تمكنت السعودية، على غرار جارتها الإمارات، من استعمال التكنولوجيا في مكافحة فيروس كورونا المستجد عبر تتبع المرضى ومراقبتهم عن بعد وحتى تنظيم عملية التلقيح، إلا أن الاعتماد على الرقمنة بات يتطلب منها أيضا مجهودا أكبر لمواجهة الخداع الالكتروني الذي انتشر بالموازاة مع ذلك. وينقل تقرير من موقع "ماشابيل" في نسخته الخاصة بالشرق الأوسط أن القراصنة نسجوا شبكتهم للتصيد الاحتيالي حول التحديثات المتعلقة بفيروس كورونا التي اعتمدتها السلطات السعودية. ويستخدم القراصنة رسائل مزيفة على شكل دعوات من الحكومة السعودية للتسجيل في قوائم التطعيم، لخداع الناس وإقناعهم بتسليم معطياتهم الشخصية. ويشير تقرير الموقع إلى أن السعوديون يقبلون على التسجيل من أجل التطعيم، إذ تم تسجيل أكثر من 150 ألف حتى الآن عبر تطبيقات الهاتف التي وفرتها الحكومة. وكانت السعودية أجازت في ديسمبر استخدام لقاح فايزر/بيونتيك لتصبح ثاني دولة في الخليج بعد البحرين تعطي الضوء الأخضر للقاح الذي أجازت استخدامه في وقت لاحق الكويت وسلطنة عمان. غير أن الإقبال على التسجيل قابله ارتفاع في نشاط القراصنة ومجرمي الإنترنت الذين ضاعفوا من عملياتهم لخداع المستخدمين. ويراسل المحتالون الناس من خلال رسائل البريد و يقدمون أنفسهم كممثلين حكوميين يسعون للحصول على تفاصيل شخصية تهم التسجيل لأخد اللقاح. ثم يستخدمون هذه البيانات لسحب الأموال من الحسابات المقرصنة. وحذرت وزارة الصحة السعودية من حملات النصب باستغلال حملة التلقيح، مشيرة إلى أن اللقاح لا يتوفر إلا في المستشفيات الحكومية. يذكر أن السعودية كانت قد بدأت شهر ديسمبر الماضي المرحلة الأولى من حملة التطعيم بلقاح فيروس كورونا التي تستهدف الذين تجاوزوا سن ال65 عاما والعاملين في المهن الأكثر عرضة للعدوى، معتبرة أنّ انطلاق العملية بداية لانفراج في أزمة الوباء. وسجّلت المملكة التي يبلغ عدد سكانها 36 مليون نسمة، أكثر من 360 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا منذ بداية ظهوره قبل نحو عام، بما في ذلك أكثر من ستة آلاف وفاة وهو أعلى معدل بين دول منطقة الخليج.