برزت فى العقد الاخير ظاهرة غياب المطربين الشباب عن اتحاد الفنانين بصورة شبه تامة تدعو للقلق وحاول الكثير من المبدعين والمهتمين بالشأن الفنى التنبيه لخطورة الظاهرة حتى تحولت لمشكلة حقيقية ادت لحدوث جفوة وانقطاع لحبل التواصل الممتد مابين الاجيال منذ تاسيس الاتحاد والدور الذى لعبه فى عملية ربط الاجيال وتواصلها وبانت ملامحه فى تداول واكتساب الخبرات المتبادل بين الفنانين الكبار والشباب ، اسهمت فى الارتقاء بالاغنية السودانية وانعكست فى مجالات الادارة ، مؤخراً اقترح عدد من عضوية مجلس المهن الموسيقية سحب عضوية الاتحاد من كل المطربين الذين لايتواصلون مع الاتحاد ولايشاركون فى فعالياته ولايقومون بالتزاماتهم اتجاهه ، التقينا بعدد من المطربين الشباب ووجهنا اليهم هذا الاتهام الصريح : الاتحاد مكان للعداوات قال الفنان الصادق شلقامى ان انضمامه لعضوية اتحاد الفنانين كان منذ العام 2007م وغاب عن الاتحاد فى الاعوام الاخيرة بسبب انشغاله بعمله ، واكد ان الاتحاد صرح عملاق لعب دوراً مؤثراً فى تاريخ السودان واسهم اعضائه من الفنانين والموسيقيين فى لعب دور مؤثر فى الحركة الوطنية فى البلاد ، وحول اسباب جفوة الشباب وابتعادهم التام عن الدار ، رفض شلقامى التحدث نيابة عن أحد لان لكل شخص اسبابه وعذره الخاص ، ولكن عن نفسه كشف ان الفنانين الرواد الكبار كانوا فى الماضى مثل الاخوة والاسرة الواحدة يجمع بينهم الالفة والمحبة الصادقة وحب الفن ، لكن للاسف حالياً لم نحذوا حذوهم السابق وصار الاتحاد مكان للفرقة والشتات والمحاصصات ومحاربة أى نجاح يحرزه فنان شاب يخطو فى اول الطريق واشار شلقامى الى ان هذه الامور السيئة لن تخدم قضايا الفنانين ومحاولة النهوض بالاغنية وحركة الابداع عموماً ، وطالب المبدعين بضرورة النظر الى الدول المحيطة بالسودان وكيف استطاعت ان تتطور فنياً وتنهض بفنانيها بينما لايزال السودان فى مكانه . تهرب من المسؤولية اكد الفنان جمال مصطفى الشهير ب(فرفور) ان هناك بالفعل نوع من الاحجام عند بعض المطربين الشباب عن التواصل مع اتحاد الفنانين والمواظبة على محاولة ان يكونوا جزء اصيل منه ، وعزا فرفور تهرب بعض الشباب من الزج بانفسهم فى التكاليف والمسؤوليات التى هم فى غنى عنها ، بينما هناك اخرون لايضعون فى بالهم ادنى اهمية لذلك بسبب تكريس كل وقتهم للغناء فى مناسبات بيوت الافراح المستمرة فى النوادى والاحياء . وبدوره انتقد الفنان شكرالله عزالدين ابتعاد المطربين الشباب التام عن اتحاد الفنانين وعدم تمتع الغالبية العظمى منهم بعضويته والانتماء لهذا الكيان ا لعريق ، وقال ان المغنين المنضمين للاتحاد قلة ولا يواظبون على الحضور بصورة مستمرة ، ورفض شكرالله فى حديث سابق له مبررات البعض ووحججهم الواهية على شاكلة قولهم (ان الاتحاد لن يضيف لهم شيئاً) ، واكد شكرالله ان كل جيل الفنانين الرواد مروا على هذا الاتحاد ونهلوا من معينه وكانوا جزء اساسى منه ، وكشف شكرالله انه شخصياً سيستفيد من الاتحاد وسيضيف اليه الكثير ، ودعا الشباب الى الانضمام حتى يكون هناك تواصل ممتد بين الاجيال الفنية فى البلاد نفور عند الشباب قال الفنان محمد حسن الخضر انه واحد من قلائل ظل حريصاً الى دعوة زملائه الفنانين الشباب بضرورة ان يشكلوا جزءا من اتحاد الفنانين وقضاياه حتى يستفيدوا فنياً وادارياً من الكبار لان التدرج لابد من حدوثه وقريباً ستؤول اليهم قيادة الكيان بكامله بعد ان ينضجوا ويتقدم بهم العمر قليلاً ، وكشف محمد ان دعوته تلك لم تجد اذاناً صاغية من المطربين الشباب ، واضاف ان عدد الشباب الذين يواظبون على التواجد بصفة دائمة فى الاتحاد يعدون على اصابع اليد الواحدة واعترف محمد بوجود (نفور) أو جفوة عند بعض الشباب من اتحاد الفنانين لاتعرف اسبابها تحتاج لجلوس الجميع فى طاولة مستديرة لبحث جذور المشكلة وايجاد حلول عاجلة وشدد محمد على ان الظروف الحالية تتطلب من الفنانين الكبار احتضان الشباب وضمهم اليهم ليتعلموا من خبراتهم الفنية الثرة ويسهموا فى استمرار التواصل الفنى حتى لاتنقطع اواصره الممتدة ، خصوصاً ان الاعوام الاخيرة شهدت رحيل عدد كبير من الفنانين رحلوا عن الدنيا والساحة الفنية . تواصل الاجيال لن ينقطع الفنان نجم الدين الفاضل نائب رئيس اتحاد الفنانين اكد ان ابواب الاتحاد ستظل مفتوحة امام المطربين الشباب ، وكشف نجم الدين ان جميع الفنانين الكبار يحاولون دائماً تقديم يد العون والمساعدة للاعضاء الجدد خاصة من فئة الشباب ، وشدد على ان عملية تواصل الاجيال لم ولن تنقطع فى الكيان العريق فى يوماً ما والدليل تتابع وتسلسل تسلم الراية جيل وراء جيل بدون ان تنقطع فى يوماً ما منذ جيل الرواد وحتى اليوم ، ونوه نجم الدين الى ان اعداد الشباب فى تزايد مستمر ، وعاب علي البعض منهم الكسل والانقطاع عن المواظبة على الحضور وعدم تسديد الاشتراكات بالرغم من قلتها بسبب انشغالهم بالغناء فى بيوت الافراح والمناسبات