إنّ البُسطاء الذين قُهروا علي مدى ثلاثين عاماً يتعقدون إنّ نشرات لجنة إزالة التمكين هي أنتصار، بيد ما تقوم به لجنة إزالة التّمكين أشّبه بجناح ِ ذبابة ٍ فوق نهر ٍ من الفساد والظلم ِ والعبث …..الخ ، نظام كسرطان في جسد ِ الوطن، لم يترك لنا سوي الفساد والأنهيار الأقتصادي والأجتماعي لن تقف أثاره عند قرارات لجنة إزالة التمكين ؛ بل هذا الفساد يحتاج عدد السنين التي أنجبته ُ كي ينتهى ويصبح رحم هذا الوطن صالحاً للأنجاب ̋ الشرعي ̋ نظام كان يتغذي من خيرات الوطن بلا رحمة ومن عرق الشعب بلا رحمة «ورغم ذلك كله ُ إنّه نظام أسلامي» الشيء الذي يصوّر لك حجم الخباثة والنفاق فيهم، إذاً لا يمكن تحديد حجم الفساد بنفس البرود الذي تتبعه ُ لجنة إزالة التمكين وحدها في مواجهة ( مملكة الشيطان ) وحتي العمق الذي وصلت له ُ اللجنة هو مجرّد قشور تغطي الفساد الأعظم ،أي بمعني أنه ُ الفصح عن أسهم وعقارات واراضي …..هي أضعف الفساد في أيديّ المرتزقة الصُغار، الفساد ربّما تخطّى الحدود خارج الوطن.. وحتي الآن لجنة إزالة التمكين لم تصل شواطئ الفساد؛ بل ما تقوم به هو مغازلة وتفتيح لبشرة الفساد في منظومة الدولة العميقة، والشيء المؤسف حتي هذه اللحظة الدولة العميقة تتحكم في مفاصل الدولة -الخناق وصناعة الأزمات ……والتراجع الأمني؛ فقط ليبرهنوا لنا إنّ الثورة هي عبارة عن كارثة وليست تغيير، وحينما أقول بأنّ لجنة إزالة التمكين هي حالة من الغزل تجآه دولة الفساد والأستعمار الداخلي ، هذا ما يوضح بعد الثورة وعملية البرود والهبوط، قبل سقوط البشير بأيام كان يقول للضباط المواليين له ُ -نحن بنسلم السلطة للجيش، وهو الشيء المتوقع منه ُ لخفض الأحتقان الشعبي، وهنا يظهر الفرق ما بين الضباط الأحرار الذين وقفوا مع الثورة في الظروف الصعبة وبين الضباط الذين تسلّقوا بعدما علموا إنّ الفرعون الذي يقدسونه ُ سقط في معادلة الشعب الذي قهره ُ وظلمه ُ وقتله ُ لمدة ثلاثين عاماً … ليس غريباً بأن تصبح قرارات لجنة إزالة التمكين تلّحق خارج دوائر الفساد المسيطرة علي عصب الحياة؛ لأنّ ما حدث بعد ليلة السقوط أشبه بمعاشرة ورشوة، أثمرت لنا بأنّ الغطاء (اللجنة الأمنية) لم تقوم بتصفية فرد من النظام البائد ولم تجرج أحد، أي إنّ الذي حدث هو معاشرة غير شرعية للثورة حتي تنجب لنا نظام لا يختلف كثيراً عن النظام الوراثي السابق، وهنا لا يمكن للجنة إزالة التمكين أن تفتح ابواب الفساد لهذا النظام الذي أدعي انه جزء من الثورة التي قامت ضده ُ إنّها الخيانة ونحن الآن ندفع فاتورها .. والمؤسف جداً إنّ لجنة إزالة التمكين تهّرج لنا بأشياء ميّتة ، وترك منظومات تلك العُصبة المتغرطسة الآن في كل شيء؛ ولأنّ الفراغ السياسي والبرود الثوري جعل تلك القوة المضادة للثورة تعلب بالأدوات للعودة لحكم السودان مجدداً ….ولك أن تسأل : هل دخلت لجنة إزالة التمكين في مؤسسات الجيش والدعم السريع والمخابرات والشرطة،…؟ إذاً كيف نعبر ونحن بهذا التحدي العظيم ….. الآن الأنهيار الذي يحصل هو خيانة لا أكثر والذين يتقاضون عن ذلك هم مجرد خونة للوطن وللمهنة .. حفظ الله الوطن وشعبه المغوار♥