بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رحم الله الشريف حسين الهندي وزير المالية الاسبق ، كان أمة ورجال في شخص رجل . شخصيا سأظل أذكره مع ذكر اعداد الموازنة العامة للدولة ، جاء راحلنا المقيم بما لم يأت به الاوائل في ستينات القرن الماضي وأدخل في موازنة الدولة بندا خاصا لحل مشكلة العطالي في السودان ، نافح كثيرا ووقف يدافع عن واجبات الدولة لخلق فرص عمل للشباب ، بالرغم من المعارضة الشرسة من بعض نواب برلمان ذلك الزمان ، الا أن بند (الهندي) أو بند العطالي صار جزء من الموازنة العامة ، أتاح التعيين للكثيرين من أبناء جيلي للمضي في حياتهم وحققوا أحلامهم. تعود بي الذاكرة هذه الايام الي حسن التصرف الذي تمتع به الشريف حسين الهندي ، ولو عرض عليه الامر اليوم في زمان الناس هذا لكفي معالي الدكتورة هبة – وزير المالية المكلف- عبء البحث عن مصادر تمويل فاتورة السلام ، ابتداع طرائق مستحدثة لتمويل أعباء الموازنة تحتاج في الدول الاقل نموا الي استصحاب مبادرات كما فعل راحلنا المقيم الشريف حسين الهندي ، مثلها ليست بدعة في الدول الاقل نموا وتجربة دكتور محمد يونس في بنغلاديش لتمويل الفقراء خير مثال يحتذي ، منحته المبادأة جائزة نوبل في الاقتصاد وسارت ولايات أمريكية علي نهج بنك الفقراء الذي استحدثه الدكتور محمد يونس. الفرصة سانحة للإبداع أمام الدكتورة هبة لخوض تجربة خفض معدلات العطالي من مدنيين وحركات كفاح مسلح ، لجان التمكين – ولله الحمد—أعادت الكثير من المؤسسات والشركات والحواضن الاقتصادية لإشراف وزارة المالية ، ادارة أصول الشركات والمزارع المصادرة يمكن التعامل معها كموازنات مساندة تصب في الموازنة العامة من خلال ادارتها لتعظيم الربحية ، اسناد الحيازات الزراعية الي شركات زراعية متخصصة يسهم في تشغيل أعدادا مقدرة من العطالي والجنود المسرحين من مختلف التخصصات المناسبة . ادارة الفنادق علي اساس الربحية يتطلب أيضا تشغيل كفاءات وتخفيض نسبة العطالي. باعمال الدروس التي أداربها الشريف حسين الهندي مصادر تمويل الموازنة العامة لأصبح جبل عامر شركة حكومية لها قدرات فنية عالية في استخراج المعادن في دارفور ، ليس الذهب فقط الذي تختزنه دارفور بل اليورانيوم والحديد والماء الذي خلق الله منه الاحياء. ليست بدعة أن تكون كنوز الارض ملكا للدولة بل هو الاساس ولكن عندنا في السودان أرادت الانقاذ الهاء الشباب بالتعدين العشوائي فانتشرت فلولهم في ظروف قاسية تحفر الارض بالأظافر لتحصل علي (كرتة) تعجز أحيانا عن استخلاص الذهب منها. شركات حكومية متخصصة تعمل في التعدين هو الحل الذي يضع انتاج السودان من الذهب وغيره من المعادن تحت اشراف الدولة سعرا وكميات معروضة. تمويل فاتورة السلام وخلق فرص عمل ، تحديات ضاغطة علي اعداد الموازنة وتحتاج الي مبادرات غير مطروقة ، التفكير بصوت عال مع زعماء حركات الكفاح المسلح يسهم في ابتداع مصادر تمويل تماثل تلك التي جاء بها الشريف حسين الهندي ، تسخيرالكوة التي فتحتها العلاقات الجديدة مع الشركات الامريكية في بناء علاقات عمل عبر الغرف التجارية ، نسج فرص الاستثمار مع الشركات الامريكية الكبيرة أكثر استدامة للتنمية في السودان ، مناطق زراعة الصمغ العربي وفول الصويا والقطن والسمسم تمثل مناطق جذب وتوطين للشركات الامريكية في شراكة مع السودان. نسأل الله العلي القدير أن يتقبل راحلنا المقيم الشريف حسين الهندي ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ، نقلنا وأبناء جيلي من كراسي المحطة الوسطي في ستينات القرن الماضي وأتاح لنا فرص تحقيق أحلام الشباب ، كانت روحه العالية تسعي لرفعة السودان وإنسانه ، ونتضرع الي الله العلي القدير أن يجعل رجال ونساء الحكم في سودان اليوم ، يتدبرون العظات والعبر القيمة ويحققون أحلام شباب ثورة ديسمبر في العيش الكريم وتحقيق الحلم السوداني ويرفعون عاليا ذلك الشعار غير المكتوب السودان أولا. وتقبلوا أطيب تحياتي مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد