المقال. اولآ: اعلان استقلال السودان عام 1955: (أ)- المدخل الي مقترح استقلالالسودان من داخل البرلمان- جلسة رقم (43) فى الدورة الثالثة لأول برلمان سودانى مداولات جلسة اعلان الاستقلال التى تمت فى البرلمان السودانى فى يوم الاثنين 19/ديسمبر 1955: فى هذا اليوم الخالد من تاريخ السودان وفى هذه الجلسة التاريخية تقدم السيد / عبد الرحمن محمد ابراهيم دبكة نائب دائرة بقارة نيالا غرب بهذا الاقتراح ( ان يقدم خطاب الى معالى الحاكم العام بالنص التالى : نحن اعضاء مجلس النواب فى البرلمان مجتمعا نعلن بأسم شعب السودان ان السودان قد اصبح دولة مستقلة كامل السيادة ونرجو من معاليكم ان تطلبوا من دولتى الحكم الثنائى الاعتراف بهذا الاعلان فورا . ان اعلان الاستقلال من هذا المجلس طبيعى ومشروع وواجب وطنى مقدس بعد ان دخلت البلاد فى الطور النهائى من مرحلة الانتقال واننا اذ نسجل للحكومتين المصرية والبريطانية تقديرنا بوفائهما بالتزاماتهما فى اتفاقية السودان المبرمة بينهما فى عام 1953م نأمل جادين ان تسرعا بالاجابة لهذا النداء الصادر من برلمان الشعب السودانى وتعترفا باستقلالنا الشامل وسيادتنا التامة اذ أننا نريد لبلادنا استقلالا كاملا ونظيفا ليس لاى دولة فى العالم نفوذ تخل بكيانه او تدخل يقلل من حقنا فى التصرف فى امورنا وفق مصلحة السودان ، اننا نريد لبلادنا فى عهد الاستقلال حكما ديمقراطيا صالحا يضمن لجميع السودانيين من غير تمييز او محاباة عدالة اجتماعية وتكافؤ فى الفرص يريد الشعب الودانى حكما نزيها يطمس مفاسد الماضى البغيض ويعمل على بناء امة موحدة يسودها الاطمئنان ويعمها الرخاء حتى ننعم بثمارها وكفاحها الطويل .. يسرنى ان اتقدم بهذا الاقتراح العظيم فى هذه اللحظة التاريخية الخالدة بعد ان اجتمعت كلمة الشعب السودانى المجيد على الاستقلال الكامل والسيادة للسودان ممثلا فى التقاء السيدين الجليلين وتأييدهما الذى تم بعون الله ولمرضاته ومصلحة البلاد العليا فى اجتماع كلمة الاحزاب والهيئات السودانية عند هذه الغاية الوطنية الكريمة وفى هذا الاجماع الرائع الشامل لجميع اعضاء البرلمان ممثلا فى هذا المجلس الموقر على اعلان استقلال السودان من هذا المنبر الشريف. (ب)- ثنى هذا الاقتراح التاريخى الخطير مشاور جمعة سهل نائب دائرة دار حامد غرب وقال ( اقدر مدى الشرف الذى يناله مقترحه ومثنيه فى جلسة كهذه سوف يسجلها فى سجل الشرف تاريخ هذه البلاد المجيد وسوف تكون حدا فاصلا بين عهد الاستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق الذى يجعل السودان امة بكل مقوماتها لا تستوحى فى شئونها الداخلية والخارجية الا مصلحة الشعب وارادة الامة وتقيم علاقاتها مع الدول جميعا على قدم المساواة بين ند وند لا سيد ولا عبد ...واخير أهنئ زملائى النواب بهذا التوفيق وأهنئ الشعب السودانى بفجر الحرية الذى يطل اليوم من هذه القاعة ويصل اشعاعه الى كل ركن من اركان السودان ليبدد الظلام ويملأ ارجاء البلاد نورا وسلاما ورخاء. (ج)- ولم يغفل السيد محمد احمد محجوب زعيم المعارضة ان يسجل اسمه فى هذا الشرف الكبير فابتدر حديثه التوثيقى، فقال: ".....فى السادس عشر من شهر اغسطس الماضى اصدر مجلس النواب قراره التاريخى بجلاء القوات البريطانية والمصرية عن ارض الوطن وكان قرارا بالاجماع وفى العاشر من شهر نوفمبر غادر البلاد آخر جندى اجنبى فأدرك الشعب بجميع احزابه وهيئاته ان استقلال البلاد التام اصبح حقيقة واقعة وارتفعت اصوات الشعب فى كل مكان تنادى باستقلال السودان التام ومطالبة الدولتين للاعتراف به وها نحن اليوم نتقدم بهذا الاقتراح باسم الشعب السودانى ان السودان قد اصبح دولة مستقلة ذات سيادة كاملة ونطلب من دولتى الحكم الثنائى الاعتراف الفورى . لا شك عندى فى ان الشعب السودانى شعب عظيم توفر لديه كل مقومات العظمة شعب يعرف متى يختلف وعلى ماذا يختلف كما يعرف متى يلتقى ويقف صفا واحدا فكلما ادلهمت الامور ودهمتها الحوادث وكاد الشك يتسرب الى نفوس الحادبين علينا وظنوا بنا الظنون وحسبونا قد تفرقت كلمتنا برزت كلمة الشعب وقوته وتقديره لمصائر الامور واستطعنا ان نجتاز الصعاب وان نخط سطرا فى تاريخ هذه البلاد وتاريخ ابنائها". (د)- وتحدث السيد مبارك زروق زعيم المجلس قائلا: "اخالنى ياسيدى الرئيس متكلما باسم جانبى المجلس حين اؤيد هذا الاقتراح فالجانبان اليوم وأمامهم هذا الاقتراح مجلس واحد . . اعود الى الاقتراح الموضوع امام هذا المجلس وأبين اننا نجلس هنا كنواب للامة السودانية فى هذا البرلمان الذى يمثل جميع وجهات النظر فى البلاد والذى اعترفت دولتا الحكم الثنائى بصدق تمثيله فى اكثر من مناسبة ومن حقنا بهذا الوصف يسندنا فى ذلك الرأى العام السودانى كله ممثلا فى هيئاته وصحفه ان نعلن الاستقلال اليوم.يجب ان تقوم دعائم السودان على أسس من الديمقراطية والعدالة وان نواجه مشاكل السودان كرجال وان نعرف كيف نزن ونقدر الامور فبناء الامم ليس بالامر الهين فبانكار الذات وسلامة القصد وصدق العزم ونفاذ البصيرة والتعاون نستطيع أن نعوض ما فاتنا حين كانت مقاليد الامور يصرفها الاجنبى .ان عملنا يجب ان يكون لمصلحة الشعب اولا واخيرا وان تحل ارادته المحل الاول وان يكون همنا العمل على اسعاده ورفع مستواه ومحو الاثار التى خلفها فى نفسه وفى جسمه ومجتمعه الاستعمار وان نعيد له الثقة بنفسه وان نهيئ له الظروف التى يتنفس بها الحريةوتتفتح فيها ابواب الفرص أمامه وان نعطيه الحربات التى يتمتع بها الاحرار فى كل مكان". (ه)- ومن ثم اجيز الاقتراح بالاجماع ، واعلن الاستقلال من داخل البرلمان بالاجماع، وبعدها أعلن تحديد اليوم وسمى باليوم المعين وهو 1/ يناير 1956. (و)- ثم كان الحديث القوى الواضح للسيد اسماعيل الازهرى فقد قال قولته المشهورة التى كانت مفاجأة لكل العالم وخاصة دولتى الحكم الثنائى وحتى المعارضة السودانية حين قال: "اليوم نعلنها داوية ومن داخل هذا البرلمان ان السودان حر مستقل بكل حدوده الجغرافية )، وكانت مبادرة جريئة حيث اعلن الاستقلال من داخل البرلمان وكانت مفاجئة اذهلت الجميع اذ انه لم ينتظر اجابة الحاكم العام او ردهم على خطاب المجلس بخصوص الاقتراح المقدم واعتراف الدولتين بالاستقلال.". (ز)- تمت اجازة اقتراح استقلال السودان من قبل اعضاء البرلمان وتواصلت الجلسة التاريخية حيث قدم السيد حسن جبريل سليمان نائب دائرة (دار مساليت جنوب) الاقتراح التالي : بما انه يتؤتب عليه الاعتراف باستقلال السودان قيام راس دولة سوداني فانه من راي هذا المجلس ان ينتخب البرلمان لجنة من خمسة سودانيين لتمارس سلطات راس الدولة بمقتضى احكام دستور مؤقت يقره البرلمان الحالي حتى يتم انتخاب راس الدولة بمقتضى احكام الدستور السوداني النهائي كما انه من راي المجلس ان تكون الرئاسة في اللجنة دورية في كل شهر وان تضع اللجنة لائحة لتنظيم لعمالها . وثنى الاقتراح السيد جشوا ملوال (غرب النوير) واجيز بالاجماع. (ح)- وفي جلسة المجلس رقم (48) في دورته الثالة يوم الاثنين 26 ديسمبر 1955 قدم السيد مبارك زروق الاقتراح التالي : انه من راي هذا المجلس ان يكون الاتية اسمائهم اعضاء في اللجنة الخماسية لممارسة سلطات راس الدولة بموجب دستور مؤقت يقره البرلمان الحالي والسادة هم : السيد/احمد محمد صالح. السيد/الدرديري محمد عثمان. السيد/عبدالفتاح المغربي. السيد/سرسيو ايرو. وقد اجيز الاقتراح بالاجماع، تقدم النائب محي الدين الحاج حمد (تقلي جنوب ) باقتراح لقيام جمعية تاسيسية منتخبة لوضع لوضع واقرار الدستور النهائي للسودان وقانون الانتخاب للبرلمان السوداني المقبل، وقام النائب حماد ابو سدر (الجبال الشمالية شرق ) بتثنية الاقتراح المقدم واجيز بالاجماع. (ط)- روابط تاريخية هامة لها علاقة بالمقال: 1- فيديو: إعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان 19 ديسمبر 1955م. 2- الصحافة زمان: الأزهري والمحجوب يرفعان العلم.. وإسرائيل تعترف بالسودان دولةً مستقلةً. https://www.sudaress.com/alsahafa/39173 ثانيآ: الثورة السودانية في 19/ ديسمبر 2018 (أ)- لا اعتقد ان القارئ الكريم في حاجة ان اسرد له وقائع انتفاضة 19/ ديسمبر 2019 خصوصآ وان اغلب الذين عاصروا احداثها مازالوا احياء، وقد قام موقع "ويكيبيديا"، الموسوعة الحرة بنشر تفاصيل الانتفاضة يوم بيوم ساعة بساعة في مقال طويل يعتبر واحدة من اهم الوثائق عن الانتفاضة. (ب) جاء في احدي شروط النقل من موقع "ويكيبيديا"، الموسوعة الحرة، (أنت حر في قراءة وطباعة مقالاتنا والوسائط الأخرى مجانا.)..وبناء عليه، انشر الرابط الذي حوي علي تفاصيل الثورة السودانية. ثالثآ: اعدام الطالب/ مجدي محجوب (أ)- من مكتبي بصحيفة "الراكوبة": 19 ديسمبر 1989 أعدام مجدي:..طلب كوبآ من الشاي ورشفه..واعدم!! [email protected]